Home»Enseignement»نافذة على المدرسة العمومية :ثانوية عبد الرحمان بن عوف تصنع الحدث الثقافي، وتحيي اليوم العالمي للغة العربية يوم 19 و20 دجنبر

نافذة على المدرسة العمومية :ثانوية عبد الرحمان بن عوف تصنع الحدث الثقافي، وتحيي اليوم العالمي للغة العربية يوم 19 و20 دجنبر

0
Shares
PinterestGoogle+
 

نافذة على المدرسة العمومية :

ثانوية عبد الرحمان بن عوف تصنع الحدث الثقافي، وتحيي اليوم العالمي للغة العربية يوم 19 و20 دجنبر.

إن الَّذِي مَلأَ اللُّغَاتِ مَحَاسِنًا   جَعَلَ الْجَمَالِ وَسِرَّهُ فِي الضَّادِ

أمير الشعراء أحمد شوقي

ردا لاعتبار اللغة العربية في زمن الإقصاء والتهميش، وتلمسا لأسرار الجمال في الحرف العربي، وتنفيذا لمقتضيات البرنامج السنوي للغة العربية، يحتفي المجتمع المدرسي بثانوية عبد الرحمان بن عوف الإعدادية ،باليوم العالمي للغة الضاد ،الذي يصادف يوم 18 دجنبرالعيد السابع والأربعين بعد اعتمادها كلغة رسمية معتمدة في محافل هيئة الأمم المتحدة ابتداء سنة 1973 باقتراح من المغرب. ببرنامج سنوي أعده أساتذة اللغة العربية بالمؤسسة تحت لواء نادي المهارات؛

ليتعرف النشء الصاعد على القيم الإنسانية والجمالية والوظيفية للغة عدنان، انطلاقا من فن الخط والكتابة عبرمساره التاريخي ، ويقف على مراحل التأصيل والامتداد والانفتاح، ويقف على مظاهر المرونة والتشكل والبهاء، داخل راهنية الوظائف الجمالية، ومشروعية الأدوار الاجتماعية والاقتصادية والثقافية .

وهذا هو البرنامج السنوي الاحتفائي باللغة العربية لهذه السنة:

1- ورشات حول الخط العربي المغربي نموذجا.

2- حفظ الشعر وإلقاؤه ونظمه ولقاءات تواصلية مع نخبة من الشعراء.

3- العرض المسرحي التربوي: ماسبقات في المحاكمة و الكولاج والمرتجلة.

4- السينما التربوية والتمكين من أدوات المشاهدة، وتلخيص مضمون الفيلم.

5- الدعم المؤسسي للتحكم في اللغة العربية.

وهذه مداخلة من نشاط الخط العربي:

ذهب المؤرخ الأنجليزي توينبي ،المزداد سنة 1889 بلندن ،والمتوفى عام ،1975 في كتابه دراسة التاريخ، إلى أقصى المذاهب حين قال: »إن العرب يعودون إلى ماضيهم دائما ؛لأنهم تعرضوا في حاضرهم إلى صدمة التراجع الحضاري، وذلك فرارا من واقعهم، وردا للاعتبار لأنفسهم »

إلى أحد هذا الرأي صائب؟

الحقيقة أن العرب يفخرون بماضيهم المشرق ،ويحق لهم ذلك لأنهم برجوعهم إلى ماضيهم، يدافعون عن حضارة آبائهم وأجدادهم، يدافعون عن وجودهم في إطار الاستجابة للدافع الحيوي لنظرية التحدي، خاصة إذا كان الخط ذلك الرأسمال الرمزي ،هو أحد منجزاتهم الكبيرة في البناء الحضاري الإنساني ،إلى جانب الشعر ،وفن الهندسة المعمارية ،والمنهج العلمي الذي صدروه إلى أوربا؛ لتبني حضارتها المعاصرة على أساس الصورة.

أما حضارة العرب والمسلمين فكانت حضارة لفظية تجريدية ،قوامها الخط والكتابة ،باعتبارها حدثا تتابعيا تتناهى فيه الذات مع وجود متناه ،متعلق بالبصر، ومنحصر في المكان، ومؤسس على الجمال والهندسية، والمرونة والليونة، والاستدارة والمد والرجع ،والتزوية والتشابك والتداخل والتركيب. فالمعنى لطيف وكثيف أما الخط فلا يكون إلا لطيفا ،إنه كتابة تتحول إلى روح الكلام، ثم إلى خطاب في الزمان يحيل على متكلمه ومخاطبه؛ ليصوغ الوعي ويؤصل الوجود الكوني فالذهني، ثم اللغوي، عبر مسار تاريخي طويل، يبدأ من الخط النبطي فالخط الحجازي، ثم الكوفي الذي هو اصل الخطوط العربية الإسلامية ،ليتفرع إلى خط عراقي وقيرواني وإفريقي، ثم خط أندلسي دمشقي ومغربي، مبسوط ومجوهر…

الخط شكل آخر للكتابة والقراءة ،إنه من الصنائع البشرية في نظر ابن خلدون في المقدمة، التي تحتاج إلى تدقيق قواعد هذه الصناعة في اجمل الخطوط العربية والإسلامية، الخط المغربي عنوان الهوية المغربية، بأبجديتها العربية الإسلامية، ومفرداتها المشرقية والأندلسية والفاسية، في احتفالية حميمة تروم الارتقاء بالخط والخطاط والمتذوق في مقامات السمو والإشراق، من الكتابة إلى الكتابية، ومن الكتابية إلى الرسالية، بحثاعن لذة الفضاء، ومتعة الخطاط ،حيث يتداخل الوعي واللاوعي؛ ليصنع متعة الكتابة التي تصور الأفكار، في عصر تهيمن فيه الصورة، والأشكال والألوان ، ويتراجع فيه الحرف في وسائل الاتصال الجماهيرية، رغم راهنية وظيفته الجمالية، في بعدها الشكلي التزييني، وبعدها الجوهري العلائقي، ووظيفته التواصلية في بعدها الاتصالي، مع المنسي والوجودي،و التراثي الرمزي المجرد، أو بعدها الوظيفي المحقق للمنفعة الجماعية أو الفردية، والملبي للحاجيات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.

وهذه مداخلة شعرية:

لا تحتاجين..

إلى قوارب النجاة ..

حرفك مرصع..

في النص آيات..

إلى أجنحة اليقين..

تحتاجين..

لتجتازي حاجز المقصيين..

وتعبري كل المسارات..

بنوارس بحرك الميامين..

إلى شواطئ السطوع..

تبلغين..

وبأيائل التطريز الجميل..

على القبح..

تنتصرين..

في ساعات..

وتصنعين من التزوية والتشابك..

إكليلا مرصعا من النياشين..

على جبين الرضى تكتبين..

ببيانات.

محمد ابراهيمي

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.