Home»Débats»نريد ثورة داخلية على الأحزاب وإلا فلن نرضى عن التكنوقراط بديلا

نريد ثورة داخلية على الأحزاب وإلا فلن نرضى عن التكنوقراط بديلا

0
Shares
PinterestGoogle+

بعد الخطاب الأخير للملك محمد السادس ،علت الحناجر وكثرت الخرجات  وعاد بعض خفافيش الظلام إلى هوايتهم المفضلة،حب الظهور  والمتاجرة بالمواقف…كل واحد  ينسب  ما سموه بالانتصار إليه..وفي المقابل خرجت جماهير  من الأحرار إلى الشوارع متحمسة، متفاعلة مع هذه الحلقة الجديدة من مسلسل البناء والإصلاح  الذي ابتدأ منذ 11 عاما كما أقرت بذلك وكالات ووسائل إعلامية دولية.

هل هناك في هذا الوطن أجمع ، سياسيا  أو حزبا  واحدا نزيها يحظى  بشعبية  كبيرة وسط الجماهير مثل الملك محمد السادس؟ وهل صناديق الإقتراع المغربية ستفرز لنا مواطنين مثقفين قادرين على حمل مشكاة الغد ؟

هذا الخطاب الإصلاحي الجديد يهدف كخطوة سياسية إلى جعل الملك  يسود ولا يحكم على غرار إسبانيا وبريطانيا وهولندا وباقي الدول المتقدمة  التي أراح ابنائها  الشرفاء    الملكية من  هموم وصعاب الإستفراد بالحكم… فقد جاء في هذا الخطاب ((..برلمان نابع من انتخابات حرة ونزيهة يتبوء فيه مجلس النواب مكانة الصدارة مع توسيع مجال القانون  وتخويله اختصاصات جديدة كفيلة بنهوضه بمهامه التمثيلية  والتشريعية والرقابية ))لكن السؤال الذي يفرض نفسه بإلحاح في الشارع المغربي حد الخوف على مستقبل الأمة ،هل هناك في هذا الوطن أجمع ، سياسيا  أو حزبا  واحدا نزيها يحظى  بشعبية  كبيرة وسط الجماهير مثل الملك محمد السادس؟ وهل صناديق الإقتراع المغربية ستفرز لنا مواطنين مثقفين قادرين على حمل مشكاة الغد ؟ أم  ستبقى البيروقراطية والسلطة المادية وعدم تحديد   المستوى الأكاديمي للمرشح هي سيدة الموقف؟

 

ولعل أكبر صفعة تتلقاها مجتمعة بإهمال الشباب هو هروب هؤلاء لحزب افتراضي عبر صفحات الفيسبوك و الذي  يبدو أنه سحب البساط بقوة من كل الفاعلين المغاربة في الحقل المدني والسياسي…إذن فقد أصبح مطلبا منطقيا وملحا  ألا تستفيد هذه الأحزاب العاجزة من دعم الدولة المادي واللوجيستيكي لأنها لا تقوم بالدور المنوط بها، فهي لا تعدو أن تكون بقرة حلوبا لأمناءها العامين

 

للأسف الشديد نجد أن بلادنا ينتظرها الكثير للرقي بالوعي الجماهيري والرقي بالجانب الإقتصادي للمواطن البسيط أيضا  و تنتظرها سنوات أخرى لاستكمال ورش التنمية البشرية الذي ابتدأ منذ  ست سنوات  كسبق على بداية هذا الحراك الشعبي العربي  ، والطامة الكبرى أن الأحزاب المغربية  بعيدة جدا عن هذه الخطوة الهائلة والحساسة في تاريخ المغرب الحديث أو كما يقول برنارد شوـ (مأساة العالم الذي نعيش فيه تكمن في أن السلطه كثيرا ما تستقر في أيدي العاجزين) فحزب الإتحاد الإشتراكي صاحب التاريخ  النضالي المجيد  قياداته أصبحت كهلة وتقطع الطريق بالمرة على الشبيبة الإتحادية للأخذ بزمام المبادرة، وهذا ينطبق على حزب الإستقلال وشبيبته الإستقلالية و جميع الأحزاب التاريخية  في المغرب…ولعل أكبر صفعة تتلقاها مجتمعة بإهمال الشباب هو هروب هؤلاء لحزب افتراضي عبر صفحات الفيسبوك و الذي  يبدو أنه سحب البساط بقوة من كل الفاعلين المغاربة في الحقل المدني والسياسي…إذن فقد أصبح مطلبا منطقيا وملحا  ألا تستفيد هذه الأحزاب العاجزة من دعم الدولة المادي واللوجيستيكي لأنها لا تقوم بالدور المنوط بها، فهي لا تعدو أن تكون بقرة حلوبا لأمناءها العامون…وقد أصبح لزاما أن تكون ثورة حقيقية من داخل الأحزاب نفسها  لخلق جيل جديد من النخب قادر على مسايرة هذا الزخم من الإصلاحات.

 

و كم هو مخجل ظهور بعض الأسماء المناسبتية من أحزاب مناسبتية في سماء الإنفتاح المغربي للمعارضة من أجل المعارضة ، ولغرض خالف تعرف،  ولركوب الأمواج العاتية التي تضرب الوطن العربي من المحيط إلى الخليج وتحين أي انفلات شعبي للإسترزاق باسم الدماء والوطن.السيد عبد الله لحريف وجد الفرصة مواتية للتحالف مع ظلام الأمس  وهو المحن إلى أصداء  المد الإشتراكي القديم، بالنسبة لنا كطلبة  سابقين بالجامعة  المغربية كان لنا احتكاك مباشر مع أتباعه النشاز والقلائل  من تنظيم النهج الديموقراطي المعارض للهوية السوسيوثقافية والدينية للمملكة،  و لم نتفاجأ اليوم  لأننا ندرك تمام الإدراك سذاجتهم في قطف التمار التي لم يكدوا يوما في زرع بذورها وقد كانت لصوصيتهم هاته  لا  تزيدهم إلا بعدا سحيقا عن العامة لأنهم ببساطة ممن ينطبق عليهم قول الله سبحانه وتعالى( يحبون أَن يحمدوا بما لم يفعلوا) صدق الله العظيم.

يبدو أن مد يد العون للملك محمد السادس وتحيته على إرادته الثورية نحو إقلاع سياسي واجتماعي  واقتصادي  ،قد أصبح بين عشية وضحاها  من الطابوهات …لأن النرجسية العمياء بدأت تحارب كل من هو  نظيف وإلصاق مصطلح التمخزن  به ، كتوفيق بوعشرين صاحب المبادئ الوطنية ورشيد نيني قلم المواطن  وشباب الفيسبوك

يبدو أن مد يد العون للملك محمد السادس وتحيته على إرادته الثورية نحو إقلاع سياسي واجتماعي  واقتصادي  ،قد أصبح بين عشية وضحاها  من الطابوهات …لأن النرجسية العمياء بدأت تحارب كل من هو  نظيف وإلصاق مصطلح التمخزن  به ، كتوفيق بوعشرين صاحب المبادئ الوطنية ورشيد نيني قلم المواطن  وشباب الفيسبوك ……و الذين يريد البعض إدخالهم عنوة في  الصراع…لكن بدورنا لا يسعنا  إلا  أن نطلب في خضم هذه المطالب تحديد مستوى أكاديمي  مقبول للمرشحين في الإنتخابات  لأنهم نواة كل  حكومة، والثورة  على كهول الأحزاب وإلا فلن نرضى عن التكنوقراط بديلا.

bouallala112@gmail.com

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *