Home»Enseignement»أطفالنا ومخاطر الإدمان على التلفاز

أطفالنا ومخاطر الإدمان على التلفاز

1
Shares
PinterestGoogle+
 

أحمد الجبلي
يبدو أن البيوت التي لم تدخلها وسائل التكنولوجيا الحديثة أصبحت في راحة وانسجام، حيث تستطيع العائلة أن تقضي وقتا ممتعا مع أبنائها لفترات طويلة، كما يُمَكِّن ذلك أبناءها من اللعب أكثر واكتشاف المهارات وصقل القدرات عن طريق التعامل مع الأشياء والتواصل مع الأشخاص. ولكن جل البيوت إن لم يكن فيها تأثير للحواسيب والهواتف والطابليت والآي باد وما شابه، فإن بها تلفاز ، وهذا الجهاز، لا يجب الاستخفاف به أو النظر إليه كأنه أخف الضرر، أو الوسيلة الأكثر أمنا على أطفالنا فقط لكونه وسيلة تقليدية وقد عاش معنا ردحا من الزمن حتى صار يشاركنا في جميع الوجبات وهو بطل السهرات العائلية التي نقضيها أمامه. فلقد أثبتت العديد من الدراسات خطورة هذا الجهاز على الأطفال، ليس من حيث المادة الإعلامية التي يقدمها فحسب، بل حتى من حيث عدد الأوقات التي يقضيها الطفل أمامه.
لقد أثبتت دراسة فرنسية حديثة أن الحد الأقصى المسموح به للأطفال للجلوس أمام التليفزيون دون أي تأثير سلبي هو خمسون دقيقة يوميا، وإلا أثر ذلك على قدراتهم العقلية.
وكشفت الدراسة التي أجراها البروفيسور (مارسيل روثو) أستاذ الطب النفسي للأطفال بجامعة (مارسيليا) أن هناك علاقة مباشرة بين التعثر الدراسي وضعف القدرة على التركيز عند الأطفال وبين فترة جلوسهم يوميا أمام شاشة التليفزيون .
ويؤكد البروفيسور (روثو) في أبحاثه المتضمنة من خلال إحصائيات ورسوم بيانية بلورتها تلك الدراسات أن التلاميذ المتفوقين في المدارس لا تزيد فترة جلوسهم أمام الشاشة الصغيرة على ساعة يوميا في الوقت الذي اتضح فيه أن التلاميذ الذين يعانون من التعثر الدراسي ويحصلون على أضعف الدرجات هم الذين يقضون أمام التليفزيون فترات كبيرة من الوقت تزيد على ساعتين أو ثلاث ساعات يوميا ، حيث أوضحت الدراسة أن أكثر من 15% من الأطفال من سن 6 إلى 14 عاما قد صرحوا بمشاهدة التليفزيون أكثر من ساعتين يوميا .
وقد لاحظ البروفيسور (روثو) بعد وضعه مجموعة من الأطفال لعدة أشهر تحت مجهر المراقبة أن التعثر الدراسي يعد أثرا من آثار الإفراط في مشاهدة التليفزيون .. فضلا عن ذلك أن الطفل لا يتمتع بمتسع من الوقت للقراءة وإطلاق العنان لخياله وأحلامه والتحدث إلى أهله ورفاقه أو النوم وأداء الواجبات المدرسية في هدوء بدون تسرع بسبب الإسراف من مشاهدة التليفزيون بلا حسيب أو رقيب .
لكن الأخطر من كل هذا هو أن مشاهدة التليفزيون فترات طويلة تؤدي إلى حدة عصبية الطفل بشكل واضح وذلك بعد أن وضع البروفيسور (روثو) سلما قياسيا للتعرف على درجة عصبية الأطفال اتضح منه أن الأطفال الذين يشاهدون التليفزيون لمدة خمسين دقيقة لا تتعدى عصبيتهم درجة الصفر، وفقا لمعايير معقدة وضعها البروفيسور الفرنسي .
أما من تزيد فترة مشاهدتهم على 60 دقيقة فتصل درجة عصبيتهم إلى واحد، في حين ترتفع هذه الدرجة إلى اثنين بعد تسعين دقيقة، وإلى ثلاث بعد 120 دقيقة.
وأثبت البروفيسور (روثو) أن الأطفال الذين يظلون مشدودين أمام شاشة التليفزيون لفترات طويلة لا يتعرفون إلا على خمسة رموز من عشرين رمزا طبقا للاختبار المعروف باسم (اختبار راي) في حين الأطفال الآخرون يتعرفون على جميع الرموز التي تعرض عليهم.
وتخلص الدراسة إلى أن التليفزيون مفيد للأطفال ويزيد من حب المعرفة لديهم طالما أن فترة مشاهدتهم لا تزيد على خمسين دقيقة أو ساعة يوميا على أكثر تقدير خلال أيام.
وبعيدا عن الخطورة التي تحدثت عنها هذه الدراسة، فإن طبيعة البرامج والأفلام والرسوم التي يشاهدها الأطفال سواء خلال ستين دقيقة أو تسعين أو أقل، فإنها تشكل خطرا أبلغ مراعاة للأفكار المسمومة التي تسربها دور الإنتاج وشركات عالمية جلها يهودي, مما يدعو كافة الفاعلين والمهتمين بالطفل العربي إلى صناعة برامج وأفلام بديلة بطرق مثيرة ومشوقة بحيث تجذب إليها الطفل كي تغرس فيه قيما عربية إسلامية منسجمة مع الفطرة التي ولد عليها.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.