Home»International»صهيوني في البرلمان المغربي

صهيوني في البرلمان المغربي

0
Shares
PinterestGoogle+
 

أحمد الجبلي
لازال جل اليهود في العالم يكنون العداء المطلق للصهيونية العالمية ويعتبرونها أكبر فيروس ينخر العالم لعنصريتها واستعمارها للشعب الفلسطيني واغتصاب أرضه.
ولازال الشعب الفلسطيني العربي المسلم يفتخر بماضي المغاربة منذ اعتماد صلاح الدين على الجنود المغاربة في مواجه الصهاينة الغاصبين، حيث مثلوا أفضل الأدرع والحماة وأفضل المهاجمين والرماة، فسمح لجميع جنود الأرض بالمغادرة الطوعية نحو بلدانهم ولكنه أبى أن يسمح للمغاربة فلجأ إلى اليمين المغلظة حتى لا يغادروا هذه الأرض ما دام الخطر لازال قائما ومادام الصهاينة لا يُستأمنون من أن يعودوا مرة أخرى فيستولون على بيت المقدس، فمنحهم المنازل والأموال وزوجهم على أن يستقروا بهذه الأرض المباركة واقتطعهم أرضا كبيرة هي حي المغاربة بها مدرسة ومسجد وسوق، ولما سئل عن فعله هذا أجاب: لقد استأمنت على بيت المقدس قوما يثبون في البر ويفتكون في البحر. إن صلاح الدين ما كان له أن يقوم بهذه البادرة لو لم يرى من بأس المغاربة وحبهم لفلسطين ولتضحياتهم الكبيرة وجهادهم المستميت دفاعا عن الأرض المقدسة وأول القبلتين وثالث الحرمين.
فإذا كان هذا هو ديدن المغاربة في حبهم لفلسطين ودفاعهم عن حماها وحرمتها، فما بال بنشماس اليوم يستضيف ويرحب بمجرم حرب لاتزال يداه تتقاطران من دماء أطفال فلسطين ورجال فلسطين ونسائها،
فما الذي وقع للرجل حتى تجرأ على استضافة عمير بريتس وزير الحربية الصهيوني السابق في برلمان هو ملك للشعب المغربي الذي يعتبر قضية فلسطين قضيته المركزية والمصيرية، وهذا الشعب هو نفسه الذي وضع بنشماس لينوب عنه في هذه الغرفة بما يراه الشعب منسجما مع مبادئه وقيمه ودينه ومواقفه الرسمية منها الموقف التاريخي الرسمي من إجرام الصهاينة مصاصي الدماء؟
هل يمكن اعتبار هذه الخطوة الطائشة الجريئة تطورا لمرحلة جديدة من عمر التحكم؟ وأن التحكم سيرقى من مستوى التسلط السياسي واغتيال الديموقراطية إلى الإجهاز على معتقدات ومبادئ وقيم المغاربة على رأسها اعتبار جرائم الكيان الصهيوني جرائم حرب تستحق الاحتجاج الدائم والدعوة إلى المحاكمات الدولية؟
أين الذين يطبلون ويزمرون للقيم الإنسانية ويدعون إلى احترام الإنسان؟ ألا يعتبر الفلسطيني إنسانا؟ أليس من حقه أن يتحرر وتتحرر أرضه المغتصبة من طرف هذا المجرم الصهيوني وأمثاله؟
أين الذين يدعون إلى دسترة حرية الاعتقاد تحت مبرر احترام الإنسانية وتحقيق تسامحها؟ ألا يدعون كذلك إلى دسترة تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب؟ أليس الحق في الحياة يسبق الحق في الاعتقاد؟
والحق في التحرر من المستعمر يسبق الدعوة إلى التسامح؟

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.