Home»Débats»أيهما المؤهل للحكم على سلوك الآخر خطيب الجمعة أم مسؤول الداخلية ؟

أيهما المؤهل للحكم على سلوك الآخر خطيب الجمعة أم مسؤول الداخلية ؟

0
Shares
PinterestGoogle+
 

بعد إنهائي خطبة الجمعة لهذا اليوم بمسجد عمر بن الخطاب بحي البام بسيدي يحيى فوجئت بعون سلطة ومرافق له يحملان مطبوعا ويرغبان في تعبئته ، ويتعلق الأمر ببطاقة معلومات حول الاسم والنسب ، وتاريخ ومكان الازدياد والمهنة ، ورقم البطاقة الوطنية ، ورقم الجواز ، والشواهد العلمية ، والحالة العائلية ، والحالة المادية والاجتماعية ، والانتماء السياسي ، والسوابق العدلية ، ثم السلوك . وقد أمددت عون السلطة بما أراد من معلومات بخط يدي ، فلما بلغت خانة السلوك سألته عن المطلوب فارتبك ثم قال إن تعبئة هذه الخانة هي من اختصاص السلطة ، فقلت وهل يمكن للسلطة أن تحكم على سلوك الخطيب ؟ قال حاشا معاذ الله ، فقلت لماذا إذن هذه الخانة ؟ وأيهما المؤهل للحكم على سلوك الآخر خطيب الجمعة أم مسؤول وزارة الداخلية ؟ من المعلوم أن مثل هذه المعلومات قد أخذت مرارا وتكرارا ولست أدري هل الدافع من وراء البحث عنها تعيين مسؤول جديد لا يتوفر عليها أو يشك فيما تركه له سلفه أم أن السلطة تريد شيئا آخر ؟ ولو أن المسؤول في الداخلية قصد مندوبية وزارة الأوقاف أو المجلس العلمي المحلي لوجد ما يغنيه عن بحث عون السلطة ، ولكن مسؤول الداخلية لا تفوته فرصة لإظهار التحكم في رقاب العباد ، وكل الناس عنده لا يساوون شيئا أمام قيمته ، فهو وحده صاحب الوطنية الخالصة وما سواه عبارة عن خونة مقنعين ، وهو وحده صاحب الولاء للوطن وغيره لا ولاء لهم ،وهو وحده النزيه النظيف وما سواه ملطخ وقذر ، وهو وحده الغيور على سلامة وأمن الوطن وغيره مصدر تهديد لأمن الوطن ….

بهذه العقلية يعيش بيننا بعض مسؤولو السلطة في وزارة الداخلية وليس كلهم . أليس تخصيص ورقة المعلومات بخانة للحكم على سلوك خطيب الجمعة يحمل في طياته التشكيك في سلوك من يعلم الناس السلوك على منبر الجمعة ؟ ولنفرض جدلا ولا قدر الله أن المسؤول في الداخلية إنسان يعاقر الخمر ويمارس الفجور ، ويرتشي أيكون حكمه على سلوك خطيب الجمعة لصالح هذا الخطيب وهو الذي يدين الخمر والفجور والرشوة في خطبه ؟ وإذا كان الحكم على سلوك الخطيب كما قال عون السلطة : حاشا الخطيب أن يكون سيء السلوك فما هو الداعي إلى هذه الخانة ؟ والحالة أنه لا يمكن أن يضطلع بهذه المهمة إلا من كان حسن السلوك وإلا فالجهة المسؤولة عن الشأن الديني معنية قبل غيرها بمنعه من القيام بهذه المهمة مع وجود ما يقدح في سلوكه . وهل السلوك الذي تريده استمارة الداخلية هو المقصود بالسلوك المتعارف عليه أم أن ما تقصده الداخلية بالسلوك هو أمر آخر لأن القيم عند الداخلية تقاس بمقياس غير المقياس الذي تقيس به الأمة الأخلاق ؟.

فمن يدري قد يكون قول الحق فوق المنبر سوء خلق بالنسبة للداخلية كما تروي بعض الحكايات ولنقل مجرد نكتة حتى لا يصدق الخبر عن رجل متدين كان ملاحقا من طرف جهة ترصده ، فلما أعياه الرصد في المساجد يمم صوب خمارة فكتب الراصدون في تقريرهم عنه لقد عاد الرجل إلى رشده وكانوا كلما ارتاد المساجد قالوا إن الرجل مشبوه التصرفات فالقضية ههنا قضية اختلاف في فهم السلوك . أعتقد أن الأمة التي لا يحترم فيها خطيب الجمعة أمة لا تحترم دينها ، وأن الجهة المسؤولة التي قد تغض الطرف عن أماكن الفساد من خمارات وماخورات ودور القمار وغيرها وعن سلوك المفسدين ، وترصد المساجد ، وترصد سلوك خطباء الجمعة جهة لا تقدر دينها ولا وطنها ولا سلامة ولا أمن وطنها وإن ادعت عكس ذلك .

فلن يجد مسؤولو السلطة خطيبا في خمارة ولا في ماخور ، ولا في دار قمار ، ولن يصعد المنبر سكرانا ، ولن يمد يده إلى رشوة ، لهذا فلا داعي لخانة السلوك لأن تزكية المجالس العلمية للخطباء هي شهادة شرعية ومتخصصة لا ترقى إليها شهادة غيرهم لأن في المجالس العلمية علماء عدول لا يوجد أصح من شهادتهم .

فإذا كان ما وقع من عون السلطة خطأ وسوء تصرف فهو معذور أما إذا كان الأمر غير ذلك فهذا استفزاز واضح لخطباء الجمعة لا مبرر له إلا أن يكون المسؤول عنه يريد التنفيس عن مكبوت التسلط الذي عفا عنه الزمن في أمة قد خلت لها ما كسبت . إننا نطمح ونطمع في مجتمع يحترم دينه ويحترم من يقوم بأمر هذا الدين ، ولا نريد مجتمعا تنعدم فيه الثقة بين من أوكل إليهم الشأن الديني والذين أوكل إليهم الشأن الأمني . فخطباء الجمعة يسهرون على الأمن الروحي للمواطنين كما يسهر رجال السلطة على الأمن المادي لهؤلاء المواطنين عند قوم يعلمون . وأما سلوك الخطباء فقد حدده خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله عندما مدحه المادحون : اللهم اجعلني خيرا مما يظنون واغفر لي ما لا يعلمون .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

4 Comments

  1. Isly
    26/06/2010 at 21:03

    Cela fait quelques années déjà que je lis avec intérêt les articles de l’auteur.Mais je n’ai jamais pu deviner qu’il était fqih et encore moins prêcheur., mais plutôt un instituteur de religion musulame et voilà que je découvre qu’il est imam. Ma foi,ce désagrément avec les agents de la sûrete ne m’étonne guère. A en juger par la manière virulente et la haine qui se dégage de ses articles sans nuances les embêtements avec les autorités étaient prévisibles, bien que dans un état qui se dit démocratique, de tels harrassements, même d’un imam rigoriste comme notre auteur, ne devraient pas avoir lieu.
    Isly

  2. متتبع
    26/06/2010 at 22:41

    الخطباء و العلماء غير معصومين و طالماان الاستاذ الشركي معين من طرف الوزارة الوصيةعلى الشان الديني و المجلس العلمي للقيام بمهام الخطيب بالمسجد المذكور فهي في اعتقادي الجهات التي يجب استفسارها في هذه النازلة وهذه الجهات هي بدورها مطالبة باستفسار مصالح الداخلية التي اقدمت على هذا التصرف

  3. عبد الله
    28/06/2010 at 00:28

    ان هذا التصرف الذي حدث بالمسجد المذكور هو اجراء روتيني يتم في مختلف المساجد .ولكن السيد شركي دائما يجعل من الحبة قبة

  4. متتبع
    28/06/2010 at 00:29

    مهمة الخطيب ارشاد الناس لا الحكم على سلوكهم و مهمة المسؤول في الداخلية السهر على امن الناس و ادا احتاج الى معلومات لها علاقة بمهامه الامنية يمكنه الحصول عليها بطرق شرعيةو قانونية بدون استفزاز للناس

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.