Home»International»« الإسلاموفوبيا الأمريكية » الحلقة 4 – مركز الصهيوني هورويتز للحرية-

« الإسلاموفوبيا الأمريكية » الحلقة 4 – مركز الصهيوني هورويتز للحرية-

0
Shares
PinterestGoogle+
 

أحمد الجبلي
من المؤكد أن كل ما سبق وقلناه عن الحركتين العنصريتين: » أوقفوا أسلمة أمريكا » و »أكت فور أمريكا »، بجميع الحملات العنصرية التي قاما بها تشويها لسمعة الإسلام والمسلمين، وإلصاقا بهم ليافطات الإرهاب والعنف والتعصب، لن يعتبرا سوى حلقة صغيرة مقارنة بحجم العنصرية والوحشية التي يتصف بها مركز الصهيوني ديفيد هورويتز للحرية.
فمن هو ديفيد هورويتز وما الدور الذي لعبه مركزه مركز هورويتز للحرية في تأليب الرأي العام الأمريكي، والشبابي منه تحديدا، ضد الإسلام والمسلمين؟
إن الحديث عن حركة الصهيوني ديفيد هورويتز للحرية هو حديث عن أخطبوط صهيوني مشبع بكراهية الإسلام بشكل رهيب، يضم هذا الأخطبوط شخصيات عديدة منسجمة ومتوافقة مع الغل والحقد والكراهية التي تملأ قلب هورويتز، من هذه الشخصيات نذكر الصهيوني المتشدد فرانك جافني، ومدير الاستخبارات الأمريكية الأسبق « جيمس ويلسي »، وعضو الكونغريس السابق « ريك سانتورم »، فضلا عن « بيتر كولير » الصديق الحميم لهورويتز الذي يتقاسم معه الكراهية والعنصرية والفاشستية الصهيونية ضد الإسلام والمسلمين.
من خلال هذا التنوع في قيادة مركز هورويتز، نشعر كأننا أمام بنتاغون أمريكي متكامل تشترك فيه خبرة المخابرات FBI وتسلط الكونغرس وعنصرية وكراهية الصهيونية العالمية. إن هذا الكوكتيل العجيب يقوده الصهيوني ديفيد هورويتز الذي بدأ حياته كرئيس تحرير موقع Frontpage.com، ومؤسس حركة طلاب من أجل الحرية الأكاديمية، وبعدما انتمى إلى حركة اليساريين الجدد وتولى القيادة فيها واكتسب خبرة في حرب المشافهة والخطابات اليسارية الثورية، وحرب الإعلانات والتشهير، انتقل إلى اليمين المتطرف ليجمع ثروة هائلة فتجاوز دخله 365 ألف دولار سنة 2005، ومن حينها وهو يقود حملات كبرى مسعورة، ويؤسس مجلات الكراهية والصفحات على الانترنت المناهضة للإسلام، وقد قام سنة 2007 بإطلاق أكبر حملة وطنية عنصرية عرفتها أمريكا سماها « أسبوع الفاشية الإسلامية » على اعتبار أن الإسلام يعد، في رأيه ومعتقده، أكبر خطر يهدد أمريكا، حيث قام بإلقاء محاضرات وتأطير ندوات وعرض أفلام خطيرة محبوكة الصناعة باستعمال أحدث التقنيات المؤثرة لإبراز (وحشية الإسلام وظلاميته) في أزيد من 200 جامعة من جامعات أمريكا مستهدفا فئة الشباب، ليس فقط للتأثير فيهم، بل من أجل استمالتهم للانضمام لمشروع كراهية ومحاربة الإسلام أيضا، لقد انطلقت هذه الحملة المسعورة بموازاة مع تنظيم عشرات الاعتصامات الاحتجاجية ضد ما أسماه « اضطهاد المرأة في الإسلام » وقد اعتبر المحللون والمتتبعون هذه الحملة أكبر حملة عرفها تاريخ أمريكا على الإطلاق.
لقد ألف هورويتز مجموعة من الكتب لخدمة مشروع الكراهية والعنصرية ضد الإسلام والمسلمين منها كتاب « التحالف غير المقدس: الإسلام الراديكالي واليسار الأمريكي » وكتاب « الإسلاموفوبيا: الجريمة والمستقبل الشمولي ». وقد استعان في حملته تلك بمجموعة كتب منها  » النازية الإسلامية » وكتاب « لماذا إسرائيل هي الضحية » وكتاب « حرب جيمي كارتر ضد اليهود » وكتاب « كل ما يحتاجه الأمريكي لمعرفة الجهاد » وكتاب « كفاحي الإسلامي » على غرار « كفاحي » لهتلر.
ومن الأفلام الخطيرة البالغة التأثير في قلب الحقائق ووسم الإسلام بالإرهاب والتعصب والعنف والتي استعان بها في حملته المسمومة نذكر فيلم « القتلة الإنتحاريون » وفيلم « الهاجس » وفيلم « الإسلام: ما الذي يجب أن يعرفه الغرب عنه » وهي كلها أفلام من إخراج نشطاء صهاينة موالين لإسرائيل أو الحركة اليمينية المتشددة في الكنائس الأمريكية الأصولية. كما أنه استعان في هذه الحملة بخطباء مؤثرين يمتازون بفصاحة اللسان والقدرة على التأثير في الجماهير مثل الناشطة الهولندية ذات الأصول الصومالية « أيان هيرسي علي » التي تدعي أنها كانت مسلمة وتحولت إلى المسيحية، والكاتب الأمريكي « مارك ستين » واليهودي « دانييل بايبيس » وعضو الكونغرس الأمريكي السابق  » ريك سانتورم » الذي ينتمي إلى الصهيونية المسيحية الأمريكية وغيرهم.
أما عن الجهات الممولة للصهيوني هوربيتز ومركزه العنصري فنذكر منهم « مؤسسة الأمريكيين الشباب » و »معهد القادة » ونادي الجمهوريين للحرم الجامعي التابع للحزب الجمهوري، وحسب سجلات الضرائب فقد حصل هورويتز خلال السنوات الماضية على دعم مالي من المؤسسات الأكثر يمينية وصهيونية التي تمول التحركات ضد الإسلام داخل المجتمع الأمريكي من بينها مؤسسة « أليغيني » نحو 575 ألف دولار، ومؤسسة « قرتاج » 125 ألف دولار ومؤسسة « سارة سكيف » 800 ألف دولار، وهذه المؤسسات الثلاث الأخيرة هي جزء من أمبراطورية الملياردير ريتشارد سكيف، ومؤسسة ليندي وهاري برادلي 1.3 مليون دولار، ومؤسسة هاري وجينيت وينبرج 475 ألف دولار.
من الملاحظ، من خلال ما سبق الحديث عنه، أي الحديث عن الحركات العنصرية المناهضة للإسلام والمسلمين في أمريكا، نجد أن زعماءها وقياداتها دائما تكون صهيونية متشبعة بالفكر الصهيوني العنصري الذي يعتبر الإسلام عدوا استراتيجيا لا هوادة في محاربته وتشويه صورته. ولكن في نفس الوقت نلاحظ أن تجارة الكراهية هاته رائجة بشكل كبير، أي هي عبارة عن مشروع تجاري ناجح، نظرا للأموال الطائلة التي تذرها على أصحابها، مما يدفعنا، أحيانا، إلى التشكيك في أهداف هذه الحرب المعلنة، لأن هؤلاء قد وجدوا أمامهم موضوعا حيويا يصلح ليكون مطية نحو الثراء والمال، خصوصا مع وجود شعب غبي كما سماه مايكل مور يصدق الإعلام والحملات ويسهل تضليله والضحك عليه، ولكن عندما ننظر إلى العقيدة الصهيونية وإلى معرفتها بها وبتاريخها، حينها ندرك بأن محاربة الإسلام والمسلمين، في حقيقتها، هي حرب تحقق الأمرين معا، أي من شأنها أن تحقق الثراء والمال وتحقق كذلك محارب الإسلام لكونها حربا عقدية أبدية لا تراجع عنها.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.