Home»International»خضوع الغرب بمحوريه الأمريكي والأوروبي لحكم اليمين المتطرف ينذر بعواقب الأمور

خضوع الغرب بمحوريه الأمريكي والأوروبي لحكم اليمين المتطرف ينذر بعواقب الأمور

0
Shares
PinterestGoogle+

خضوع الغرب بمحوريه الأمريكي والأوروبي لحكم اليمين المتطرف ينذر بعواقب الأمور

محمد شركي

بعدما أفرزت الانتخابات الأمريكية قيادة وصفت  بالمتطرفة من خلال ما اتخذته من قرارات بخصوص الجالية المسلمة ، تسير الانتخابات في بعض الدول الأوروبية كهولندا وألمانيا وفرنسا نحو إفراز أنظمة يمينية متطرفة أيضا  رفعت شعارات معادية للإسلام والمسلمين  بشكل واضح. ولقد بلغ الأمر باليمين الأوروبي المتطرف حد النبش في التاريخ البائد للحروب الصليبية ، وذلك للنفخ في النعرات الدينية  العدائية المتطرفة . ويستغل اليمين الغربي المتطرف ما وقع من  أعمال إرهابية  في بعض البلدان الأوروبية والتي نسبت إلى بعض العناصر المحسوبة على الإسلام من أجل اتهام الجاليات المسلمة المقيمة بها بحمل الفكر الإرهابي ، المهدد  لأمنها واستقرارها . وبالرغم من أن الجاليات المسلمة المقيمة في بلاد الغرب استنكرت تلك الأعمال الإرهابية بشدة ، وتبرأت من العناصر التي ارتكبتها والتي ثبت أنها عناصر ضالعة في الإجرام المرتبط بترويج المخدرات والانحرافات ، فإن اليمين المتطرف يصر على تحميل  الجاليات المسلمة  مسؤولية تلك الأعمال الإجرامية التي لا زال الجدل في شأنها وفي شأن الجهات التي وقفت وراءها أو دبرتها مستمرا لحد الساعة . ويبدو بكل وضوح أن اليمين المتطرف سنحت له الفرصة لتبرير سياسته العنصرية ضد الجاليات المسلمة خصوصا بعد حركة الهجرة نحو الغرب بسبب الأحداث الدامية في الشرق الأوسط والتي تسببت في هجرة آلاف المواطنين السوريين والعراقيين هربا من بطش  النظامين السوري والعراقي . وكإجراء استباقي  لمنع هذه الهجرة خاض ويخوض اليمين المتطرف في الغرب حملة دعائية ضد الإسلام على اعتبار أن المسلمين يحملون الفكر المتطرف والإرهابي  في نظره. ومن المصطلحات التي يروجها اليمين المتطرف ما يسميه الإسلام السياسي والذي يقصد به وصول أحزاب ذات توجه أو مرجعية إسلامية إلى مراكز صنع القرار . ولقد تدخلت الأنظمة الغربية بشكل أو بآخر في عملية إجهاض التجربة الديمقراطية في مصر بعد ثورة الربيع العربي حيث سكتت عن الانقلاب العسكري على الشرعية والديمقراطية بل  ربما كانت وراءه مع قوى إقليمية تخطيطا وتمويلا  كما ذهبت إلى ذلك بعض الجهات. وتلت ذلك محاولات شبيهة في أقطار عربية أفرزت ما يعتبره الغرب إسلاما سياسيا مهددا لمصالحه الاستراتيجية وقد أخذت تلك المحاولات أشكالا غير شكل الانقلاب العسكري . وبعد  ما حدث في مصر جاء دور تركيا التي يوجد فيها أسوأ نموذج للإسلام السياسي بالنسبة للغرب لأن الحزب الحاكم فيها يعتمد المرجعية الإسلامية ، وقد استطاع أن يفوز بثقة الشعب التركي  في بلد علماني من خلال ما حققه من إنجازات اقتصادية كبرى أصبحت تقلق الغرب . ولا شك أن الحملة الدعائية لليمين المتطرف في ألمانيا وهولندا وفرنسا ضد النظام التركي قد كشفت عن دلالة الإسلام السياسي بالمفهوم الغربي ، ذلك أن المقصود بالإسلام السياسي هو مشاركة أحزاب ذات مرجعية أو توجه إسلامي في اللعبة الديمقراطية  وفق قواعدها ، وهي لعبة يدعي الغرب الوصاية عليها ، والفوز فيها وهو ما لم يستسغه الغرب وخصوصا يمينه المتطرف الذي لا زال لم ينس الحروب الصليبية . ولقد تأكد في الغرب أن اللعبة الديمقراطية إذا ما أفرزت إسلاما سياسيا وهو ما يعني  وصول أحزاب ذات توجه أو خلفية أو مرجعية إسلامية تصير لاغية  ويجب الانقلاب عليها  يشكل أو بآخر. وهكذا دبر الانقلاب العسكري على الحزب الحاكم في تركيا ،ولا شك أن الغرب كان ينتظر منه أن ينجح على غرار نجاح الانقلاب العسكري في مصر إلا أن فشل هذا الانقلاب في تركيا أفرز أساليب أخرى لدى الغرب للنيل من النظام فيها منها التشكيك في نوايا الرئيس التركي  أردوغان واتهامه بالاتجاه نحو إقامة نظام شمولي  في تركيا يهدد الديمقراطية وحقوق الإنسان . ويعتبر الغرب الأتراك المتورطين في محاولة الانقلاب الفاشل ضحايا أردوغان ، وفي المقابل لا يعتبر ضحايا الانقلاب العسكري في مصر كذلك . ويروج الغرب الشكوك حول الاستفتاء الذي يزمع الرئيس التركي إجراءه والذي يعتبره نقل تركيا من الديمقراطية العلمانية  إلى الديكتاتورية الإسلامية ، وهي نفس التهمة التي أطاحت بحكم الرئيس المصري محمد مرسي ، كما أنها نفس التهمة التي تلاحق كل حزب ذي توجه أو خلفية أو مرجعية إسلامية . ولا شك أن الجاليات المسلمة في الغرب بمحوريه الأمريكي والأوروبي هي  التي ستكون ضحية  سياسة اليمين المتطرف، وذلك عن طريق اعتماد الحيلولة دون ما يسمى بالإسلام السياسي ذريعة للتخلص منها . ولا يعرف ما سيفرزه خضوع الغرب بمحوريه الأمريكي والأوروبي  لهذا اليمين المتطرف من تداعيات يبدو أنها تنذر بعواقب الأمور .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *