Home»Débats»جرادة : العيد وشيء من معاناة الناس …

جرادة : العيد وشيء من معاناة الناس …

1
Shares
PinterestGoogle+

الاكيد ان جرادة تعرف وضعا اقتصاديا حرجا ومقلقا وهو ما تسبب في حراك اجتماعي دام لعدة شهور ، وزادت اعتقالات الشباب من تازيم الوضع حيث ارتفعت الكلفة الاقتصادية على الاسر التي تضطر  اسبوعيا  الى القيام بزيارات للمعتقلين وقد زاد ابعاد بعضهم من معاناة الاسر التي تتخوف على ابنائها من ما اعترف به  بعضهم من ممارسات العنف النفسي والجسدي عليهم والتهجير العقابي الى سجون اخرى ما دفع بجمعيات حقوقية الى المطالبة بتحقيق حول تلك الاعترافات التي جهر بها معتقلون بالمحكمة امام القضاة …

وإذا كانت الكثير من الأسر لا تجد طعما للعيد في غياب أبناء بالسجون حيث كان الأمل في انفراج سياسي بعد خطاب العرش ولا يزال الأمل معقودا في ما يمكن ان يمتص الاحتقان الاجتماعي ويساهم في انفراج  والحال ان  اسر غير قادرة على توفير ثمن اضحية العيد وهي بالكاد تصارع التكلفة المعيشية بعد تعطل المورد الذي كانت تحققه ابار الموت رغم مخاطرها ومشقة الاشتغال بها ، الجو العام تطبعه الكآبة  ومسحة من الفقر الذي يعشعش في عمق المدينة … ويخوض السكان بين الفينة والأخرى إضرابات احتجاجية تضامنا مع عائلات المعتقلين فقد خفت حدة حراك الشارع ، وربما يعتبر البعض ان المقاطعة الشعبية تلقي بظلالها على سلوك الناس

شيئ يدعو الى التساؤل والحيرة فاسواق الغنم التي كانت تعرف رواجا كبيرا يمتد الى اسابيع قبل العيد ، ما لاحظه المواطنون انه لم تتبق الا ايام قليلة فقد ظل سوق الغنم خاوي الوفاض الا من بعض السماسرة القلائل الذين استغلوا هذه النذرة في العرض لفرض اثمان خيالية ، ومن العادة ينشط سماسرة في فرض الثمن من خلال التحكم في السوق اعتمادا على طرق غريبة تتوزع فيها الادوار بين السماسرة ومعاونيهم . وربما هاجس المقاطعة كان له تاثير هو ما دفع بعض الكسابة إلى الهجرة حيث يمكن أن تنشط الأسواق …

يوم السوق الاسبوعي للغنم اظهر نوعا من الرواج لكن الاقبال كان محدودا تعددت اسبابه وكان للاثمنة المرتفعة النصيب الاكبر في محدودية الاقبال  ، فيما فضل البعض من الطبقة الوسطى ونعني هنا الموظفون التوجه حيث يقوم فلاحون بعرض سلعتهم بزرائب بمنطقة  » لموطار  »  » وثبوريين  » و  » سيدي لخضر  »  ، الغريب ان العديد من الشاحنات المحملة بالاغنام تتوجه الى وجدة ومنها تأخذ طريقها الى الشمال  فقد اصبح الكسابة يعرضون سلعتهم باسواق الناظور وزايو وازغنغان … وصولا الى اسواق بتطوان ونواحيها ما جعل الاسواق المحلية تعرف نذرة غريبة في العرض ، ولا يحضر تدخل للدولة في تنظيم السوق ما يرفع من حجم المضاربة التي اصبحت ترهق المواطن اضافة الى المعاناة التي يعانيها مع الزيادات في باقي المواد وفي المحروقات التي لا تزال تتصاعد اثمنتها في غياب مجلس للمنافسة وفي غياب اي دور للدولة في الحفاظ على القدرة الشرائية للمواطن … وقد عبر كسابون عن فضهم للطريقة التي تجمع بها الضرائب على رؤوس الاغنام جمع الضرائب الأمر الذي منع الكسابة من عرض بضاعتهم بالاسواق فلا يمكن للكساب تاذية ضرائب يومية على عدد الاغنام بالسوق وهو ما اضطرهم الى عرض بضاعتهم ببعض المحلات والزرائب …

مظاهر الأزمة تواجهك منذ اللحظة الأولى ، فالمحطة الطرقية الوحيدة معطلة ومنذ مدة ليست بالقصيرة ، وبينها وبين وسيارات الأجرة الكبيرة توجد مسافة بعيدة حيث تستقر محطة السيارات الكبيرة في جرادة سيما وان  المحطة الطرقية توجد بين جرادة وحاسي بلال ، حيث يحتاج المسافرون إلى قطع كل تلك المسافة للوصول إلى محطة سيارات الأجرة فمعاناة السفر المادية والمعنوية تثقل كاهل ساكنة تصارع ظروف اقتصادية قاهرة بينما السلطات والجهات المعنية شاردة عن وجود بدائل للتخفيف من المعاناة ، ومن بين مظاهر الأزمة تعطل النقل المحلي فشركة الحافلات الوحيدة متوقفة وقد عوضت بناقلات تقوم بنفس المهمة في عملية غير منتظمة ، حيث تظهر معاناة المواطنين في التنقل بين جرادة وحاسي بلال ، فإلى جانب الانتظار الطويل يتكدس الناس داخل الناقلات ، ولم تعد سيارات الأجرة الصغيرة قادرة  على تلبية الطلب . ونعتقد أن الأزمة ستستفحل مع عطلة العيد حيث يكثر الطلب على التنقل …

 السوق الذي كان يفترض أن يكون أسبوعيا والذي التهم ميزانية كبيرة يعرف نفس العطالة … اغلب الأحياء فهي ذات طابع عشوائي ، المنازل بها متداخلة يغيب فيها التنظيم وهي تخضع لمحاولة تهيئة جديدة غير ان سير الاشغال البطيء في اصلاح الطرق بها لا تسمح بالوصول الى بعض المناطق …

ولا يزال هاجس الوصول إلى المستشفى الإقليمي يؤرق ساكنة حاسي بلال وبعض الوعود التي طرحت بتوفير سيارات إسعاف رهن إشارة الناس هي في سجل الانتظار ، غير أن مطلب توسيع المدار الحضري ليشمل المستشفى الإقليمي يمكن أن يقلص من المعاناة …

واقع الأزمة المركب والمتعدد المظاهر يزيد من حالات الاحتقان الاجتماعي والنفسي ويكرس منطق التهميش الذي يشكوه المواطنون ، وللأسف لامبالاة الجهات المعنية في إيجاد حلول لكل هذه المظاهر يتعمق إحساس الناس وعلى الخصوص الشباب بالحكرة والتهميش ما يجعل القابلية نحو الاحتجاج مهيأة في أية لحظة ، وربما من حيث لا يهتم المسؤولون بهذا الواقع وغياب إيجاد حلول تفاعلا من الخطابات الملكية التي ما فتئت تدعو إلى البحث عن حلول لمشاكل الناس ، يكون هذا الإهمال احد المحفزات نحو الاحتجاج في مدينة كانت مسرحا لحراك احتجاجي …

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *