Home»International»« الإسلاموفوبيا الأمريكية » -الحلقة 2- منظمة « أوقفوا أسلمة أمريكا » (SIOA)

« الإسلاموفوبيا الأمريكية » -الحلقة 2- منظمة « أوقفوا أسلمة أمريكا » (SIOA)

0
Shares
PinterestGoogle+

أحمد الجبلي
تعتبر منظمة (SIOA) منظمة يمينية متطرفة، وهي فرع عن منظمة « أوقفوا أسلمة أوربا »، أسستها اليهودية باميلا جيلر سنة 2010، ولدت باميلا جيلر سنة 1958 وهي مدونة ومؤلفة وذات نشاط سياسي تضع محاربة الإسلام والمسلمين ضمن أولوياتها، تأثرت باميلا في حياتها بثلاث شخصيات الشخصية الأولى هي الكاتبة والفيلسوفة والمسرحية الروسية الأمريكية « آين راند »، من أهم ما ميز هذه الكاتبة أنها تعتبر العقل هو مصدر المعرفة، وترفض الإيمان والدين، كما أنها تؤيد الأنانية الأخلاقية، انتهى بها المطاف إلى تجاهل جميع الأوساط الأكاديمية لأفكارها وفلسفتها الغريبة والمتطرفة.
وأما الشخصية الثانية وهي اليهودية المصرية المؤرخة والكاتبة « جيزيل ليتمان »، متخصصة في الكتابة عن شؤون الأقليات المسيحية واليهودية في الشرق الأوسط، وأشهر ما عرف عنها محاربتها للإسلام، وهي من أشد اليهود تخوفا من احتمال اتحاد العرب مع أوربا من أجل القضاء على إسرائيل.
وأما الشخصية الثالثة فهي للأسف شخصية مسلمة، وهي من أكثر الشخصيات تأثيرا في باميلا جيلر، وهذه الشخصية هي شخصية « ابن وراق » وابن وراق هذا نجد اسمه يتكرر كثيرا في الكتب والدراسات الأمريكية عندما تتحدث عن النماذج المسلمة الليبرالية والعلمانية التي تدافع عن النموذج الأمريكي المدني والديمقراطي، ابن وراق هذا ولد سنة 1946 كاتب باكستاني علماني ومؤسس المعهد العلماني للمجتمع المسلم، وهو يعتبر متخصصا في النقد القرآني، بعدما هاجر من باكستان درس في بريطانيا على يد المستشرق مونتيغومري واط، الذي كتب إحدى سير رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولابن وراق عدة كتب تطال القرآن ورسول الإسلام بما لا يجمل من قول، وهو من الذين أدانوا تحركات المسلمين احتجاجا عن الرسوم المسيئة رفقة سلمان رشدي وآخرين.
إذا من خلال طبيعة الشخصيات التي تأثرت بها باميلا جيلر مؤسسة منظمة « أوقفوا أسلمة أمريكا » يتضح بجلاء المنحى الفكري والمخطط العنصري الذي صقل توجه باميلا وأهلها لتكن كل هذا العداء للإسلام والمسلمين.
من أولى أنشطة باميلا المعادية للإسلام والمسلمين هو معارضتها الشرسة لبناء ما سمي (بارك 51) أو قرطبة، وهو مبنى مقترح من 13 طابقا لجعله مسجدا ومركزا ثقافيا إسلاميا، وكان من المخطط بناؤه في مدينة نيويورك في مكان لركن السيارات على بعد مبنيين من موقع مبنى التجارة العالمي، وكان من المقرر أن يضم المشروع إلى جانب المجسد، مطعما ومسرحا وملاعب رياضية، ودار حضانة للأطفال، وقد وافق مجلس نيويورك على ذلك بالأغلبية الساحقة، إلا أن عناصر مناهضة ومعادية للإسلام والمسلمين أحدثت ضجة وافتعلت مبررا واهيا حيث اعتبرت المشروع يضر بالحضارة الأمريكية. من هؤلاء الذين تزعموا هذه الاحتجاجات مبكرا اليهودية باميلا جيلر، وعلى إثر ذلك بدأ نجمها يلمع كعنصرية معادية للإسلام والمسلمين، أدى بها المطاف إلى تأسيس منظمتها المتطرفة والعنصرية.
ومن أغرب أعمالها قيامها بحملة إعلامية مسعورة، سنة 2015، حيث قامت المنظمة بوضع لافتات كبيرة على الحافلات عليها صورة مفتي القدس « أمين الحسيني » بصحبة هتلر سنة 1941، وقد كتبوا بجانبها « كراهية المسلمين لليهود موجودة في القرآن ». والفكرة جاءت استجابة لما قاله نتنياهو عندما برأ هتلر من محرقة الهولوكوست موجها التهمة إلى أمين الحيسني. وقد علق الكاتب والمؤرخ الإسرائيلي « توم سيغيف » في حوار مع صحيفة « الغارديان » البريطانية تحت عنوان:  » قصة نتنياهو الخرافية عن هتلر والمفتي آخر ما نحتاجه »حيث دحض خلاله ادعاءات رئيس الحكومة الإسرائيلي ووصفها بال »شائنة ».
ومن خلال هذه الفرية الإعلامية والإدعاء الصهيوني، يتضح أن المنظمة لا تتوانى تستغل أي حدث أو إشاعة من أجل توظيفها من أجل محاربة الإسلام والمسلمين وتحقيق هدف التهجير الجماعي بدون قيد أو شرط، ومع تصريحات ترامب المعادية للإسلام والمسلمين، التي كانت عبارة عن وقود وشحن للمنظمة، اشتد نشاطها حيث تكلل بصدور كتاب « أوقفوا أسلمة أمريكا » لزعيمتها باميلا جيلر والذي تقول فيه:  » إن الوقت قد حان لكي يقف الأمريكيون في مواجهة شرور وإرهاب الجهاديين المسلمين والتسلط الإسلامي، إن الحملة التي تقوم بها الحركة ترمي أيضا إلى تشجيع المسلمين وتحريضهم على الخروج من الإسلام إلى أجواء الحرية » مما يعني أن هذه المنظمة ليست منظمة إرهابية عنصرية فحسب وإنما قد تم اختراقها من طرف المسيحية الصهيونية وحركات التنصير لتحويل المسلمين عن دينهم في حالة لم تنجح محاولات تهجيرهم والقضاء عليهم.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *