Home»Débats»مِلحُ المونديال ومليحته

مِلحُ المونديال ومليحته

3
Shares
PinterestGoogle+

     حفل التاريخ الإنساني بنماذج من النساء اللواتي تركن بصماتهن في ميادين ومجالات متعددة: سياسية، فنية، علمية، اجتماعية ورياضية. كثيرات خطفن الأضواء وذاع صيتهن بفضل تميزهن.

فقليل منا مثلا من كان يعرف أن لكرواتيا رئيسة اسمها كوليندا غرابار كيتاروفيتش . وكثير منا لم يسمع هذا الاسم من قبل وما كان له أن يعرفه ربما لولا المونديال ، رغم أنه يحفظ العديد من أسماء لاعبي منتخبها الوطني مثل راكيتيتش ، لوكا مودريتش، مانزجوكيتش…

   غزت صورتها مواقع التواصل الاجتماعي ونالت إعجابا وتفاعلا منقطع النظير. فهناك من تمنى أن تكون لبلاده رئيسة مثلها أو تشبهها على الأقل. بلباسها الرياضي – قميص منتخبها الوطني -، بعيدا عن البروتوكول، كسرت الحواجز. نراها رشيقة مليحة تسر الناظرين والمتفرجين. تفرح تضحك ترقص تحزن، مثلنا نحن البسطاء، حتى ظننا أنها مِنّا. كانت حافزا ودافعا في تعاطف الجمهور الرياضي معها وبالتالي الانحياز وتشجيع المنتخب الكرواتي .

 أحيانا بل غالبا قد يكفي أن يكون الإنسان إنسانا ( اقصد الإنسانية بمعناها النبيل) لينال التعاطف والحب والإعجاب والتقدير. فعندما رصدتها عدسات الكاميرا وهي تحتضن اللاعب مودريتش كما تحتضن الأم ابنها مواسية ،هتف معلق الجزيرة الرياضية حفيظ الدراجي متأثرا: « آآه كم نحن بحاجة لمن يشعر بنا ويتفاعل معنا ويحزن ويفرح معنا … »

فعلا ما أحوجنا الى مثل هاته المشاعر الصادقة والنبيلة يا حفيظ!

ما أثار انتباهي هو شبه الإجماع في مدح الرئيسة والثناء عليها. أقصد لم تفرق بينا الانتماءات الأيديولوجية أو العقائدية. لم نبحث في التفاصيل. لم يذكر أحد مثلا أنها تنتمي إلى حزب سياسي يميني محافظ. أو انها تنتمي للكنيسة الرومانية الكاثوليكية. آه دعونا  دعونا من هذه التفاصيل. فالشيطان يكمن فيها كما يقول المثل الفرنسي: « le diable est dans les détails »

في اعتقادي أن العلاقات والمشاعر هي في طبيعتها وعمقها إنسانية. هي الجسر العاطفي الذي يقرب المسافات بيننا رغم كل الاختلافات.فإنسانيتنا هي التي تجعلنا نتسامى عن الخلافات.

———————

حميد وشاني في 17/07/2018

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *