Home»Débats»إضراب من نوع خاص

إضراب من نوع خاص

1
Shares
PinterestGoogle+

أحمد الجبلي
لم أستطع أن أنسى، لحد الآن، قصة « إضراب اللصوص » لشريف الراس، لقد نشرها أول مرة في مجلة « كل العرب » التي كانت تصدر من لندن في التسعينيات من القرن الماضي، وأعادت نشرها جريدة الفرقان المغربية لجماليتها وروعتها وغرابة قصتها.
لصوص يريدون التوقف عن السرقة فيعقدون اجتماعات إدارية للفصل في القضية، فيكون القرار أن لابد من إخطار محافظ الشرطة، وفعلا توجه رئيس اللصوص إلى مركز المحافظ ليخبره بالتوقف عن السرقة، ولكن يفاجأ بكون الأمر ليس بالسهولة التي كان يتوقعها، فالأمر يحتاج إلى إجراءات كثيرة أولها تقديم طلب لمحافظة الشرطة قصد مناقشته والنظر فيه وقد يقبل كما قد يرفض.
وتتعقد الأمور وتتشابك ليعلم اللصوص في الأخير أن أمر التوقف عن السرقة أو إن صح التعبير التوبة منها هو أمر أصعب بكثير من السرقة نفسها حيث السرقة لم تكن تحتاج إلى إجراءات واجتماعات ووثائق ومشاورات وانتظار موافقة هيئات الأمن في البلاد. انتهى الأمر باللجوء إلى حل مرضي هو الدخول في إضراب عن السرقة. مما يعني أنه إضراب غريب، لكنه ليس أغرب من الإضراب الذي قام به أطباء كندا برفضهم للزيادة في أجورهم. فكيف يرفض موظفون في هذه الأرض زيادة في أجورهم؟ فهل هم حمقى؟ أم مغفلين؟ أم أنها ليست زيادة في الأجور بل في ساعات العمل ولذلك توجب خوض هذا النوع من الإضراب.
إن الأمر حقيقي فعلا، فهو إضراب عن الزيادة في الأجور. أي هو رفض واضح للزيادة في أجورهم، ولكنه يحمل في طياته أجمل وأرقى عملية تضامن مع زملائهم الممرضين. أي أن أطباء كندا لا يفصلون أنفسهم عن إخوانهم ومساعديهم اعترافا منهم أنهم لن يستطيعوا أن يقوموا بوظائفهم دون وجود ممرضين مساعدين يسهرون الليالي ويسعفون المرضى ويخدمون الأطباء في مهامهم التي تنصب على إنقاذ حياة المواطنين. ولذا وبكل إخلاص رفضوا الزيادة في أجورهم إن لم تشمل حتى مساعديهم من ممرضين.
إن هذا التضامن من شأنه أن يرفع همم الممرضين ويحقق سعادة الأطباء مما يعود بالنفع العميم على الكنديات والكنديين. فهل يستطيع الأطباء عندنا أن يقوموا، مثلا، بمثل هذا؟

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *