Home»Débats»تخريب الممتلكات العمومية سرطان يهدد عملية التنمية

تخريب الممتلكات العمومية سرطان يهدد عملية التنمية

0
Shares
PinterestGoogle+
 

يقول الشاعر:
متى يبلغ البنيان يوما تمامه … إذا كنت تبني وغيرك يهدم 

يلاحظ أي إنسان  يقوم بجولة عبر مختلف المشاريع التي تم انجازها
أخيرا بمدينة وجدة او بالسعيدية  ان   أيادي التخريب  تعمل جاهدة   ـ كتسعة رهط  يفسدون في الارض ولا
يصلحون ـ على تخريب كل المنجزات والمشاريع التي شملت تهيئة العديد من المجالات
بمدينة وجدة او السعيدية ، فعلى سبيل المثال  ذهل زوار المحطة السياحية بالسعيدية   يوم الأحد الماضي بتحطيم  عدد من الأشجار التي  غرست  بالطريق المزدوج ـ المداري بالمحطة السياحية   ، والتي اضفت جمالية رائعة على هذه الطريق ،
وهو الشيء الذي استنكره   كل المارين   وهم  يرون  عددا من الاشجار ممددة بوسط
الطريق وقد تم تحطيمها بشكل متعمد  يعبر عن
عدوانية فضيعة تجاه عملية التأهيل و التنمية التي تعرفها الجوهرة الزرقاء ،
والغريب في الامر ان عملية تخريب هذه الاشجار  وقع بالقرب من النقطة التي  ينصب  فيها رجال الدرك كل يوم أحد
حاجزهم و كاميراتهم لتصيد السيارات التي تتجاوز سرعتها  الستين في طريق مزدوج يكاد يكون فارغا الا من
بعض الزوار الاسبوعيين لمدينة السعيدية او  رأس الماء  . شيء واحد لم ترقبه
كاميراتهم وهو الايادي التي امتدت الى تخريب هذه  الأشجار وهو الشيء الذي يطرح عدة نقط استفهام تتعلق بما هي الجهة التي
ينبغي عليها حماية الممتلكات العمومية من  ايادي التخريب ؟ سؤال يبقى بدون جواب طالما ان كل جهة قد تعتبر نفسها غير
مسؤولة  وان  وظيفتها لا تخول لها ذلك لأنه لا يدخل في مجال
اختصاصاتها …

كما  يلاحظ ايضا بمدينة وجدة تخريب العديد من
الاشارات الضوئية التي  وضعت أخيرا بمدينة
وجدة ، بالاضافة الى عدم احترام المساحات الخضراء  الجديدة  والتي تزين  العديد من الساحات التي تمت تهيئتها  اخيرا حيث يلاحظ ان الراجلين يمشون على العشب
بدلا من السير بالممرات الخاصة  ، وفي ذات
الوقت علمنا ان حوالي  24 فسيلة   تمت سرقتها من مختلف المناطق الخضراء بمدينة
وجدة ويبلغ ثمن الفسيلة الواحدة 1000 درهم ، مما يعني ان  عملية السرقة تتم  من طرف  محترفين يعرفون جيدا اثمنة  الاشجار
والنباتات المغروسة بمختلف  الشوارع
والساحات …

اما  عملية التخريب التي تتعرض لها المؤسسات
التعليمية من طرف التلاميذ فحدث ولا حرج ، حيث يلاحظ  ان التجهيزات التي يتم تخريبها من طرف التلاميذ
يوميا تشكل عبئا ماديا ثقيلا سواء بالنسبة لجمعية الاباء او بالنسبة للدولة ،
فتصور كيف ان المصابيح الكهربائية يتم تكسيرها  كاملة بعد ساعات فقط من استبدالها ،وكيف يتم يوميا تكسير  العديد من المقاعد وتخريب السبورات ، وأفضع من
كل هذا تزايد  السلوكات اللاتربوية
واللاأخلاقية التي اصبحت  تطبع  تصرفات التلاميذ مثل  التبول او التغوط داخل الفصول ، او استخدام روائح
كيماوية كريهة داخل الفصل قبل دخول الاستاذ ، يحدث هذا في ظل غياب الصرامة
القانونية  خصوصا وان التلاميذ يدركون كيف
ان العديد من المذكرات الوزارية  الصادرة
خلال السنوات الأخيرة تصب في اتجاه منح المزيد من الحرية المطلقة للتلاميذ  مقابل تقييد تصرفات الأساتذة والاداريين  ، حتى ان المذكرات الوزارية  اصبحت تدلل التلاميذ  بشكل مبالغ فيه الشيء الذي انعكس سلبا على
عملية التحصيل والمردودية  ، بل كانت نتيجة
هذه المذكرات انتشار العنف المدرسي  بكل
انواعه  وأشكاله داخل وخارج المؤسسات
التعليمية .

ان التخريب
الذي يطال  مختلف المرافق العمومية يعكس من
جهة عدوانية المخرب  ، ومن جهة اخرى يعبر التخريب  عن ضعف الحس الوطني وغياب قوانين زجرية  صارمة في حق كل من ثبت  متلبسا في تخريب الممتلكات … فلقد تحدث  لي أحد الآصدقاء عن حادثة وقعت لأحد المغاربة
في بعض شوارع دولة من دول شرق اسيا  انه
كان يدخن بالشارع  وبعد الانتهاء ألقى بما
تبقى من سيجارته على الأرض ، وما كانت الا لحظة الا والبوليس يمسك به  ويقوده الى مخفر الشرطة حيث ادى ذعيرة 100
دولار جراء القاء  بقايا سيجارته بالشارع
العام … فمتى نبلغ هذا المستوى  من  النظافة العقلية والجسدية خصوصا ونحن امة
الاسلام امة النظافة

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

9 Comments

  1. رجل تعليم
    23/03/2009 at 00:03

    ارجو من السيد قدوري ان يتسع صدره لهذا التعليق و لايعتبره في نفس الوقت دفاعا عن ما سماهم المخربين.
    ان المخربين في منظورك هم فقط هؤلاء التلاميذ في المدارس او « المواطنين و لكن المخربين بالفعل هم اولائك الذين أكلوا حقوق الشعب و لم بجدوا رادعا يردعهم. وكما أعجبني افتتاح مقالكم ببيت شعري ، اريد ان ادرج بيتا اخر: ان كان صاحب البيت للدف ضاربا (مفسدا)
    فشيمة اهل البيت الرقص و الزمر (الفساد)
    مع احترامي

  2. مواطن غيور
    23/03/2009 at 00:04

    إن وضع حارس في كل نقطة من مدننا لن يجدي في شيء لأننا لن نحافظ على كل هذه المنجزات إلا إذا كنا نحن كلنا حراس فيكفي من اللامبالاة إن كل مواطن معني بحراسة وطنه ومدينته لقد كنت مرة جالسا في مقهى أمام ثكنة رجال المطافئ فرأيت أطفالا يتسلقون ويخربون مكانا خاصا براكبي الحافلات فتركت قهوتي وجريت لأمنع هؤلاء الأطفال وقبل أن أصل رمقت شرطيا وفردا من القوات المساعدة مارين بالقرب ففرحت وقلت الآن سيحل المشكل بتفريق هؤلاء الأطفال وتأنيبهم لكن لا شيء من هذا حصل بل واصلا سيرهما واكتفيا بالنظر إلى هذا الجمع من الأطفال فما دام كل واحد منا لا يعتبر هذه المنجزات ملكا له فسيقع ما يقع الآن لأن هذه المعالم ليست خاصة بل هي ملكنا جميعا وعلينا حراستها مع الشروع في القيام بحملات توعية مصاحبة بالزجر لكل المخربين لأنه بدون زجر لن يرتدع كل هؤلاء المخربين وحتى لا نضر هؤلاء المخربين خاصة إذا كانوا أطفالا أقترح بأن يوضعوا في أماكن خاصة لا يخرجون منها لمدة معينة ويقومون بغرس الأشجار ورعايتها وكل الأعمال التي تأهلهم لحياة يسود فيها النظام لن نيأس وبالعزيمة والإرادة سنبني هذا الوطن فلا لخطاب التيئيس والإحباط الذي يريد البعض إدخاله في أدهان ابنائنا ونعم للعمل والصير والمثابرة يجب أن نثق في وطننا وأبنائه ورجالاته وأن نعمل ليل نهار كل منا من زاويته رغم وجود المخربين والخونة فإلى الأمام والله المعين

  3. شهرزاد الأندلسي
    23/03/2009 at 19:03

    كل الشكر والتقدير للأستاذ الفاضل السيد الحوسين قدوري على وطنيته المخلصة غيرته الصادقة
    وعلى خدمة وطنه وجهته ومدينته بالكلمة البانية الشجاعة
    إن عقلية التخريب هي سلوك مرضي يلازم الفاشلين الذين يريدون تعبيق فشلهم على شماعات الغير. فبمجرد أن يتوجه النقد إلى سلوك غير سوي يحاول البعض تبريره بإلقاء المسؤولية على المسؤولين ولو كانت المسؤولية بأيدي هؤلاء لوقفوا عاجزين أمام عقلية التخريب وعقلية الانتقام من مكتسبات الوطن المادية والمعنوية
    شكرا مرة أخرى للأستاذ قدوري على محهوداته الرائدة

  4. oujdia
    23/03/2009 at 19:03

    tout ca cest a cause de la mauvaise education des parents .l’ ecole a ca pars aussi.

  5. oum ayman
    23/03/2009 at 19:05

    Salam alaykoum, pour répondre à « rajoul ta3lim », je pense que le problème chez nous oujdis est justement le fait de toujours en vouloir aux autorités ! quand elles ne font rien on les accuse, et quand elle commancent à faire quelque chose on détruit et on dit que de toute façon c’est de leur faute . soubhanallah comment voulez vous qu’on avance dans ces conditions là ? « lan youghayira allahou 7ala 9awmin 7atta youghayirou ma bi anfousihim » ça résume tout. 7anaya mamrabyinch il faut le dire, o ma7edna mamrabyinch ghadi neb9aw dima lor. allah yahdina kamline ila tari9 al mousta9im

  6. أستاذ متفائل
    23/03/2009 at 22:44

    أحمد الله أن هذا رأيك وحدك وليس رأي كل رجال التعليم لأن هذه النبرة التي تتحدث بها
    هي نبرة حقد وتشفي وكأنك تبرر عملية التخريب أتساءل كيف نأمن على أبنائنا وأنت تنفخ فيهم سمك حقا هناك بعض المسؤولين لا يخافون الله ولكن هناك آخرون يعملون بكل جد ومثابرة وإخلاص فلا تعمم وابدأ بإصلاح محيطك واحترم القوانين واجتهد في مؤسستك وساعد الأطفال والتلاميذ من اجل رفع درجة حماسهم وحبهم للوطن ولا تكن متشائما .إن أي إصلاح يا سيدي الفاضل سيتعطل بوجود أمثالك فأرجو من الله أن تنقرض وينقرض أمثالك بيأسهم وحقدهم أما أبناؤنا الأعزاء فأقول لهم إلى الأمام لبناء هذا الوطن والله معنا في مبتغانا
    ردا على الأستاذ

  7. aziz badr addin
    24/03/2009 at 12:53

    IKHWAANI ALLAH YAHDIKOM ALAA MAA YAJRI F LABLAAD MAN TAKHRIB MINA ALMOWAATININ WA LAYSSA MINA ALMASSOOLIIN ANA 3AAYACH F EUROPA
    WA 3RAFT ALHAKIIKA ANNA AHNA ACHAA3B IKHASSNAA NATTAKIW ALLAH F BLAADNA O RADI NAHKI LKOMM AKTHIIR MINA ALRAFLAT ALLI AHANAA 3AYCHIN FIHAA MINNA ACHA3BWA LAYSSA LE GOUVERNEMENT

  8. AZIZ BADR ADDIN
    24/03/2009 at 12:54

    MIN HOLLANDA OHAYIKOM KOLLOKOM
    IKHWAANI FI ATTA3LIM WA ALMOWAATININ
    DIROU YAAD ALMAHABBA FI GLOBKOM WA TFAKROO BI ALIJAABIYAAT AKTHR 3IWAD ASSILBYAAT
    RAH BLAADNAA ZINAA O MA3RFNAACH KIMATHA BAZZF
    AZIZ AMSTERDAM NL

  9. Oujdi perseverant
    24/03/2009 at 12:56

    J’apprécie les commentaires de chacun des intervenants… et je souhaiterais rajouter à cela que note ville d’Oujda a connu ces derniers temps une évolution remarquable et rapide dans divers domaines; et pour sentir cette évolution et ce changement, je propose à ceux qui se plaignent de notre ville de faire un benchmarking (comparatif) d’Oujda avec une autre ville à son niveau, et vous verrai que même les grandes villes n’ont pas ce que Oujda possède aujourd’hui (Hamdou li ALLAH)… Soyons optimistes et bosseurs et notre cher ville avec ses habitants sérieux et rigoureux verront Incha ALLAH Houda ALLAH wa Nouraho.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.