Home»Débats»التظاهر حق مشروع لكن ينبغي احترام ضوابطه

التظاهر حق مشروع لكن ينبغي احترام ضوابطه

0
Shares
PinterestGoogle+
 

التظاهر حق مشروع لكن ينبغي احترام ضوابطه

محمد شركي

منذ العشرين من فبراير سنة 2011 والتظاهرات متوالية في المغرب  بوتيرة لا تنقطع كلما دعا إلى ذلك داع، بل صارت أمرا مألوفا وكأن يوم العشرين من فبراير لا زال مستمرا من خلال التظاهرات المختلفة والتي كان آخرها تظاهر المتعلمين بسبب رفضهم التوقيت الذي فرضته الحكومة الحالية وهو زيادة ساعة على توقيت غرينتش العالمي .

ومن المؤسف أن بعض تظاهرات المتعلمين تحولت إلى أعمال شغب واعتداء على الممتلكات كما  صورت وتداولت ذلك وسائل التواصل الاجتماعي ، حتى بلغ الأمر حد الدوس بالأقدام على العلم الوطني الذي هو رمز البلاد المقدس ، فضلا عن التعريض برئيس الحكومة من خلال سوق المتعلمين حمارا  بينهم وتشبيه به عن طريق شعارات مسيء لشخصه .

وإذا كان التظاهر تعبيرا حضاريا وحقا مشروعا لإيصال الأصوات إلى من يجب أن تصلهم ، فإنه محكوم بضوابط أولها الإشعار به لدى الجهات المعنية والمسؤولة عن سلامة المتظاهرين ،وسلامة عموم المواطنين ،وسلامة الممتلكات العامة والخاصة ، ثم التزام حدود اللياقة المطلوبة في الشعارات المرفوعة، وذلك بالإحجام عن السباب والقذف والعبارات البذيئة ، وعن أعمال الشغب والاعتداء على الأشخاص والممتلكات .

ومن المعلوم أن خروج المتعلمين كان عفويا ،ولا يمكن التشكيك في براءتهم إلا أن الذي أثار الانتباه هو خروج بعض التظاهرات عن حدود اللياقة ،الشيء الذي يثير الشكوك حول  إمكان وجود أياد خفية حاولت استغلال الناشئة المتعلمة البريئة لتمرير خطاب سياسوي حزبي يدخل ضمن تصفية الحسابات السياسوية والحزبية أو خطاب فوضوي  عبثي يهدف إلى بث الفوضى ، أو هما معا .

ومعلوم أن حركة 20 فبراير كانت حركة شبابية عبر من خلالها الشباب المغربي بشكل حضاري عن رغبتهم في التغيير من أجل عيش كريم إلا أن أحزابا سياسية ركبت حراكهم من أجل تحقيق مكاسب حزبية وسياسية ،الشيء الذي أخرج ذلك الحراك عن سياقه ومساره ، وصارت بعض الأحزاب السياسية تتهم بأنها أجهزت عليه بل تآمرت عليه واستغلته لتحقيق مكاسب .

ولا شك أن بعض الجهات تغتنم فرص اندلاع تظاهرات من أجل ركوبها لأغراض غير معلن عنها ، ولهذا لا بد لكل جهة تشرف على تظاهرة من التظاهرات أن تحرص على منع أي تسرب إليها من شأنه أن يغير مسارها وأهدافها .

وفي الأخير نأمل ألا  تفقد التظاهرات عندنا طابعها الحضاري والسلمي والأخلاقي حفاظا على سمعة وطننا بين الدول ، وحفاظا على سمعة المواطن المغربي الأصيل والمتحضر .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.