Home»Débats»سؤال المواطن

سؤال المواطن

0
Shares
PinterestGoogle+

الجبر و الاختيار من القضايا التي فيها نصيب من الدين و الفلسفة و السياسة.فانتقال الحكم الإسلامي من الراشدي إلى الملكي دفع الناس إلى أن تضع أفعال البشر في الميزان و التساؤل :هل الإنسان مجبر على فعل ما يفعل أم انه يختار أفعاله بإرادته الحرة؟

الجبر و الاختيار مرتبط بمسالة الثواب و العقاب أي بالعدل الإلهي. و لاشك أن الغوص في هذه المسالة قد أدى بفريق من المفكرين في ذلك الوقت إلى مناقشة العدل و العدالة البشرية؟

فإذا كان الإنسان حرا فهو يختار أفعاله و يكون بالضرورة مسئولا عنها و عن نتائجها.ولا يكون الإنسان حرا إلا إذا  توفرت فيه خاصيتان كما جاء في الفلسفة الوجودية التي كان محور تفكيرها و نقاشاتها مسالة الحرية و حدودها: حرية الاختيار و حرية القرار.la liberté de choisir  et la liberté de décider

قديما كانت مسالة الجبر تبرر ظلم الملوك الأمويين و العباسيين على انه قضاء وقدر: الملك هو ظل الله في الأرض، و لا يفعل إلا ما أراد الله أن يفعله في مخلوقاته، انه جهاز تنفيذي للقدرة الإلهية.فهو يد الله في أرضه التي يبطش بها من يشاء و يجازي بها أيضا من يشاء.هذا ما يسمى بتصريف الايدولوجيا التي  تبرر تصرف الحكام في ذلك العصر، وتعفيهم من المساءلة.

مسالة الجبر و الاختيار تقودنا في العصر الذي نعيشه إلى مسالة المواطنة و الرعية.هل الإنسان المغربي مواطن كامل المواطنة أم انه يصنف في خانة الرعية؟؟هل له الحق و الحرية و الإرادة والقوة في تصرفه أم أن ولي أمره هو من له كامل الحرية و الإرادة في اتخاذ القرارات المصيرية مكانه؟؟

فالأمر متعلق هل الإنسان المغربي له الأهلية أن يقرر في مصيره أم انه فاقد للأهلية ،فوجب عليه الحجر؟؟

فإذا كان الإنسان المغربي مواطنا فمن حقه المساءلة و المحاسبة و الاختيار و القرار.

تدخل المحاسبة و المساءلة من باب مراقبة المال العام: ما مصيره؟و ما هي أوجه صرفه؟و هل كان صرفه من باب ما يعود على المواطنين بالمصلحة و الفائدة أم انه هدر للمال العام و تبذيره أو سرقته أو إهماله؟؟؟

إن المواطن يرى تنظيم المهرجانات للرقص و الغناء(الغناء الصوفي و الراي و المغنون الغربيون، و الكناوي المحلي و الأجنبي..)و مهرجان السينما الذي يكرم الممثلين الأجانب بأموال خيالية ( مثلا أكثر من200مليون للممثل المصري ‘(عادل إمام) بدون الكلام عن مصاريف إيوائهم ومتطلباته، و للممثلين الغربيين و الهنديين و غيرهم) و مناسبات الفرس و كرة المضرب و الكرة المستطيلة و كرة العصا…وغير ذلك كثير…هؤلاء تصرف لهم الملايين بلا حساب و بلا منة و بكرم حاتمي لا نظير له….يضاف له ما أشار إليه المجلس الأعلى للحسابات من كشف للخروقات المالية في صناديق التقاعد و الضمان الاجتماعي و البنك العقاري و السياحي.و المكتب الوطني للماء و الكهرباء و اللقاحات الفاسدة…و مالية الأحزاب و النقابات…

أتت الفيضانات و قتلت من قتلت من البشر و الحيوان و أتلفت من الزرع و الحرث، و كسرت وهدمت القناطر، و البيوت و جرفت التربة.وتركت الناس على أبواب الحرمان و الضياع و الفقر و التشرد.و كذلك فعلت الكوارث الطبيعية من زلازل و عواصف و جفاف…

الكوارث الطبيعية دائما تبعث بجماعات من المواطنين إلى التشرد و الضياع.وترى القرى المنسية و المهملة، يعيش المواطن فيها، حياة بدائية في مسكنه و أكله و مشربه و تنقله و بحثه عن رزقه.

ومدارس في بعض الجهات، و ما أكثرها، بدون إنارة، و لا سياج، و لا نوافذ، ولا ماء، و لا مراحيض، ولا قنوات الصرف الصحي و بأسقف مثقوبة لا تمنع المطر، و لا تحمي التلاميذ لا من البرد، ولا من الرياح والحرارة….و مدرسون يتخذون من الأقسام أمكنة للتدريس و المبيت..

نتساءل الآن و السؤال حق مشروع، من حقوق الإنسان البشر و الإنسان المواطن..لان الأمة التي لا تسال، لا تفكر و لا تعبر. فهي اقرب إلى البهائم منها إلى الإنسان.و نسال عن مصير الصناديق السوداء،و الملايين التي تصرف إلى الوافدين من المغنين و الراقصين و الممثلين و والأحزاب التي تتلقى إعانات من مال الشعب في مناسبات و بدون مناسبات، و الأجور العليا الخيالية التي لا تتناسب مع التقشف الذي تفرضه الحكومة على المواطن…و عدد البرلمانيين الذي يفوق ما يوجد في فرنسا… و عدد الوزراء بحقائب و بدون حقائب، خارقين بذلك بنود الدستور. و أشياء أخرى لا مجال لذكرها لكثرتها..

و باختصار انه المال العام الذي يهدر و يبذر و يسرق و ينهب ويضيع و لا احد يقول:هل من مراقب؟ و هل من محاسب؟

انجاز :صايم نورالدين

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *