Home»Dr Mostapha Benhamza»مصطفى بن حمزة: العلامة الجوال

مصطفى بن حمزة: العلامة الجوال

2
Shares
PinterestGoogle+

أحمد الجبلي
بعدما شتت الله ضرره، وأبعد عنه المرض، ووهبه صحة وعافية، أبى العلامة مصطفى بن حمزة إلا أن يشكر الله تعالى على نعمه ومنه وإحسانه بطريقة فريدة من نوعها، وهي التجوال في ربوع المملكة وبعض دول أوربا نشرا للعلم والمعرفة تلبية لجميع النداءات والدعوات التي تأتيه من هنا وهناك.
فضلا عما قدمه ويقدمه فضيلة العلامة مصطفى بن حمزة من علم ومعرفة وفكر ومناهج وأنساق في التحليل للعديد من القضايا المعاصرة التي يحتاجها المغاربة خصوصا والإنسان العربي المسلم عموما، سواء بمركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية أو جامعة محمد الأول، أو كلية الطب والصيدلة، أو مقرات المجتمع المدني بالمدينة، أو بمسجد الأمة من خلال الدرس الراتب الذي يتجاوز عامه الثالث عشر.
وحتى لا يبقى علمه حكرا على ساكنة وجدة،  وعلى غرار ما كان يفعله العلماء قديما وحديثا  من ترحال وتجوال من أجل نشر العلم والمعرفة، ونظرا لانتشار سناه في الآفاق ولمعان نجمه في كل الاتجاهات، صارت تناديه المدن والقرى في داخل المغرب وخارجه حتى تنال حظها من كنوز معرفته، وشساعة علمه، ونظرا لدماثة خلقه، وإيمانه بواجب التبليغ والنشر، ومهما كثرت مسؤولياته أو تعددت مهامه وانشغالاته، رأيناه وسمعنا عنه يلبي النداء ويقطع المسالك والسبل والمسافات ليحاضر هنا في موضوع، ويحاضر هناك في موضوع آخر، حسب الطلب، أو حسب ما يقتضيه الظرف والمناسبة.
إن أهل فجيج يعرفون باحتفالاتهم الرسمية بذكرى المولد النبوي، فكان العلامة بن حمزة خير مدعو ليتحدث في سيرة المصطفى العطرة، وسكان جرادة أبوا أن يمر اليوم العالمي للمرأة دون أن يستمعوا للقول الفصل في القضية من فم العلامة الدكتور بن حمزة فكانت محاضرته مرجعا معتمدا في مكانة المرأة في الإسلام، وبلسما شافيا لكل من كان يجهل أبعاد أحكام الإرث التي أنصفت المرأة، وأهل الناضور لم يجدوا بدا من أن يكون العلامة حاضرا معهم في حفلهم البهيج بيوم القرآن وتكريم أهل القرآن، فكانت كلمته حفظه الله كلمة توجيهية أنارت طريق السالكين لنهج القرآن والسائرين في طريق الإمامة والفقه. وفي مدينة الرباط دوى صوته من دار الحديث الحسنية بحسن الحديث عن فقه النوازل وتطبيقاتها الاجتماعية فكانت محاضرته عابرة للجهات حيث تحدث عنها سكان الشرق وسكان الغرب وسكان الشمال وسكان الجنوب، فتناقلتها المواقع والصحف، بل وتم تفريغها من طرف طلاب العلم ليسهل عليهم توظيف مقاطع منها في بحوثهم العلمية وأطروحاتهم البحثية.
ومن البيضاء، ومن الخيمة التي نصبت بالشارع العام في حفل القرآن، كان العلامة بن حمزة حاضرا في الزمان والمكان ليشد عضد الحافظين والحافظات والمشتغلين بالقرآن والمشتغلات، ويذكر الحاضرين والحاضرات بعادات المغاربة مع القرآن حتى تستمر عنايتهم بكتاب الله ويبدعوا في أشكال العناية والدعم والأخذ بأيدي كل من يسعى في اتجاه العناية بالقرآن.
ومن طنجة صدح صوته بالحديث عن النسب والبنوة ضمن فعاليات الندوة الوطنية حول حقوق الطفل بين الفقه الإسلامي والقانون المغربي والاتفاقيات الدولية، والتي نظمها المركز المغربي للدراسات والسياسات العمومية بشراكة مع رابطة قضاة المغرب،  ومن سلا أعطى الحق لذوي الاحتياجات الخاصة بالحديث عن حظهم في الإسلام من أحكام وتوجيهات،  ومن مكناس انفجر ينبوع الرحمة على يديه متجليا في مكانة الأمومة في الإسلام، و أما مدينة بني ملال فقد نالت حظها لتعلم شيئا عن رؤية العلامة في إصلاح التعليم والتعليم الديني بالمغرب، وأما كلية الطب والصيدلة بمدينة فاس فقد كان لها الشرف أن تستدعي العلامة الدكتور مصطفى بن حمزة ليشارك  ضمن فعاليات حفل الفائز بجامعة سيدي محمد بن عبد الله للبحث في الإعاقة، فكانت محاضرة فضيلته حول الإعاقة في الإسلام.
وعودا إلى جهة الشرق، وكعادته في افتتاح المساجد، ألقى خطبة جمعة بمسجد الصفا والمروة ببركان فكان عنوان الخطبة هو توجيهات الإسلام في صناعة أمة متنورة ومتحضرة، وبنفس المدينة قام علامته بزيارة لمركز تصفية الدم بجماعة أغبال. كما عرفت هذه الفترة توجهه نحو بعض المدن الأوربية كزيارته لمدريد التي ألقى بأحد مساجدها خطبة الجمعة بعنوان  » قضايا المسلمين في الغرب وتساؤلاتهم » كما ساهم بكلمة توجيهية صوتا وصورة شارك بها في المؤتمر العاشر لمسلمي اللورين شرق فرنسا.
إن العلامة الدكتور مصطفى بن حمزة بكل هذا السيل العرم من المحاضرات والكلمات، وهذه التحركات والأنشطة المستمرة والحيوية المنقطة النضير، قد أتعب العلماء، وبعث بذلك رسالة لكل حامل علم مفادها أن واجب التبليغ والتعليم والتوجيه ونشر المعرفة تحتاج إلى الإقلاع عن المماطلة والقطيعة مع العقلية التبريرية التي تتذرع بشتى أنواع الأعذار الواهية عندما تبعد شقة الطلب، أو تتسع المسافات بينها وبين الأمكنة النائية التي تصدح منها أصوات المتعطشين للعلم والمعرفة.
كما حملت رسالته معنى وجوب تحمل المشقة وعناء الترحال في سبيل نشر العلم والمعرفة وأداء واجب التبليغ، فضلا عن معنى آخر وهو أن التفريط في هذه الرسالة يعد أحد المصائب التي ابتليت بها الأمة، وأن الأوان قد حان ليلعب العلماء أدوارهم كاملة من أجل سد الفراغ الذي يعد بابا تدخل منه جميع رياح التطرف والشرور والإرهاب.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *