نظمت أكاديمية التربية والتكوين بالجهة الشرقية يوما دراسيا حول ظروف الإقامة والتغذية بالداخليات.لقاء لم أشارك في إعداده, بل لم استدع لحضوره رسميا,اللهم ما تفضل به السيد احمد عيساوي بدعوتي شخصيا قبل اللقاء… لقاء تناول فيه بعض الإخوة موضوع التغذية من الجانب القانوني, واقع التدبير.لن أخوض فيما قيل ,ولن أقدم رأيي حول طريقة التحليل.عروض قيمة مع اختلاف في وجهات النظر. إن إداراتنا تحاول تحصيل حاصل .

منطلقة من رسالة تأطيرية, بدعوى أنها تنص على اعتماد أيام الإطعام الفعلية المحددة في 230 يوما موزعة على ثلاث دورات, (70 يوما في الدورة الأولى من يناير الى مارس, 70 يوما في الدورة الثانية من ابريل الى يونيو,و90 يوما في الدورة الثالثة من شتنبر الى دجنبر من كل سنة).الرسالة التأطيرية كانت مخبأة ولم تظهر الا يوم اللقاء ,سلمت للبعض لأسباب معروفة,وقدمت للتبرير لعوامل مكشوفة. ان الرسالة مجرد توجيهات عامة لتوزيع الميزانية,والمنح الدراسية محددة بنص القرار المشترك لوزير التربية الوطنية ووزير المالية, محددة في 1260 درهما عن كل ثلاثة أشهر.حق مكتسب لا حق لأحد التنقيص منه,لما يمثل من حد أدنى شروط التغذية المقبولة ولا أقول الصحية,- فقد أعود لاحقا لتوضيح مقاييس التغذية حسب ما تنص عليه المنظمة العالمية للصحة- .أضع على هؤلاء المؤطرين للميزانية الجهوية التساؤلات التالية:

1- كيف تجاوزتم قرارا مشتركا لوزيرين وبمراسلة للجنة مركزية لا أكثر,ان صح ذلك؟

2- كيف حددتم 90 يوما في دورة (شتنبر – دجنبر)و70 يوما في دورة( يناير – مارس)؟

3- ما هي مرجعيتكم؟وما هي الأطراف المشاركة في الفبركة؟

4- هل هذه الرسالة التأطيرية تساهم في تنفيذ ما خطط له البرنامج الاستعجالي لجيل مدرسة النجاح؟ أم تحمل تعليمات لنهب المنح الدراسية وتقليصها بحجج لا هي بحجج؟

5- هل اعتمدتم على دراسة ميدانية؟أم قرارات مكتبية؟

6 – هل الرسالة التأطيرية مرجعية يستند عليها لتقليص الميزانية؟أم مجرد حصان ركبه من لا يعرف ركوب الحصان؟ ان مقرر السنة الدراسية , ينص على انطلاق السنة الدراسية في ثاني أربعاء من شهر شتنبر.فقد يكون هو الثامن من شتنبر ,مما يعني أن التلميذ من المفروض أن يتمدرس لمدة 115 يوما ( 23 يوما في شتنبر- 31 يوما في أكتوبر- 30 يوما في نونبر- 31 يوما في دجنبر) لو حذفنا أيام العطل المتتالية ,والتي لا تتعدى 10 أيام متتالية ,على اعتبار ان العطلة التي تقل عن ثلاثة أيام لا يحق للمؤسسة إغلاق الداخلية ,ستصبح أيام الدراسة الفعلية 105 يوما.فإذا كنا نحارب الهدر المدرسي فعلينا ان ننطلق من هذا المنطلق,وليس من حسابات ضيقة,ومع التتبع يمكن الوقوف على أي خلل يقع في مؤسسة ما. وما مذكرة الزمن المدرسي الا عربون على ذلك, أو من المفروض كذلك. ان وزارة التربية الوطنية تتلقى من وزارة المالية منحة الداخليين كاملة ,ويحاول البعض تأطيرها وتقليصها لأسباب مالية بعيدا عن البعد الاجتماعي والإنساني والتربوي.كما أن تبويبها في خانة مواد التغذية مجرد عملية متعلقة بالميزانية لا أكثر. تبقى المنحة من حق التلميذ يجوز أن تسلم له حتى نقدا,كما هو حال مراكز التكوين, فلا داعي للمراوغة للالتفاف على منح تحمل طابعا اجتماعيا ولمساعدة التلاميذ الفقراء. ان تقليص المنحة من 1260 درهما عن كل ثلاثة أشهر ,الى 980 درهما عن كل ثلاثة أشهر ,قد أدت الى تقليص التغذية بنسبة كبيرة ,الى درجة تقديم وجبات ب ( 50 غرام من اللحم- 65 غ من العدس- 80 غ من البطاطس- دجاجة لثمانية تلاميذ- …..) تصوروا تقديم كيلوغرام من العدس ل 15 تلميذ,وكلغ لحم ل20 تلميذ, وكلغ بطاطس ل12 تلميذ- و10 ملعقات من الطعام لكل تلميذ) .تصوروا, يا وضعوا الاقتراحات لو كان ابنكم داخليا. أكنتم تنامون وهو جائع؟ أم تقدمون له وجبات خاصة؟ اسمحوا لي ,الجواب بسيط,أولادكم لا داخليون ولا خارجيون,إنما يدرسون خارج البلاد ,أو في معاهد خاصة غير مسموح بها لعامة العباد. ان مقترح السيد مدير الأكاديمية بتشكيل لجنة ,حاول توجيهها مسبقا باختيار بعض الأسماء,لتقديم وصايا سيقدمها الى السيدة وزيرة التعليم المدرسي عند انعقاد المجلس الإداري , إنما هي عملية تمويه لا غير .

فقد قدم المدير السابق نفس المقترح وبنفس الأسلوب …دون نتيجة تذكر. أكثر من ذلك فان السيدة وزيرة التعليم المدرسي صرحت مرارا بقيمة المنحة.فماذا سيقدمون لها؟أليس العملية فبركة جهوية لا أكثر؟ ,وتزكية من مديرية الميزانية لا غير.الأيام ستثبت الصحة من العتاب…. ان الداخليات وبعد تقليص المنحة ,أصبحت تقدم وجبات متواضعة لا تسمن ولا تغني من جوع. التلاميذ جائعون ,والمسيرون حائرون,والمسئولون غير واعون.