Home»Correspondants»الأمازيغية:بين التيفناغ والحرف العربي؟

الأمازيغية:بين التيفناغ والحرف العربي؟

0
Shares
PinterestGoogle+

 

 المازيغية:بين التيفناغ والحرف القرآني،أيهما أنسب؟

 

ذ.إسماعيل علالي 

 

إن  كثرة النقاشات  التي أثيرت مؤخرا حول المازيغية في علاقتها بحرف التيفناغ-من حيث صلاحيته أوقصوره- لخير دليل على  أن الخط/ الحرف التيفيناغي الذي ارتضاه لسانيو المازيغية –نسبة لمازيغ – وتمت الموافقة عليه-لاعتبارات سياسية بالدرجة الأولى-، لم ينل بعد  إجماع كافة المغاربة حيث لايزال موضع خلاف- سواء- بين اللسانيين المغاربة أو بين مكونات المجتمع المغربي الأمر الذي يستدعيفرضا- استفتاء شعبيا يكون مرفوقا بحجج منطقية و لسانية يقدمها اللساني –لا السياسي- للمغاربة حول الحرف الأنجع والواجب كتابة المازيغية به باعتبارها إرثا  مشتركا بين جميع المغاربة ومنصوص على)رسميتها( في دستور2011.

فالملاحظ  في عدد من الاستطلاعات التي قامت بها  بعض الصحف الإلكترونية تقارب نسب التصويت -نسبيا- ما بين التيفيناغ والحرف العربي، لكن إذا عمدنا إلى  تحيين هذه الاستطلاعات  وتحديد الفئات المصوتة وتصنيفها فسنجدها متباينة سواء من حيث مستوى الوعي  اللساني أو من حيث الدافع الذاتي والفهم الموضوعي  لهذه القضية اللغوية.

غيرأن  الباحث-الموضوعي- في حقل اللسانيات الاجتماعية قد يميل-في نظري- وهو يقارن ويقابل  بين العربية والمازيغية إلى ضرورة كتابة المازيغية بالحرف القرآني للاعتبارات التالية:

1*أنه لما كانت اللغة هي مرآة العقل التي تعكس أفكاره وثقافته، فإن  الثقافة المازيغية هي بالفعل-المنطقي- ثقافة إسلامية ، بدليل أن العقل المازيغي  إنما هو عقل  مسلم   يستقي مفاهيمه و تصوراته –عن الكون والوجود وو..- من منظومة قيم الدين  الإسلامي ، وبذلك فإن اللغة المازيغية لا بد وأن تعكس معاني هذه المفاهيم  الإسلامية وتعبر عنها وفق نظامها الداخلي الذي يشارك نسق لغة القرآن في عدة خصائص، وليس التعبيرعن ثقافة  وثنية- وبعث معجم  من العادات والعقائد القديمة-التي  نسخها الإسلام وتبرأ منها أجدادنا  المازيغ-المغاربة- الأحرارمنذ ثاروا على الكاهنة وكسيلة حين  ارتضوا الدين الإسلامي  عقيدة ومنهاج حياة، فعبروا عن مفاهيمه وأحكامه بلغة الدين مشافهة وتأليفا-عند مخاطبة الطبقة المتعلمة- وبلغتهم مشافهة- اللهجات المازيغية قبل التقعيد- عند مخاطبة العامة-.

 

2* أن الرابط النفسي الدافع إلى تعلم المازيغية بخط التيفيناغ ضعيف،لانعدام الحسية به في  وجدان الإنسان المازيغي،نظرا لكون التيفيناغ غير مألوف لدى شريحة  مهمة من أبناء مازيغ -رغم قدمه- عكس الحرف القرآني الذي يحيل مباشرة على دين الإسلام وكلام الرحمن المتجسد في القرآن،وبذلك تكون كتابة المازيغية بالحرف القرآني دليلا على انتماء أبناء مازيغ-خاصة والمسلمين عامة على اختلاف لغاتهم- إلى الإسلام والقرآن الكريم أولا وآخرا،عكس التيفيناغ الذي من شأنه  إضعاف انتماء أبناء مازيغ إلى الأمة الإسلامية وهنا تكمن خطورة حرف التيفيناغ –بجدوره التاريخية-على هوية المازيغ –المغاربة-الإسلامية.

3*أن  أمام اللغة المازيغية  تراث إسلامي ضخم -نحو14 قرن- في مختلف الفنون والعلوم لا بد من ترجمته  إلى المازيغية حتى يتمكن المازيغي المسلم-كمرحلة أولى- من الإحاطة بدور أجداده في  خدمة  الحضارة التي ينتمي إليها بالفعل-الحضارة الإسلامية-،بلسان لغته الأم – قبل إتقانه لسان لغة القرآن –الذي هو واجب شرعي- ، مما يستدعي اختيار الحرف القرآني سيرا على خطى علماء المازيغ الأجلاء–القدماء والمحدثون-الذين كانوا يعتمدون الحرف القرآني حين ترجمة مؤلفاتهم أو مؤلفات غيرهم إلى اللهجات المازيغية-ابن تومرت والمختار السوسي مثلا- مادامت اللغة المازيغية تستمد ثقافتها من هذا التراث الإسلامي الذي أنتجته أمة الإسلام  على اختلاف أعراقها –أعاجم وعربانا- .

4*أن كتابة المازيغية  بالحرف القرآني ، سيضمن لها الانتشارخارج حيزها الجغرافي،باعتبار أن أغلب المسلمين على اختلاف لغاتهم على دراية بكيفية تهجئة وكتابة الحروف العربية، مما سيمكن الشعوب الإسلامية-بشكل عام- من التعرف والانفتاح على لغات بعضها البعض-انفتاح الماليزيين مثلا على  المازيغية والعكس- عن طريق اعتماد الحرف القرآني في كتابة لغاتها-أي لغة الشعوب المسلمة عامة- الذي بموجبه يمكن دراسة نظام وخصائص أي لغة ينضوي شعبها تحت راية الإسلام « مع اختراع رموز كتابية  لأصوات لا توجد في العربية وتناسب كل لغة إسلامية على حدة » )اجتهادات لغوية،تمام حسان،ص:144( .

 

5*أن مخارج الحروف متساوية في اللغتين »حتى حرف الضاد، فإنه ينطق به عند الشلحيين-مثلا- كما ينطق به عند العرب سواء سواء.فإنهم يقولون: أضاض للإصبع،ويقولون أبضت من بضعه أو قطعه،ولا يفوت الشلحة-خاصة والمازيغية عامة- من حروف العربية إلا المعجمات منها ،كالثاء والذال والظاء »،و »مما اتفقت فيه اللغتان-أيضا- كاف الخطاب فإنه يستعمل في الشلحة-باعتبارها لهجة مازيغية-استعماله في العربية  وكذلك ما الاستفهامية… »وغير هذا مما اشتركت فيه اللغتان.)تأثير العربية في اللهجة الشلحية،المختار السوسي،مجلة لسان العرب،العدد2،ص:-3233(. ،

 

فلأجل هذه الاعتبارات تترجح -إذن- كفة كتابة المازيغية بالحرف القرآني بدل التيفناغ،مادمت اللغة المازيغة هي مرآة لفكر  المازيغي المسلم وتعبير عن كينونته المسلمة 

 

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

7 Comments

  1. mazigh azi mastfarki.
    11/11/2012 at 08:30

    يا أخي الدكتور علالي:
    لقد حسم الأمر في كتابة الأمازيغية بحروف تيفيناغ منذ سنوات خلت…
    فلماذا الرجوع الى الوراء؟
    و ما القيمة المضافة في ذلك؟

    من جهة أخرى و على علمي فالقرآن الكريم أنزله سيدنا جبريل عاى الرسول صلعم على شكل وحي… و ليس مكتوبا بالحرف العربي الذي تسمونه بالحرف القرآني؟؟؟ و بالنسبة لي شخصيا أرى أن:
    بسم الله الرحمان الرحيم= Bismi Allahi Arrahmani Arrahim
    كما هو عيه الحال بالنسبة لعدد هائل من كتب الفقه و التفسير الموجهة الى الذين يقرؤون الحرف اللاتيني و لا يعرفون الحرف العربي…
    فلماذا تحاولون تبخيس حروف تيفيناغ و تريدون وءدها، كما تحاولون تشويه التسمية  » الأمازيغية » ب « المازيغية؟؟؟ »

    أناشد السيد المشرف على الموقع أن ينشر التعليق، علما أن مقص رقابته قد طال جميع تعاليقي الماضية لأسباب لا زلت أجهلها و شكرا./

  2. الحدوشي نبيل
    11/11/2012 at 17:41

    صدقت أستاذي الفاضل،فدعوى كتابة الأمازيغية بحرف التيفناغ هي دعوى باطلة هدفها التفرقة بين المسلمين عامة والمغاربة على وجه الخصوص

  3. KARIM
    11/11/2012 at 17:46

    Athènes a tous les historiens, dit un adage, et peuvent écrire tout ce qu’ils veulent sans être contredits par d’autres sources et d’autres historiens. Les détracteurs de l’alphabet amazigh, à l’instar de l’auteur, ne font que répéter les mêmes chansons de manigances, celle de voir les imazighen s’émanciper culturellement et ainsi échapper à l’emprise de l’hégémonie spirituelle et culturelle de la presqu’île arabe ou moyen-orientale. Pourquoi ne pas écrire l’amazigh en caractère latin ou même cyrillique qui sont plus pratiques que l’arabe, une langue sémitique, avec l’absence des voyelles. Visiblement, certains amazighs préfèrent se prosterner devant l’arabe, et nier leur particularité, allant même jusqu’à falsifier l’histoire et prétendre que les amazighs sont d’origine arabe, qui ont droit au paradis au même titre que les qoreichis, quelle absurdité

  4. أمازيغي حر
    11/11/2012 at 20:31

    ،مقال في الصميم،لا فض فوك أستاذ إسماعيل علالي فقد عرفت الداء وأتقنت تشخيص الدوا فالأمازيع مسلمون شاء من شاء وكره من كره،

  5. Souad
    12/11/2012 at 01:13

    نشكرك اخي الفاضل على هذا الموضوع الذي يؤكد ان اللغة الأمازيغية حية، ما دام أنها تشكل أداة كلام لملايين البشر.. إنها مستمرة، ما دامت تتحدى الموت المعلن ضدها لكن يجب الاشارة الى نقطة مهمة وهي انتقادات بعض القراء لهذا الموضوع والسبب هو عدم فهم ما يقال اثناء التكلم بها. لذا ففكرةكتابة الامازيغية باحرف القرآن فكرة جيدة من خلالها يستطيع اي شخص قرائتها و كتابتها بل والاهم من ذلك فهمها.وبالتالي لن تكون هنالك اي انتقادات لهذا الموضوع مجددا..ا

  6. leroux
    12/11/2012 at 22:17

    أنا أتقن الأمازيغية، إلا أنني وجدت نفسي أميا حين تكتب الأمازيغية بحروف لا أفهمها.
    فما العيب أن تكتب بالحروف العربية التي يفهمها الجميع.

  7. مراد
    13/11/2012 at 17:17

    Comment vous aller comprendre si vous parler pas la langue es que vous comprenez moresque les afghan et écrive ou les iranien ou …..

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *