Home»International»المفكر المسلم طارق رمضان ضحية مؤامرة فرنسية قذرة تسكت عليها المنظمات التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان سكوت الشيطان الأخرس

المفكر المسلم طارق رمضان ضحية مؤامرة فرنسية قذرة تسكت عليها المنظمات التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان سكوت الشيطان الأخرس

0
Shares
PinterestGoogle+

المفكر المسلم طارق رمضان ضحية مؤامرة  فرنسية قذرة تسكت عليها  المنظمات التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان سكوت الشيطان الأخرس

محمد شركي

يواجه المفكر المسلم طارق رمضان مؤامرة فرنسية قذرة لأنه يعتبر بالنسبة للعلمانيين في فرنسا على وجه الخصوص، وفي الغرب عموما شخصية تهدد الفكر والقيم العلمانية المتهافتة ،والتي تجمع بين المتناقضات التي لا صلة تصل  بينها . ولقد كانت محاضراته وندواته وسجالاته ومناظراته  في عموم بلاد أوروبا سببا في اطلاع الإنسان الأوروبي الذي فرضت عليه  العلمانية فرضا على دين الإسلام الذي تتهاوى أمام صرحه الشامخ كل العقائد المتهافتة التي ينقضها الواقع نقضا ، ولهذا السبب وحده اعتبرت فرنسا المفكر والفيلسوف  المسلم طارق خطرا على علمانيتها ،ومصدر تهديد لها ،لأنه غزاها في عقر دارها  فرفضته ،وهي التي تدعي احترام حقوق الإنسان، وتدافع عن الحريات ، وتدعي قبول الآراء ووجهات النظر ولو كانت مخالفة لآرائها ووجهات نظرها .

ولقد كشف اعتقال فرنسا لهذا المفكر عن سقوط قناعها، وفضح كذب ادعائها بأنها بلد الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان . وهو الآن في سجن انفرادي قد فرضت عليه العزلة  التامة عن العالم الخارجي وحده دون باقي السجناء بمن فيهم المجرمون ، كما حرم من تلقي العلاج وهو عليل  ، ولا زال القضاء الفرنسي الجائر يرفض باستمرار السماح له بسراح مؤقت كالذي يستفيد منه المعتقلون ،علما بأن فرنسا تفاخر بهذا الإجراء مع المعتقلين لأنها بلد الحريات واحترام حقوق الإنسان على حد زعم يكذبه واقع الحال مع طارق رمضان.

والمثير للسخرية أن فرنسا التي لفقت تهمة تافهة للمفكر طارق رمضان، وهي ادعاء بعض النكرات اللواتي تسخرهن جهات متآمرة عليه أنه اغتصبهن ، هي فرنسا التي تعج بالماخورات التي تبتذل فيها كرامة المرأة ابتذالا ، وتستغل مقابل المال المدنس ، وهي فرنسا التي يعرض فيها جسد المرأة في الواجهات التجارية ، وعلى الشواطىء مجانا ، وهي فرنسا التي تصور وتعرض فيها الأفلام الإباحية التي تجرد  فيها المرأة من آدميتها في لقطات تصورها كأنثى حيوان ينهش لحمها ذكر حيوان ، بل لا تنحط الحيوانات إلى الدرك الذي تبلغه المرأة في فرنسا وعموم بلاد الغرب في تلك الأفلام الإباحية .

في هذا البلد تقوم قيامة بسبب اتهام بعض النسوة المأجورات المفكر المسلم طارق باغتصابهن ، وعلى القارىء الكريم أن يحاول الربط بين هذه التهمة وبين ما تتعرض له المرأة في فرنسا  وعموم بلاد الغرب من إهانة وهي تعرض كسلعة جنسية بخسة .

فلو كانت فرنسا حقا بلدا له غيرة على المرأة كالغير التي يحاول إظهارها أو التظاهر بها بالنسبة للواتي يتهمن المفكر طارق، لما رضي أن تستغل المرأة فيه الاستغلال الجنسي الساقط الذي تأنف منه الفطرة البشرية السوية.

وفي هذا البلد وغيره من البلاد الغربية ،يكشف بين الحين والآخر عن جرائم جنسية فظيعة يرتكبها الرهبان والقساوسة  في حق الطفولة البريئة ، ويمارسها  كبار الزعماء  والساسة مع  المومسات من بائعات الهوى أو المتجرات في أعراضهن، والذين يتقدمون للانتخابات الرئاسية ، ويدفعون المال للتستر على ذلك ليظل طي الكتمان.

ومن المثيرة للسخرية أن أعراض النساء المستباحة في فرنسا وعموم بلاد الغرب تصير وسيلة ابتزاز ضد من يخالف علمانيتها ، ويدافع عن تلك الأعراض المستباحة وغيرها من الممارسات الشاذة التي تقرها العلمانية تحت شعار الدفاع عن الحريات . وأية حرية تبقى للمرأة التي يتاجر بعرضها والتي يصير أبخس من كل السلعة الاستهلاكية ؟

ولقد كان من المفروض أن يحاكم هذا المفكر وتحاكم المتهمات له ـ  إن صح الاتهام ـ  بجريمة الفساد الخلقي لو كانت فرنسا بلد القيم الأخلاقية السوية ، ويكون هذا المفكر والمتهمات على قدم المساواة في الجرم، لأنه لا يعقل أن تخلّي المتهمات بين المفكر وأجسادهن وهن في فنادق فلا يصرخن ، ولا يستغثن ، ولا يفضحن المعتدي عليهن لحظة الاعتداء ، وتمر على ذلك فترات زمنية طويلة للتبليغ عن الاعتداء  ، الشيء الذي يثبت بكل وضوح أن الأمر يتعلق بمؤامرة مطبوخة و محبوكة الخيوط تستهدف مفكرا وفيلسوفا .

ولئن حدث الاحتكاك الجنسي  حقا بين هذا المفكر واللواتي يتهمنه بذلك  وسكتن عن ذلك طويلا ،لاعتبرن مجرد مومسات تاجرن بأعراضهن بمقابل ثم عرض عليهن مقابل آخر من طرف مستهدفي المفكر فرضين الفضيحة  لأنفسهن، وفضلن المقابل على كرامتهن ، ولو كان فيهن مثقال ذرة من كرامة لما رضين أن تلعبن هذا الدور الوضيع ، ولما قبلن المقابل المدنس سواء حين استبحن أعراضهن مع المفكر ـ  إن صح ذلك ـ أو حين استأجرن لنيل من يستهدفونه منه.

ولا شك أن أجهزة الأمن الفرنسي والمخابراتي  تعرف جيدا سيرة متهمات طارق رمضان ، وقد تم اختيارهن للعب الدور المنوط بهن بناء على هذه السيرة  التي أهلتهن لذلك الدور ، وهو دور عادة ما تتقنه بائعات الهوى  والمتاجرات بأعراضهن اللواتي لا تعنيهن كرامتهن .

والمؤسف جدا أن تتفرج الجالية المسلمة في فرنسا على وجه الخصوص وفي الغرب عموما على محنة هذا المفكر المسلم  الذي شرف تلك الجالية بتبليغه القيم الإسلامية  السامية بأساليب راقية  في بلدان تتدنى فيها القيم إلى أسفل سافلين . وكان على تلك الجالية أن تهب عن بكرة أبيها للوقوف مع مفكرها الفذ في محنته ، وأن تسلك كل السبل المتاحة في فرنسا العلمانية وفي الغرب  للكشف عن المؤامرة القذرة التي استهدفته.ولا يعقل أن تقف إلى  جانبه شخصيات فكرية عالمية وازنة ، وتتخلف عن ذلك الجاليات المسلمة وهي أولى بالدفاع عنه . ولا يعقل أن تفضح تلك المؤامرة الوثائق السرية التي يكشف عنها النقاب بين الحين والآخر، وإن كان ذلك يقع مع الأسف  بعد فوات الأوان، ولا تحرك تلك الجاليات المسلمة ساكنا . ولو أهين علماني فرنسي أو غربي  بالكيفية التي أهين بها المفكر المسلم طارق رمضان لقامت دنيا العلمانية الفرنسية ولم تقعد .

إن التهمة الحقيقية التي تتستر عنها الجهات المتآمرة ضد المفكر طارق هي كونه مفكرا وفيلسوفا  مسلما خبيرا بعلل الغرب و تهافت علمانيته، وهو بذلك يشكل خطرا عليها في عقر دارها ،خصوصا وأن شرائح عريضة من أبناء القارة العجوز يتابعون محاضراته وندواته وسجالاته  ومناظراته بإعجاب عبر المحطات الفضائية الغربية ، وأن منهجه الراقي في الدعوة إلى دين الإسلام  يحقق انتصارات باهرة بحيث يقبل الشباب الغربي على الإسلام بكثرة ، وهو ما لا يريده أصحاب القرار السياسي  في القارة العجوز الذين باتت تقلقهم أعداد الداخلين في دين الله أفواجا .

 إن التهمة الحقيقية التي يتابع بها السيد طارق رمضان هي نشر ما يسميه العلمانيون الغربيون فكر الإسلام السياسي الذي أعلنوا عنه الحرب التي لا هوادة فيها ، وهي حرب انتقلت مؤخرا إلى المفكرين والعلماء والدعاة المسلمين من أجل إسكاتهم  ، وإلى المراكز العلمية  الإسلامية من أجل إغلاقها. وتتلقى بعض البلاد العربية الأوامر من البلاد الغربية  لملاحقة  ومحاكمة المفكرين والعلماء والدعاة المسلمين ، وملاحقة المراكز العلمية الإسلامية  لإغلاقها ، وسنسمع مستقبلا  بالكثير من تلك الملاحقات  والمحاكمات بذريعة محاربة ما يسمونه بالإسلام السياسي الذي بات  يقض مضجع العلمانية الغربية التي تريد الهيمنة على العالم وحدها وبدون منافس.

وأخيرا نقول للمفكر المناضل طارق رمضان ولكل سجناء الرأي من المفكرين والعلماء والدعاة في بلاد الغرب وفي بلاد يعرب لكم الله جميعا ، وحسبكم الله ونعم الوكيل وهو نعم المولى ونعم الوكيل ،فاصبروا كما صبر من كان قبلكم ، فإن لنشر دين الله ثمنا غاليا ومكلفا ، ولا يقدر على دفعه إلا أهل العزائم من الربانيين ، واحتسبوا أجر محنكم عند خالقكم جل وعلا ، فهي عنده إن شاء الله منح  .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *