Home»Enseignement»نحو تدريسية جديدة للغة العربية في مكون الدرس اللغوي.

نحو تدريسية جديدة للغة العربية في مكون الدرس اللغوي.

1
Shares
PinterestGoogle+
 

احتضنت القاعة 12 بثانوية عبد الرحمان بن عوف الإعدادية ،يوم الجمعة على الساعة الثالثة بعد الزوال، درسا تجريبيا في ديداكتيك اللغة العربية ، في محور » أسلوب التعجب »،عرضه الأستاذ محمد ابراهيمي، وأطره السيد عبد القادر السباغ ، مفتش اللغة العربية بالمديرية الإقليمية وجدة أنجاد، واحتضنه مدير المؤسسة ، السيد محمد حامدي ، وحضره ثلة من أساتذة الثانوية الإعدادية ،وجمع غفير من السيدات والسادة الأساتذة المتعاقدين، التابعين للمركزالجهوي لمهن التربية والتكوين لجهة الشرق. تضمن برنامج الأمسية التربوية :

1-عرض التجربة .

2-تقييمها .

3- طرح رؤى عملية لتدريسية اللغة العربية .

تخللتهما وقفة قصيرة لاحتساء الحضور الكريم، الذي تجاوز الأربعين أستاذة وأستاذا ،الشاي وتناول بعض الحلويات .

حاول الأستاذ الممارس عرض تجربة مارسيل لوبران ،المفكر التربوي البلجيكي حول « نموذج التعليم المنعكس »، والبحث عن شروط تبييئها في المدرسة العمومية ، لهذا زود عينة من تلميذات وتلاميذ المستوى الثالثة أسبوعا قبل الموعد، بحافظة المستندات تشتمل على موارد تعليمية ورقية معينة ،وأحالهم على صفحة التواصل الاجتماعي للمؤسسة ؛للاطلاع على موارد رقمية منتقاة تدعى بالفرنسية: « موك » في موضوع التعجب .

بعد الترجيب بالحضور الكريم،حاول الأستاذ في عرضه التربوي توزيع تلاميذ الفصل المنتمين لقسم الثالثة 5 والثالثة 6 إلى مجموعتين، تضم كل واحدة ستة أعضاء يقودها مشرف؛ لتنفيذ تقنية « فليبس » 6 في 6 على 6 (زمن الإنجاز) وتحويل الدرس اللغوي إلى ميدان للتباري والتبادل المعرفي والتواصل التربوي، بين مجموعتين أسندت لها مهام مختلفة، من قبيل التباري حول الفهم القرائي، و إنجاز قراءة صامتة، والاشتغال النصي على مقتطف من سيرة الروائي الفلسطيني جبرا إبراهيم جبرا ، المعنونة « بالبئر الأولى » ص 18-20 وتشغيل شبكة التصنيف والتقطيع ؛ لضبط نوع النص ونمطه، وتحديد الأسلوب المشغل، وتسويغ استعمال التعجب بالبحث عن أنواع من المشاعر استولت على شخوص النص ،من قبيل الأم ،والصديق، والراوي تشكل مستويات الحالة النفسية التصاعدية الجامعة أو المفرقة، المتكونة من شعور التأثر والاندهاش فالاستغراب ثم الاستعظام ،مما يشكل بديلا لأسلوب الخبر في جملة التعجب الأصل بعد نقلها بفضل الأوزان ما أفعله وأفعل به، والزيادات اللفظية كما النكرة التامة التعجبية بمعنى شيء عظيم، والباء حرف الجر الزائد، وكذا القرائن اللغوية والمؤشرات السياقية إلى نمط الأسلوب الإنشائي ،الذي ينشئ فيه المتكلم والمخاطب واقعا لغويا آنيا ،يقترن فيه اللفظ والمعنى، ويهيمن عليه التعبير عن الحالة، مما يتيح رسم سياق التعجب وخلق الحاجة إلى تعلمه ؛في أفق التحكم في مقامات تواصلية شفوية ومكتوبة، داخل الفصل وخارجه، وفي مسارات الحياة المختلفة، وأيضا من قبيل التدريب على التلفظ والاستماع، وترويض جهاز النطق وصقل حاسة السمع، وتشغيل شبكة المخارج وصفات الحروف ، و تنفيذ قراءة جهرية حوارية ، تمهد للتعرف على الأسلوب وتحليل مكوناته ،وحل مسألتين لغويتين فيه : الصياغة المباشرة والصياغة غير المباشرة ؛ على طريق تطبيق مبدأ التعلم أثناء العمل ، الذي يخلق التكامل بين التعلم التفريدي والتعلم التشاركي، ويقوي المراس على مهارة المحادثة والمثاقفة ،بعد تأمين الانتقال من الاكتساب الطبيعي إلى التعلم بمعيار، ومن قبيل التنافس حول الإنجاز اللغوي، في شقه الصوتي بتطبيق القواعد والأحكام على نماذج كلامية من القرآن والشعر على صعيد القراءة ، تقويما للسان وتدريبا على الفصاحة ، و في شقه الكتابي، من خلال تشغيل أسلوب التعجب في أنماط كتابية مقررة ، كالوصف والحوار تحديدا؛للتمهير على الصناعة الإنشائية .

وتوج هذا التباري المعرفي بلعبة التعجب، المستلهمة من لعبتي الحجلة والبحث عن الكنز؛ لاختبارأداء المتعلمين في الفصوص اللغوية الأربعة : النصغي والمعجمي والتحويلي والتركيبي ، التي تؤطر منظور النحو التوليفي في إطار النظرية اللسانية النسبية ، للنحو التراثي المدرسي الذي وضعه الخليل وسيبويه ،وانتهى إلينا في ألفية ابن مالك ، التي يقوم عليها متن الأحكام النحوية والصرفية ، في كتب النحو والصرف المؤلفة لاحقا ،و التي أخذ عنها الكتاب المدرسي، في إطارالبحث المشوق والسلس، عن الخيط الرفيع بين منهاج العربية : اللغوي و القرائي و الإنشائي ، من خلال تحويل الظاهرة الأسلوبية إلى مشكلة لغوية تقتضي حلا ، نفكر باللغة ونتحدث باللغة وننتج باللغة ؛لإيجاد صيغة له، وذلك هو منطلق النحو التوليفي، الذي يروم تقديم رؤية جديدة ،واحدة ومقنعة ومعللة، للنحو التراثي الصوري الذي ركز على الإعراب، وأغفل الوظيفة والعلاقات التركيبية، والعلاقات التخاطبية التداولية .

إن عرض تدريسية اللغة العربية في درس أسلوب التعجب ،منظور جديد في مقاربة اللغة بمنطق اللغة، من خلال شحذ الملكة اللغوية ،والتمهيرعلى الإنجاز اللغوي، و توسيل اللغة لخدمة موضوع التفكير باللغة، والإبداع باللغة ،في اتجاه إقدار المتعلمين على الانغماس اللغوي، وتربية الوعي اللغوي ، وامتلاك الفعل اللغوي ؛للتحكم في مهارة النطق والتسميع والاستماع ،ومهارة التواصل والتبادل المعرفي ، ومهارة القراءة والكتابة، وتكريس مبدأ حرفية التلميذ، بنقله من متعلم مقلد تابع، إلى متعلم عارف وماهر؛ لأن « الفكر مجرد من الزمان والمكان، وكل فكر صالح، مالم تكذبه اللغة ». على حد تعبير الدكتور محمد الأوراغ

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.