Home»Débats»أي وجه منتظر لمدينة وجدة عاصمة الشرق ؟؟؟

أي وجه منتظر لمدينة وجدة عاصمة الشرق ؟؟؟

1
Shares
PinterestGoogle+

عندما نقول وجدة عاصمة الشرق معنى هذا نعتبر المدينة ذات وضعية تليق بهذا الوصف ، لكن عندما تلامس الواقع نجد هوة سحيقة بين الوصف والواقع فبعض الشوارع والأزقة يمكن الرثاء على حالها من كثرة الحفر التي تنتشر على نطاق واسع بل في بعض المناطق يستحيل المرور معها عندما تتحول إلى برك من الماء تجعل السيارات تأخذ حصص من السباحة  كلما تساقطت الأمطار، وخير دليل ما يقع أمام إعدادية محمد مسكين حيث انمحت أثار الطريق وتحولت إلى عبارة عن طريق غير معبدة ما يضطر أصحاب المركبات إلى الانحراف تفاديا لتلك البرك والحفر العميقة … نفس الشيء بالنسبة للعديد من المناطق .

للأسف يأتي أبناء المهجر إلى وطنهم عساهم يأخذوا لحظات مع عائلاتهم ، سرعان ما تتعطل مركباتهم  فبعض الحفر التي تركوها في السنة الفارطة لا تزال تحتفظ بمكانها إن لم نقل أنها توسعت أكثر كما لو أن التاريخ متوقف بالمدينة ولا يوجد ما يغير ذلك الوجه البئيس لطرقاتنا ، أما عدم الاعتناء بصباغة  حدبات تقليص السرعة يكاد يؤدي إلى كوارث لغير العارفين بالمدينة .

السؤال الذي يفرض نفسه ألا توجد مصالح تابعة للبلدية أو جهات أخرى من اختصاصها مراقبة الطرق وإصلاحها ، الأمر يبدو غريبا عندما تمر سنوات على وضع ما دون أن يتغير كما لو انه لا توجد دولة أو بلدية من أدوارها معالجة شؤون المدينة ، أما المواطنون يتحملون هذا الوضع ويكتفون بقول  » لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم « 

 فإذا كان في أوربا يستحيل أن تجد حفرة ، فانه ببعض مدننا لا يمكنك ان تهرب من حفرة إلا لتسقط في أخرى … مغاربة المهجر الذين تعودوا على وضع من التنظيم المثالي يتحسرون على واقع بلدهم ، هناك حيث الطرقات تخضع لمراقبة يومية ولا يمكن التهاون في ابسط خلل ، فالطرقات تخضع للمراقبة عبر الأقمار الاصطناعية ، فهناك طرق وجدت في عهد هتلر لا تزال تحافظ على صلاحيتها إما حال الطرق باسبانيا التي عرفت تنميتها مؤخرا تفصلنا عنها ملايين السنين الضوئية وشتات بين التحولات والتغييرات التي تطرأ كل سنة وبين الجمود والرتابة التي يعرفها حال المغرب ، حتى أن العديد من المغاربة فضلوا السنة الفارطة قضاء عطلتهم بهذا الفضاء الأوروبي  ليس لان أوروبا أجمل ولكن فضلوا حيث توجد طرقات في المستوى وشواطئ نقية ومثالية وحيث كلفة الخدمات في المتناول وحيث التنظيم والحضارة والإحساس بالجدية والعمل ، وبالتالي فهم يستوعبون حجم الهوة التي تفصلنا عن أوروبا حتى ولو لم يكن بيننا وبينهم سوى 14 كلم … فحتى  » الحريك  » الذي أصبح ظاهرة يمثل هروبا ليس فقط من اجل لقمة العيش ولكن هناك ما هو أهم هو الشعور بقيمة الإنسان داخل المجتمع … كان يمكن على الأقل أن تكون الطرق في المجال الحضري تتميز بمواصفات في المستوى نظرا لحجم الحركية داخل المدينة ، والغريب أن  بعض الطرق يستحيل المرور معها لاحتلالها من طرف عربات تبيع الخضر والفواكه هذا إضافة إلى ضيق الطرق ورداءتها ، يمكن تفهم أوضاع شباب يعيش البطالة اضطر إلى امتهان  البذلة الصفراء التي تذر عليه دخلا يومي في غياب أي عمل قار ومحترم ، فما هم إلا ضحايا داخل وضع مختل حيث أسسوا لأنفسهم  » قطاعا عشوائيا  داخل الدولة ما دام  » كلها يلغى بلغاه  » وبالتالي  يمكن للفرد الذي يضطر للوقوف في أماكن متعددة لقضاء أغراض معينة أن يؤدي تلك الضريبة على كل وقوف ، هذا الموضوع الذي تناوله احد السياح الذين زاروا المغرب والتعليقات التي تبعته لم تحرك في الدولة أي شيء عندما يستهجن السياح واقع الفوضى الذي يعرفه البلد … فهل تعجز الدولة عن توفير الأدوات التقنية لفرض حالة من التنظيم ، ونعتقد أن الذين توفرت لهم الفرصة للسفر إلى ما وراء البحر  يعرفون ما معنى المدن الذكية وما معنى النظام وما معنى الحضارة وكيف يتم تدبير الكثير من الأمور بالبساطة والفعالية والمردودية …

وللأسف عندما نسمع المغرب يتحدث عن المدن الذكية فأي ذكاء هذا والمدن تعيش العشوائية والسيبة المتمثلة في هذه الفوضوية التي تضيع على الدولة أموالا طائلة بينما تنضاف على المواطن أعباء لا مبرر لها

فعلا يحتاج المغرب إلى رؤية تنموية جديدة مدعومة بترسانة من القوانين المصاحبة والمساعدة على التنمية للوصول إلى النتائج فلا يمكن أن تكون تنمية دون أن يوجد ما يضمن لها التحقق وفي ظل واقع التسيب واللامبالاة وغياب الحكامة ، وفي غياب الالتزام المشروط لا يمكن الوصول إلى النتائج مهما صرف من أموال ، فالمغرب يصرف أموالا طائلة  لكن مستوى النتائج ضئيل جدا لهذا تبدو بعض الأمور عبثية وتعاود نفسها دون أن يتحقق أي تطور .

ويفترض وجود آليات للمراقبة على المستوى البشري والمادي والقانوني لها ما يكفي من الصلاحيات  لمنع التسيب وان تكون مرتبطة بأعلى سلطة في البلاد ، فالاحتجاج الحاصل في بعض المناطق يرجع في بعض منه إلى الإهمال وغياب المراقبة الصارمة .

بعض البلدان الإفريقية التي كانت تعيش الاقتتال القبلي وتعيش الفوضى اليوم يصلنا وجه جديد لهذه البلدان وبدأت تتراءى تنمية جديدة ومتسارعة زيادة على الرغبة في محاربة الفساد والريع والبناء الديمقراطي الذي تصارع من اجله تلك الشعوب  ، وفعلا أصبح وجه جديد لتلك المدن والعواصم ، وكان أولى بالمغرب لما يتوفر له من إمكانات مادية وبشرية وقرب من أوروبا ، أن يقدم صورة جميلة تساعد على القبول على مستوى النمو وعلى مستوى البنية التحتية ، ولقد رأينا حجم الانبهار الذي عبر عنه المغاربة الذين زاروا روسيا أثناء تشجيعهم للفريق الوطني ، وربما كانت لهم تمثلات خاطئة عن هذه الدولة في العديد من المجالات وعلى رأس ذلك   البنية التحتية ، وعلى مستوى الإحساس بالأمن في الوقت الذي توجد فيه أزقة بمدننا محتلة من طرف أصحاب السيوف الطويلة والذين أصبحوا يخلدون معارك يومية كتلك التي كان يقوم بها عنترة بن شداد في زمن الجاهلية ، فيديوهاتها على اليوتوب لا تزيد إلا من تشويه المغرب الذي كان يطبعه الأمن والكرم ، وتنشر هالة من الرعب بالنسبة للسياح او المهاجرين الذين لا يترددون في زيارة بلدهم ،  ذلك التسيب يقدم حالة من  عدم الاطمئنان السياحي . وللأسف نلاحظ أن الاحتجاجات التي رافقت تغيير الساعة ، ليس رفضا للساعة في حد ذاتها وإنما لما يمكن أن يتعرض له المواطن من   » كريساج  » بحكم مواقيت الدخول والخروج التي تكون في وقت مظلم ما يطرح مشكلة الأمن بالبلاد ، إضافة إلى ظاهرة جديدة وطارئة احتلال بعض الأفارقة أمكنة بالمدن فشكلوا عصابات تفرض على المغاربة دفع إتاوات من اجل المرور !!!  كما لو أن المغاربة غرباء عن وطنهم …

عندما تتقدم الدول إلى الأمام ، يتراءى أن المغرب يغرق إلى الوراء والى الفوضى في مجالات متعددة ، وتتحول الحياة داخل البلد إلى جحيم من المعاناة مع الإدارة والخدمات و …. ، فمتى يمكن رؤية المغرب يسير بخطى ثابتة نحو التنمية الحقيقية والفاعلة والتحول نحول الأفضل  بفضل الحكامة والمسؤولية والالتزام والمحاسبة …

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *