Home»Enseignement»دورة القراءة في بناء الانسان

دورة القراءة في بناء الانسان

0
Shares
PinterestGoogle+

ثانوية عبد الله كنون تعطي انطلاقة النادي الأدبي
بدورة حول القراءة
النادي الأدبي
نظم النادي الأدبي بثانوية عبد الله كنون دورة تكوينية في موضوع « دور القراءة في بناء الإنسان » بقاعة الأنشطة، استفاد منها أزيد من 100 تلميذ وتلميذة، وذلك يوم الأربعاء 25 دجنبر 2019ابتداء من الساعة الثانية والنصف مساء.
افتتح هذا النشاط السيد محمد حالي مدير ثانوية عبد الله كنون، مرحبا بالحضور الكريم وبفضيلة الأستاذ المحاضر، فتحدث فيها عن أهمية القراءة في بناء وتكوين الإنسان، ثم تناول الكلمة من بعده الأستاذ محمد ماني ليتحدث عن الأندية الأدبية في بعدها التاريخي وفي الثرات المغربي والتي تخرج منها فطاحلة وأطواد في الشعر ومختلف ضروب الأدب، ليفتح المجال بعد ذلك للمدرب الأستاذ أحمد الجبلي ليبدأ حديثه عن الأمة الإسلامية وفريضة القراءة التي تميزها عن باقي الأمم، إذ تعد واجبا على كل مسلم ومسلمة، وفي الوقت الذي كان من الممكن أن تكون أول كلمة ينزل بها القرآن الكريم دالة على أقبح ما كانت تعيشه الجزيرة العربية مثل عبادة الأصنام أوالزنا أوالثأر أووأد البنات أوشرب الخمر…لتحرمه وحتى يجتنبه المجتمع المؤمن، نرى أن أول كلمة نزلت لم تكن في الحسبان على الإطلاق وهي « اقرأ » دلالة على أن الأمم والحضارات تبنى بالقراءة ولن تقوم لها قائمة بدون القراءة والعلم والمعرفة.
وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نحا هذا المنحى فأطلق أسرى بدر مقابل أن يعلم منهم الواحد العشرة من الأميين، أي إنه عليه السلام قد أطلق سيفا قاطعا بتارا مسلطا على رقاب المسلمين في مقابل أن يعتق عشرة من المؤمنين من عقال الجهل والأمية، وقد نحا الصحابة الكرام نفس هذا النهج حيث كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يبعث رجالا في الطرقات يتفحصون من لا يحسن القراءة حتى يؤخذ لأماكن أعدت خصيصا لذلك، كما يقول الدكتور محمد جبريل في كتابه « التعليم في الإسلام ».
وتحدث الأستاذ عن الإحصائيات الخطيرة منها تحديدا إحصائيات 2011-2012 والتي تحدد نسب القراءة على مستوى مختلف الشعوب أدناها الشعب العربي الذي يقرأ في المعدل ستة دقائق في السنة، وأن ثمانين عربيا يقرؤون كتابا واحدا في السنة، في الوقت الذي يقرأ فيه الأوربي 200 ساعة ويقرأ فيه الإسرائيلي 40 كتابا سنوسا…وفي مقارنة مع الإنسان الأوربي والأمريكي وبعض الشعوب الأخرى نرى أن من أهم أسباب التخلف والنكوص عما كانت عليه الأمة هو خذلانها لمنهج « اقرأ » وارتمائها في أحضان العطالة الفكرية والثقافية بتهميشها للكتاب.
وفيما سماه فضيلة المدرب بالبكاء على الأطلال راح يصف مشاهد في القراءة يوم كانت الأمة الإسلامية حية ونابضة بالحياة، حيث كانت مدمنة على القراءة بشكل غريب وعجيب حتى أن الإمام الفخر الرازي لم يكن يجد وقتا للأكل والشرب فكانت زوجته تشفق عليه فسف له الطعام سفا…وابن رشد الأندلسي الذي لم يُرى طيلة حياته إلا قارئا أو كاتبا إلا خلال يومين اثنين يوم زواجه ويوم وفاة أمه.
ومرورا بأهم أسرار بناء الحضارة الإسلامية في بلاد الأندلس والتي دامت ثمانية قرون وخمس سنوات، تحدث الأستاذ عن أهم سر كان من وراء التقدم العلمي والصناعي الذي كان حينئذ والذي يكمن في قاعدة « لا يخلو بيت ولا دكان من مكتبة ولو كان دكان بائع الفحم » ومن الأقوال الجميلة الدالة على عظم وأهمية القراءة التي وردت في الدورة مقولة مالك بن نبي « الأمة التي لا تقرأ تموت قبل أوانها » ومقولة ميخائيل نعيمة: « البيت الخرب هو البيت الذي لا تزينه مكتبة وإن زينته التحف ».
لقد تفاعل تلاميذ المؤسسة تفاعلا كبيرا مع الدورة ومضامينها وتواعدوا فيما بينهم على تفعيل دور مكتبة الثانوية وتطعيمها بمزيد من الكتب، على أساس أن تتم انطلاقة جدية نحو القراءة والمطالعة في أفق تحقيق الإدمان المطلوب على الكتاب كاستراتيجية نحو توسيع المعارف وتنمية العقل.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *