Home»Dr Mostapha Benhamza»مفهوم الجهاد في فكر العلامة الدكتور مصطفى بن حمزة

مفهوم الجهاد في فكر العلامة الدكتور مصطفى بن حمزة

4
Shares
PinterestGoogle+

أحمد الجبلي
من ثمار لقاء الناظور الذي دخل التاريخ من أوسع أبوابه، حيث عرف كلمة تاريخية هامة للعلامة الدكتور مصطفى بن حمزة تحدث فيها عن مجموعة من القضايا المؤرقة والحساسة، كما تقدم بتوجيهات في غاية الأهمية لطلبة العلوم الشرعية وكذا دعوته إلى الإهتمام بالمرأة حتى تكون عالمة وتتصدى للفتوى وتملأ بدورها خصاصا يعرفه المجتمع المغربي.
ولكن من اللافت للنظر أنه لم يدع الجلسة تمر دون أن يتحدث عن موضوع الساعة وهو علاقة الجهاد بالإرهاب وربطهما معا بالكتاب المدرسي المغربي، حيث خاطب الذين يريدون حذف الجهاد من الكتاب المدرسي، وبين لهم أن الذين يمارسون الإرهاب في العالم الإسلامي من متطرفين لم يأخذوا الجهاد لا من الكتاب المدرسي ولا من صحيح البخاري و لا من القرآن والسنة ولا من كتب المعرفة الشرعية.
ولهذا دعا إلى العودة إلى قراءة كتب المراجعات التي صدرت عن الحركات الإسلامية بمصر، والتي يعد كتاب نهر الذكريات واحدا من كتب أربعة شملت هذه المراجعات والتقويمات، ليبقى كتاب « الفريضة الغائبة » هو الدستور العملي الذي يؤصل للجهاد الذي تعتمده تلك الجماعات.
كما أشار إلى أن هؤلاء لم يكن منهم لا علماء ولا فقهاء بل لقد جمعوا في صفوفهم بين المهندس الزراعي والرجل التقني وما يشبه ذلك، كما اعتبر أن الذي يلغي الثقافة الشرعية كمن يريد أن يعالج المرض في واد ويترك المرض الحقيقي في واد آخر.
لأن الجهاد الذي عندنا في كتبنا، يقول: والذي يجب أن نقرأه، أولا له علاقة بالدولة وليس له علاقة بالأفراد، كما له شروط وجب توفرها، ونحن في علاقتنا مع الأغيار لسنا متعطشين للدماء أبدا، فالذين يشاركوننا الحياة في هذا الوجود لهم حقهم في الوجود، حتى وإن خالفونا وخالفناهم،  كما يقول الصحابة الكرام: كان المشركون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم على درجتين من رسول الله وأصحابه، هناك من يقاتلونه ويقاتلهم، وهناك من لا يقاتلونه ولا يقاتلهم، فكان هؤلاء الذين يخالفوننا يعيشون بيننا كمواطنين، وكانوا يسمون ذميين، وعمر مع ذلك لم يرد أن يعتبر ما يدفعونه للأمة الإسلامية جزية بل قال لهم: اعتبروا ذلك مساهمة مالية. وهناك أناس ليسوا ذميين ولكن لنا معهم معاهدات ويتواصلون معنا ونتواصل معهم، ولم تكن السبل بيننا مقطوعة أبدا، بل كانوا يأتوننا ومنهم السفراء و طلاب العلم والحاجات والتجار الذين يدخلون بلدنا فهم آمنون على أنفسهم لا يجوز لأحد أن يمسهم بسوء، وإذا كانت الدولة قد أمنتهم فالتأمين واجب من جميع المسلمين كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزوجه أجرنا من أجرت، فالمسلمون يسعى بذمتهم أدناهم.
وأشاد العلامة بالشهادة التي قدمها الأمين العام الأممي في حق الإسلام، مؤخرا والتي جاء فيها قوله: من أجمل ما قرأت في حقوق اللاجئين قول الله تعالى ( وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه)  ثم يعقب قائلا: إن ثقافتنا ولله الحمد ثقافة لا تنتج البغضاء بل لنا حوار مع أصحاب الديانات الأخرى ولنا كتب تختص في علم هو علم السير، وهناك كتب أخرى تفصل في كيفية التعامل مع غير المسلمين الذين لهم حقوقهم ولا يجوز أن نعتدي عليهم لأننا مسلمون، كما عندنا كتب في أحكام الكنائس  وهناك معاهدات مثل معاهدات عمر بن الخطاب في الكنائس وهذا يؤكد على أننا في حاجة إلى المزيد من المعرفة الشرعية لأن هذه المعرفة وحدها من تبعد الناس عن التطرف والعنف والإرهاب.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *