Home»International»نافذة على رمضان :سورة البقرة التكونات النصية والأنظمة اللغوية:قضايا كبرى.

نافذة على رمضان :سورة البقرة التكونات النصية والأنظمة اللغوية:قضايا كبرى.

4
Shares
PinterestGoogle+
 

سورة البقرة التكوينات النصية

والأنظمة اللغوية: نحو قضايا كبرى.

سياق قرآني عام :

قرآن مصغر ، سنام القرآن ،فوسطاط القرآن، مدنية ب286 آية ، وألف أمر، وألف نهي ، وألف حكم ، وألف خبر، وب15 مثلا ،كما نسب لابن عربي المالكي ، إشارات إلى عالم الغيب ، وولوج أكوان المعرفة الربانية ، وتفقه في مباحث وأصول العبادة…إنها سورة البقرة التي قال عنها الرسول (ص) : « أي القرآن أفضل.فقالوا الله ورسوله أعلم .قال : « سورة البقرة « . ثم قال : وأيها أفضل؟ قالوا: الله ورسوله أعلم « . قال: آية الكرسي ». إنها أطول سورة وفيها أطول آية و أعظم آية وآخرآية : »واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله » ونزلت يوم النحر في حجة الوداع … فماهي خصوصيات هذه السورة الكريمة ؟ وماهو السرفي إعجاب الرسول (ص) بها ، وبإصماتها بتبيانها لقمم شعرية كلبيد ؟

2- الخريطة القرآنية:

تتناول سورة البقرة موضوع الهداية ، والفئات المستهدفة ،وسبلها وطرق التشريع لها كمحور رئيس، يواكب حدث وضع النبي (ص) لصحيفة المدينة من 52 بندا ،خمسة وعشرون تهم العلاقات بين المسلمين من أنصار ومهاجرين وأوس وخزرج ،وسبعة وعشرون تتعلق بعلاقة المسلمين مع الطوائف الدينية من يهود ونصارى وعبدة الأوثان بالمدينة المنورة ، مركز أول دولة مدنية توافقية بزعامة النبي (ص) سنة 1 هجرية /622أو623 ميلادية، في إطار من المبادئ القرآنية، المؤسسة على التشاور وحرية ممارسة المعتقد، والعدل وعدم التمييزبين القبائل والطوائف والأعراق، وفي أفق تثبيت السلم المجتمعي الذي يتضامن المتعاقدون جميعا على تحقيقه ؛ لتشكل سورة البقرة إطارا مرجعيا وتشريعيا لهذا الكتاب التشريعي الوضعي ،الذي يعتبر مفخرة للاسلام وحضارته المجيدة، كما تتطرق السورة الكريمة لمواضيع داعمة أو مفصلة ك:

1-أصناف العباد من الآية 1 إلى الآية 20 :

أ- المتقي : من الآية 1 إلى الآية 5 :

ب- الكافر : من الآية 6 إلى 7 :

ج- المنافق : من الآية 8 إلى 20 :

2- أصناف العبودية وأهميتها من الآية 21 إلى الآية 39 :

أ- قيمة العبودية من الآية 21 إلى 29 :

ب-قصة بداية العبودية من الآية 30 إلى 39 :

3- الاستجابة وحقيقة العبودية من الآية 40 إلى 152 :

أ- مثال سلبي من الآية 40 إلى 123 :

*- نقض بني إسرائيل للعهود من الآية 40 إلى 103 :

**-حقيقة عبودية بني إسرائيل من الآية 104 إلى 123 :

ب- مثال إيجابي من الآية 124 إلى الآية 152 :

*-قصة إبراهيم من الآية 124 إلى 141 :

**- قصة القبلة من الآية 142 إلى الآية 152 :

4- شمولية العبادة لكل مناحي الحياة من الآية 153 إلى 158 :

أ- الابتلاء من الآية 153 إلى 158 :

ب- علامات العبودية من الآية 159 إلى الآية 167 :

ج- الحياة والعبادة من الآية 168 إلى الآية 214 :

د- الأسرة وأحكامها من الآية 115 إلى الآية 242 :

ذ-قصة جالوت وطالوت وأثر الاستجابة من الآية 243 إلى الآية 253 :

5-التعظيم أساس العبودية من الآية 254 إلى الآية 286 :

أ-قصة التعظيم والتوحيد من الآية 254 إلى الآية 260 :

ب- الصدقة برهان العبودية من الآية 261 إلى الآية 283 :

ج- ضرورة عبادة الله وحده من الآية 284 إلى الآية 286 :

3- القضايا الكبرى:

تطرح سورة البقرة عدة قضايا كبرى منها :

1- التنزيل القرآني استجابة لحدث واقعي، متمثل في أركان جريمة القتل البشعة بدافع حب المال ، على غرار جريمة قتل قابيل لأخيه هابيل بدافع الغيرة والميل إلى المرأة ، حيث تعرض السورة الكريمة لقصة البقرة المثيرة، وبطلها ثري إسرائيلي له وريث وحيد ، لكن بدافع حب المال إلى درجة التقديس ، انتهك ابن الأخ حرمة قتل النفس التي حرم الله ، و استعجل قتل عمه ليرثه ويستمتع بديته بعد موته، بعدما أخفى آثار فعله المحرم ، ونسبه تدليسا لسبط على خلاف مع السبط الذي ينتسب إليه، ليشعل نار الفتنة بين قبائل بني إسرائيل ،التي يجمعها سلم هش، مهدد بتعارض مصالح ملكية الأرض وأرباح التجارة ،بعدما أمال المال قلوبها عن توحيد الله .

و المراد من قصة البقرة في السورة الكريمة ،هوالإخبار الصحيح دون تسميات محددة للشخوص والأزمنة والأمكنة ، عن حقيقة أمة بني إسرائيل وجدالها العقيم لتعاليم الخالق، وعصيانها لأوامر الله ، ولجاجها ومماحكاتها لدعوة سيدنا موسى، ولازم المعنى هو تهوين عبادة العجل صغير البقرة ، والاحتكام لهوى النفس ، و أثرة المال وإنزاله منزلة الرب ، في اتجاه توقيع معنى تعظيم معجزة إحياء ميت بميت ،هو جزء من بقرة منتقاة من بين كل البقر ثمنها وزنها من ذهب، المعبود المفضل؛ لكشف حقيقة القاتل ، بعد توصيف طوية الإسرائيلي المعقدة، وتحليل سريرته الزائغة ، وتاطيرها بأبعاد دينية ونفسية واجتماعية تزيد التصويرالقرآني تبيانا ، وتؤكد حقيقة دينية ثابتة ، مؤداها نزول القرآن مقسطا ومنجما كان بحسب مقتضى الحال ، ففي الوقت الذي هاجر فيه الرسول (ص) إلى المدينة المنورة ؛لحماية الدعوة واحتضانها في بيئة مؤمنة ،اصطدم ببقايا ورواسب أمم سابقة من الكفار و النصارى و اليهود من مجتمع يثرب ،فنزلت آيات هذه السورة الكريمة لتضع نبي الإسلام في صورة سجل أحوال هذه الأمم، وتكشف له حقيقتها،وترسم له سياق ومساق أفعالها ،مع الوحي ومع الرسل والأنبياء عليهم السلام ، وكأنها تلفت انتباه الرسول العظيم في إطار من حرية التدين ،ومسؤولية الإنسان في الاختيار والمحاسبة على تصرفاته، إلى مخالفة الأقوام السابقة من بني إسرائيل بعد تحليل مستفيض لنفسيتها ،وتأويل سديد لتوجهها .

ولما كان الإسلام في بداية عهده ،فلابد من تكوين دولة قوية حاضنة للدعوة الناشئة ،ولا بد من تقديم منهج الإصلاح، وأدوات الارتقاء بالإنسان ،وتزكية الأنفس البشرية بعد تحليل وقائع قصة البقرة ، لخلق مناخ العبودية الصحيحة ،بدءا من الإسلام والاعتقاد بتوحيد الله، ومرورا بالإيمان وتطبيق الأركان ،والتقوى واستشعار الخوف من الخالق واستحضار عذابه الشديد، والإحسان والعبادة بالوعي وبالرؤية ، وانتهاء بإسلام الوجه لله تعالى على طريق توفير شروط العمل الخالص لله ،وتكوين المجتمع الإنساني ،المستظل بظل الرحمة الالهية .

2- القضية الثانية :

مفهوم الاستخلاف ، والتكاثر وتعمير الأرض، وتحمل مسؤولية إدارتها ، وتدبير الحياة فوقها ،فالدنيا دار عمل وفناء ، والآخرة دار جزاء وبقاء ،لهذا ربطت السورة الكريمة « الخلافة  » بتناسل الذرية وإعمار الأرض، تنزيها للذات الإلهية، وتنقية لمبدأ التوحيد مما ران و علق عبر العصور في ذهن البشر، من خيالات باطلة حول تمثلات خاطئة حول الرب، الإله الخالق، المتولي لأمر تربية مخلوقاته ، فالخليفة يعين من يخلفه ، وتفوض له بعض أو كل مهامه ، وهذا يتعارض مع مبدأ التنزيه عن الشبيه والمثيل والقسيم والنظير، فكان عرض قصة الخلق الأولى ،و تكليف الله سبحانه لآدم بحضور الملائكة وخيبة أفق نظرها، بأداء رسالة التعمير فوق الأرض بعد قبول توبته و تلقيه لكلماته السمحة جل وعلا، حيث يقدم الله لآدم المعينات من العلم الإلهي المحيط المجاوز لعلم الملائكة ، ومن آثارخبرة صنعة الخلق البديع والإعداد الرباني لآدم الدقيق، مع تبيان معيقات النهوض بالمهمة من مثبطات النفس النزاعة للشر، بسبب الانقياد وراء الهوى ، وغواية الشيطان ، لكي يستوعب آدم درس الخلق ، ومهمة الابتلاء الجديدة في التكاثر والتعمير، لذلك قدم القرآن لرسولنا الكريم ، نماذج تطبيقية إيجابية على الاستخلاف،و انطلق من نموذج عملي في قصة سيدنا إبراهيم، أكثر الموحدين لله؛ ليمدهم بالقدوة ، ولما كانت الأشياء تتضح بأضدادها عرض على محمد (ص) وأمته نموذجا سلبيا، تمثل في خلافة بني إسرائيل ليكشف العيوب الآدمية، ويرصد انحرافات النفس والهوى البشري.

تقدم سورة البقرة الكريمة منهجا إصلاحيا لما يقوم اعوجاج دوافع الفعل الشنيع في قصة البقرة ، ويعين النبي الكريم على تبليغ دعوته ،وتأسيس المجتمع الإسلامي الإنساني ،ويعزز سرعة الاستجابة لأوامر الله، وعدم التلكؤ والجدال لتعاليمه ، والولاء المطلق للخالق الرازق المفضي إلى التقوى في أعلى تجلياتها ،حيث يتحول المطيع إلى قدوة تصلح للتأسي بها، في جوانب الصلاح والاستقامة والتحصين، ممما يؤدي إلى القرب من الله على قاعدة سلوك الإخلاص في العبادة ، والاجتهاد في طلب العلم ،والاقتداء بالمصطفى في التطبيق والتبليغ ؛لإذكاء طاقة النمو العقدي الموالي؛للارتقاء بدرجة الوعي الإيماني،

والتبصيربالعمل الصالح ،الذي يحقق الإرضاء ، ويفسح سعة التحمل لمتطلباته وتبعاته.

المراجع :

1- أحكام القرآن لأبي بكر محمد بن عبد الله المعروف بابن عربي منشورات دار الكتاب العلمية ص 15 .

2- مقاصد العبادات للعز عبد السلام تحقيق عبد الرحيم أحمد قمحية الطبعة الأولى 1995 مطبعة اليمامة حمص.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.