Home»Débats»حراك الشعب الجزائري الأصيل يخيب آمال الأنظمة العربية الفاسدة

حراك الشعب الجزائري الأصيل يخيب آمال الأنظمة العربية الفاسدة

0
Shares
PinterestGoogle+

جاء حراك الشعب الجزائري الأصيل ليخيب آمال الأنظمة العربية الفاسدة التي ظنت أنها قد أجهزت على ثورات الربيع العربي وأخمدت جذوتها

محمد شركي

كان الشعب الجزائري الذي ضرب أروع الأمثلة في مقاومة الاحتلال الفرنسي مقدما أكبر التضحيات من أجل انتزاع حريته  واستقلاله  هو السبّاق إلى قدح شرارة ثورات الربيع العربي في الخامس من أكتوبر سنة 1988 قبل اندلاع حراك وثورات الربيع العربي التي كانت أواخر  سنة 2010 وبداية 2011 سنة  بأكثر من عقدين من السنين . ولقد أقدم جنرالات فرنسا على الإجهاز على مكتسبات انتفاضة أكتوبر عن طريق انقلاب عسكري من تخطيط فرنسا سنة 1994 أعقبه ما يسمى بالعشرية الدموية التي سقط فيها آلاف الضحايا على يد الجيش الجزائري كما كشفت  يومئذ عن ذلك الشهادات الحية للشعب الجزائري المكلوم ، وكما كشفت عن ذلك أيضا مصادر أخرى أثبتت تورط فرنسا ومن يسمون جنرالاتها في المذبحة الرهيبة التي ارتكبت في حق الشعب الجزائري لأنه اختار الديمقراطية بديلا عن الحكم الشمولي  الفاسد .

ولما اندلعت ثورات الربيع العربي أواخر سنة  2010 وبداية سنة  2011 ضد الأنظمة الفاسدة ،سارعت فلول تلك الأنظمة إلى اعتماد أسلوب جنرالات فرنسا في الجزائر، فحدث الانقلاب العسكري الدموي في مصر على الشرعية والديمقراطية تماما كما حدث  في الجزائر سنة 1994 ، وعمدت فلول أخرى إلى إشاعة الفوضى في بلدان عربية أخرى لمنع تكرار تجربة  الجزائر ومصر ، ولا زالت هذه الفوضى قائمة ، وعمدت فلول أخرى إلى التشكيك في المسارات الديمقراطية وما نتج عنها ، وكان الهدف من وراء كل ذلك هو صرف الشعوب العربية عن التفكير في الرهان على الإسلام كحل لمشاكلها  وكخلاص من الأنظمة الفاسدة. ولقد صرفت أنظمة خليجية أموالا طائلة ولا زالت كي تحول دون فكرة الرهان على الإسلام في أي بلد عربي ، وهي بذلك إنما تخدم أجندة غربية مقابل بقائها ومخافة زوالها كما زال غيرها ، علما بأن الغرب إنما نحا ذلك النحو من أجل تمرير ما بات يسمى بصفقة القرن ،وهي الصفقة التي يراد بموجبها تسليم فلسطين للكيان الصهيوني المحتل ، والتمكين له في منطقة الشرق الأوسط  التي ينهب ويستنزف الغرب خيراتها ومقدراتها خصوصا من النفط .

ويأتي اليوم حراك الشعب الجزائري ،وهو رائد كل الشعوب العربية ليخيب آمال فلول الأنظمة العربية الفاسدة التي ظنت أنه بإمكانها الإجهاز على ثورات الربيع العربي ومكتسباتها . ومن المؤكد أن تلك الدول غربية فضلا عن الأنظمة العربية الفاسدة خصوصا  تلك التي أنفقت الأموال الطائلة لمنع نجاح تلك الثورات، باتت تخشى من نجاح هذا الحراك الجزائري الحالي مخافة أن تقتدي به باقي الشعوب العربية خصوصا تلك التي تم الإجهاز على حراكها نهايةسنة 2010 وبداية سنة 2011 . ولا شك أن الغرب وتلك الأنظمة سيبذلون قصارى جهودهم من أجل الإجهاز على هذا الحراك  الجزائري المبارك يشكل أو بآخر لا قدر الله . وهيهات أن يلدغ الشعب الجزائري المسلم  من جحر مرتين ، وهيهات أن يهدأ حراك باقي الشعوب العربية  المسلمة بعد نجاح حراك الشعب الجزائري، وهو قدوتها وإسوتها  في الثورة على الفساد السياسي أصل كل أنواع الفساد الأخرى ، وهيهات أن تنجح مرة أخرى فلول الأنظمة المنهارة في العودة من جديد بأقنعة كاذبة تحاول مخادعة الشعوب العربية من خلال محاولة تبني حراكها لركوبه وجني ثماره .

ولقد رفع الشعب الجزائري شعار إسقاط نظام أجهز من قبل على حراكه سنة 1988 وعلى إرادته سنة 1994 ،واغتصب السلطة فيه لعقدين من السنين ساخرا منه بالتحضير لانتخاب رئيس مشلول يتحرك على كرسي متحرك للمرة الخامسة. ولا شك أن أسلوب إطالة فترة حكم الانقلابيين المستبدين عن طريق تغيير قوانين الانتخابات قد أسقطه وأفشله  نهائيا حراك الشعب الجزائري ، وهو صفعة قوية لباقي المستبدين في البلاد العربية الذين يراهنون على هذا الأسلوب الفج الذي ولى وعفا عنه الزمن .

ومما كشفت عنه شعارات حراك الشعب الجزائري نضج وعيه بأن الوضعية السياسية التي فرضت عليه عسكريا هي سبب كل ما يعاني منه من مشاكل اقتصادية واجتماعية حيث نهبت ثرواته ومقدراته على يد عصابة من اللصوص الفاسدين المفسدين الذين يرتزقون بدماء الشهداء وبالثورة الجزائرية . ومن الشعارات  البارزة التي عكست هذا الوعي الكبير المطالبة بفك العزلة عن مشروع المغرب العربي الكبير من خلال تفكيك ما يسمى بالجمهورية  العربية الصحراوية الوهمية التي تركب كذريعة لمنع انطلاق هذا المشروع الذي سيقطع الطريق على أطماع  الغرب عموما وفرنسا على وجه الخصوص في منطقة الشمال الإفريقي .

ونأمل أن يسلك الشعب الجزائري الشقيق سبيل النجاة بحراكه المبارك نحو بر الأمان وأن يكون نجاح حراكه المبارك إن شاء الله تعالى بداية نجاح حراكات أخرى تظن فلول الأنظمة المنهارة أن جذوتها قد خمدت .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *