Home»Dr Mostapha Benhamza»ما قل ودل من فكر العلامة مصطفى بن حمزة : التأصيل الشرعي للقول بالنموذج المغربي في التدين -2-

ما قل ودل من فكر العلامة مصطفى بن حمزة : التأصيل الشرعي للقول بالنموذج المغربي في التدين -2-

1
Shares
PinterestGoogle+

أعده للنشر: أحمد الجبلي
ينكر بعض الناس أن يكون هناك تدين مغربي ويستدلون على ذلك بعدم جواز القول بوجود تدين مشرقي وآخر مغربي وآخر شمالي وآخر جنوبي لأن الدين واحد. ونقول أن هذا كلام في منتهى السطحية، وصاحب هذا القول لم يعد بذهنه إلى الماضي والحقائق الشرعية النافذة.
إن التدين هو مجموع الآراء الفقهية والأقوال والمواقف التي  اختارتها الأمة، وقد وجدنا في تاريخنا أقوالا كثيرة وتصرفات عديدة  وميولات في التدين، وكل هذه الاختيارات موجودة عبر العالم الإسلامي كله.
ومن الجهل بالعالم ما يعتقده الإنسان أن العالم الاسلامي يمكن أن ينمط  على طريقة واحدة رغم أن المرجع هو دائما كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. إن هذه الاختيارات هي عبارة عن طرائق في تنفيذ أحكام الشريعة الاسلامية  وهي اختيارات لا تعني الشرود أو الخروج عن الشريعة الاسلامية. إن الناس يأتمرون  بأمر الله ورسوله ولكنهم في تنفيذ ذاك الأمر قد تفتح لهم أبواب وقد تظهر لهم من الأساليب ما يساعدهم على ذلك فيتبنونه وهم لا يقصدون لا مزاحمة الشريعة الاسلامية ولا المزايدة عليها ولا الخروج عن أحكامها.
ففي حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم كان الصحاب يتلقون الأمر فيستجيبون له بطرق مختلفة، ومن أمثلة ذلك أن رجلا أوكل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يضيف وافدا. وإكرام الضيف من تعاليم الشريعة الاسلامية لكن هذا الضيف لم يكن لديه طعام كاف  يكفيه هو وزوجته وضيفه. وحينما قرب للضيف الطعام تظاهر بمس القنديل، فانكفأ فانطفأ الضوء، فلم يكن هناك بد من أن يتناولوا الطعام في ظلمة، فقرب المضيف للضيف الطعام وكان قليلا، فصار الضيف يأكل وهو يظن أن الطعام كاف فأكل وشبع. وحينما خرج النبي صلى الله عليه وسلم  في الصباح ليصلي لقي الرجل فقال له:  لقد عجب ربكما من صنيعكما من ضيفكما الليلة. أي هذا أسلوب لم يتلقاه هذا الشخص من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما تلقاه هو إكرام الضيف أما طريقة الإكرام فقد اجتهد فيها، وأبدع فيها بعبقريته  فزكى النبي صلى الله عليه وسلم ذلك  وحبذه، وقد فُهِم من هذا أن الناس قد تكون لهم طرائق في فهم النص الشرعي وفي تطبيقه وقد يأتلف الناس على ذلك فيصير نموذجا. وقد تحدث الناس عن رخص بعض الصحابة وعن شدائد ابن عمر وعن أن منهج ابن عمر يختلف عن منهج ابن عباس ولكن لا أحد منهما كان بعيدا عن السنة قطعا. إن معظم العبادات رافقتها العبقرية المغربية بشيء مما يثبتها ويعززها ويعمل على ترسيخها أكثر في المجتمع، إن هذه العبقرية أعطتنا في آخر المطاف نموذجا مغربيا لا يختلف في شيء عما ورد في كتاب الله وسنة رسول الله وأجمعت عليه الأمة السلامية.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *