Home»Débats»تخريب الممتلكات العامة سلوك الفاشلين ودأب العاجزين وهو خيانة عظمى

تخريب الممتلكات العامة سلوك الفاشلين ودأب العاجزين وهو خيانة عظمى

0
Shares
PinterestGoogle+
 

أثار انتباهي المقال الذي تفضل الأستاذ المحترم مدير جريدة وجدة سيتي السيد الحوسين قدروي بنشره في خانة الموضوعات المطروحة للنقاش على هذا الموقع الرائد الذي هو بمثابة الضمير الحي للجهة الشرقية ولمدينة وجدة نظرا للخدمات الجليلة التي يقدمها للساكنة من خلال المقالات الهادفة التي تتناول مختلف قضايا الجهة والمدينة في مختلف الميادين الدينية و السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية والثقافية ، وكل ما يهم الوطن والجهة والمدينة والوطن العربي والإسلامي بمساهمة أقلام متميزة نعتز بانتمائها للجهة والمدينة .

والقضية التي أثارها السيد مدير الجريدة الإلكترونية ذات أهمية بالغة ذلك أن سلوك التخريب الذي يطال الممتلكات العامة أصبح ظاهرة تلاحظ في شتى الأماكن كما نقلت ذلك عدسة الموقع نماذج من ذلك، وكما يشهد بذاك الواقع اليومي. وهذا السلوك لا يمكن إلا أن يحسب على باقي السلوكات العدوانية والإجرامية التي تشكو منها الجهة والمدينة. وليس من الصعب تحديد هوية أصحاب هذه السلوكات المشينة ، ذلك أن المدينة والجهة تعج بفلول الشباب الفاشل في دراسته والمنقطع عن الدراسة ، والفاشل في تعويض الحياة الدراسية بحياة الشغل ذلك أن طول المدة التي قضاها في دراسة متعثرة ودون نتيجة شغلته عن اكتساب مهارات الشغل المختلفة بل جعلته متعاليا على كل الحرف والأشغال فتحول إلى طاقة معطلة لا تجيد إلا التسكع في الشوارع ليل نهار ، والتفكير في الكسب المجاني من خلال احتراف الجريمة خصوصا السطو والاعتداء من أجل توفير ما يحتاجه من حاجيات خاصة مواد التخدير التي يلجأ إليها لتجاوز عقدة الفشل التي تلاحقه .

لقد عاينت بأم عيني عصابات من شباب في مقتبل العمر تجوب الشوارع المحاذية لبعض المؤسسات التربوية مثل إعدادية الوحدة وثانوية زينب النفزاوية وإعدادية المسيرة وباقي المؤسسات ، شباب لا يتجاوز العقد الثاني من العمر يمشون زرافات ويتحرشون بالتلميذات بكل وقاحة ويعترضون سبلهن بالإهانات والشتائم ، والويل لمن أنكر عليهم عدوانهم . وقد صدمت وأنا أعاين اعتراضهم سبيل أحد التلاميذ في حوالي السادسة عشر من عمره يحمل محفظته على كتفه ، وهم لا يكبرونه إلا بسنوات قليلة ويضع أحدهم سكينا في بطنه ، ويقومون بتفتيش جيوبه وهو في حالة يرثى لها من الخوف ، وحامل السكين لا يتجاوز عمره العشرين سنة وعلى وجهه آثار جرح مما يعني أنه سبق له ممارسة العنف باستعمال السلاح الأبيض على طريقة كبار المجرمين. وصدمت وأنا أرى المارة من الرجال يمرون بالضحية دون نجدته وهو يستنجد بهم وقد انهالوا عليه بالضرب بعد إفراغ ما كان في جيبه.
إن هذه العينة من الشباب المحترف لجرائم السطو واعتراض السابلة، والتحرش لست سوى شريحة التلاميذ الفاشلين الذين انقطعوا عن الدراسة وظلوا بجوار مؤسساتهم لا يفارقونها ولكن ليس شوقا للعودة إليها بل للانتقام ممن يرتادونها.

إن ما يلحق المواطنين من اعتداء خصوصا العنصر النسوي على يد عصابات الشباب الفاشل حيث تحصل عشرات السرقات يوميا للحقائب اليدوية والهواتف الخلوية من خلال التهديد بالأسلحة البيضاء ، وأحيانا باستعمال الكلاب الشرسة يلحق بالممتلكات العامة من هواتف وأشجار وواجهات وعلامات وإشارات مرور وحدائق عمومية ….. ولا تنجو الممتلكات الخاصة من التخريب خصوصا السيارات، وواجهات بعض المنازل وحدائقها.
ولقد كان من المفروض والمدينة عبارة عن مقاطعات على رأسها مسؤولون وأعوان سلطة يعرفون كل دقيقة وجليلة عن الساكنة الموجودة في مقاطعاتهم أن يرصدوا عينات الشباب المتسرب من المؤسسات التربوية والذي لا يزاول مهام وتتبع تحركاته لمحاصرة عمليات الاعتداء التي يقوم بها ضد المواطنين والمرافق العامة. وقد يكون من الضروري توفير الأعداد الكافية من شرطة الأخلاق في مختلف شوارع وأحياء المدينة لحراسة المواطنين والمرافق العامة.

ولقد بلغني ممن زار بعض المدن الأمريكية أنه بمجرد دخول الغرباء هذه المدن تبدأ عملية رصد تحركاتهم لأن تحركات سكان المدن معروفة من خلال عملية رصد دقيقة ومنظمة ومستمرة . ولهذا لا يمكن أن تكون المقاربات الأمنية ظرفية لا تحصل إلا بطلب من المواطنين بعد وقوع الاعتداءات . ولا يمكن أن تكون القلة القليلة من رجال الأمن مشغولة فقط بمطاردة الباعة المتجولين وكأن المدينة بكل خير لا يقلق راحتها إلا الباعة المتجولون مع أنهم لا يشكلون خطرا على المواطنين والممتلكات العامة كما هو حال العصابات المتسكعة التي لا شغل لها .
ولعل التفكير في صيانة الممتلكات العامة بشكل دائم وفعال أولى من إنجازها، فما قيمة أشجار أو أزهار تغرس إذا كانت ستصير عرضة للضياع ؟ وما قيمة كراسي توضع في حدائق عمومية إذا كانت ستكسر ؟ وما قيمة أي مرفق لا تضمن حراسته وصيانته باستمرار ؟
وهل استطاعت السلطات في الجهة رصد أعداد المنقطعين عن الدراسة بسبب الفشل الدراسي والعاطلين الذين يعتبرون الفئات المؤهلة لممارسة للتخريب بكل أنواعه ؟ ولماذا اختفى التجنيد الإجباري الذي كان يساهم في إعادة تربية من فشلت المؤسسات التربوية في تربيتهم ؟ ولماذا لا يكون التكوين المهني الجاد والفعال في المعسكرات مصاحبا لفترات التجنيد الإجباري ؟
ولماذا تغيب القوانين الصارمة المعاقبة للتخريب ؟ ولماذا لا يلحق التخريب بما يسمى الإرهاب ويحارب بنفس الصرامة والجدية ؟
ولماذا لا تتولى المؤسسات الدينية والتربوية ، ومؤسسات وجمعيات المجتمع المدني المساعدة على حماية المواطنين والممتلكات العامة من خلال حملات التوعية الدينية والتربوية والاجتماعية ، وحملات إعادة صيانة ما تم تخريبه مع توفير الحماية له ؟
إن قاطرة التنمية لا يمكن أن تسير إذا كانت قاطرة التخريب تتعقبها وتتهدد مشاريعها وهي الشغل الشاغل لعاهل البلاد الذي يقطع الوطن طولا وعرضا طيلة السنة ومنذ تربعه على العرش لإقامة المشاريع التنموية الواعدة .
إن الاعتداء على الممتلكات العامة هو خيانة عظمى لا بد أن يلقى أصحابها جزاءهم الكامل ليكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه المساس بالوطن ماديا ومعنويا.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. aziz
    25/03/2009 at 13:51

    avant tous je remerie le staff deoujda city
    comme citoyen etranger d origine oujdi
    je suis d accord sur la situation dont notre ville vie actuellement et presque tous connais lasituation le probleme c est comment resoudre et de trouver les solutions les plus efficaces pour maitenire ce genre de maladies qui se propagent comme un cancer dangereux dont ces effets sont enorm sur notre vie quotidieen
    la soeure andaloussi et les seures et freres qui participent au comentaires de ce sujet pouvons nous au moin donner dessolutions impecaables pour que nous puisson se sauver ensembles de ce danger
    je peux citer de ma part un exemple tres simple ===suivre dans la2emme intervention====

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.