Home»Débats»بام.. بام.. بوم.. رئيس الجامعة يخاطبكم. (خطاب رقم: 1)

بام.. بام.. بوم.. رئيس الجامعة يخاطبكم. (خطاب رقم: 1)

2
Shares
PinterestGoogle+
 

بام.. بام.. بوم.. رئيس الجامعة يخاطبكم. (خطاب رقم: 1)

نور الهدى الزايدي (صحفية متدربة- المعهد العالي للإعلام والاتصال)

   أنا رئيس الجامعة..

  لا تسألوا عن اسم الجامعة.

  هي جامعتي، وأنا جامعها..

   هي جامعتي المانعة..

   هي جامعتي الرائعة… بفضل منجزاتي ومكارمي وفتوحاتي..

   وقد كانت قبل مقدمي إلى رئاستها طللا، وخرائب، ورسوما..

    كانت قفرا يبابا..

  وقد سمعت بعضكم يحتج.. يلوك سيرتي الناصعة، ويشيع بين الناس أني فتحت منصبا لتوظيف أحد المقربين مني، وأني أستغل صفتي « الرئاسية » لأمكنه من هذا المنصب.

   وقد غاظني ما سمعته من أفواه هؤلاء السفلة الرعاع، وكدت أعلن نتيجة المباراة قبل إجرائها، وأشهر اسم مقربي الوسيم الشهير فائزا، وأعلنكم جميعا مهزومين منبطحين..، وأرسم أمام أعينكم أصبعا وسطى..

   وقد ندمت ندما شديدا، لأني أمرت بفتح قوس واحد في إعلان تخصص المباراة، ولم آمر بكتابة عنوان أطروحة مقربي كاملا في خانة التخصص المطلوب، بل وعدد صفحاتها، وقائمة مناقشيها.. فأنا أعشق التحدي..

   كان علي أن أُضَمّن إعلان المباراة مواصفات مقربي كاملة.. كان علي أن أسجل مقاس حذائه، ولون بشرته، وذوقه الموسيقي، وطبقه المفضل، ويوم سعده.. (واسم صهره !)

   كان علي أن أفعل ما فعله الأمير في الخرافة الشهيرة..

   كان علي أن ألقي بهذه الإعلانات والمباريات إلى المزبلة، فهي لا تليق بي.. أنا الرئيس.. رئيس الرؤساء.. بل أنا هو الأمير نفسه..

   كان علي أن أعَلّق حذاء مقربي بباب مقر الرئاسة، وأعلن الفائز من يملك فردة الحذاء الأخرى… « سندريلو » زمانه.

   وقد سمعت جبناء آخرين يستنكرون قيامي بفتح منصب تخصص في غير شعبته.. فهل أصابكم الجنون أيها الجبناء؟ ألهذا الحد بلغت جسارتكم؟

   إنها جامعتي.. وأنا جامعها.. وأنا من يعرف مصلحتها..

   سأفتح ما شئت من المناصب.. فيما شئت من الشعب.. سترون ذلك قريبا..

   قريبا أيها الجرذان.. سأفتح منصبا للرياضيات أو الفيزياء بشعبة الدراسات الإسلامية.. ومنصبا للكيمياء في شعبة الحقوق.. ومنصبا خاصا لخدمة الرئيس، والترفيه عن نفسيته.. ولن يمنعني أحد.. بل ستستقبل قراراتي بالترحيب والتصفيق.. وسيخلد اسمي في التاريخ.. سأدخل نادي العظام، وموسوعة غينيس، وستنحت تماثيلي في الساحات العمومية..

  وها أنذا قد أعلنت التحدي.. فمن منكم يبارزني.. أنا عنترة وألكسندر وجنكيز خان، وقد التحمت أرواحهم في روح واحدة.. هيا.. هيا.. أيها الجبناء.. لماذا ترشقون بيتي بالحجارة وتهربون.. لماذا تلجؤون إلى المواقع الصحفية؟

    تظنون أني أخاف من الإعلام ؟ تبا لكم.. أنا لا أخاف شيئا.. أنا لا أخاف أحدا..

    لقد ندمت على كل ما بذلته لأجلكم، ندمت على معاركي البطولية في « حماية المستهلكين »، وما أضعته من شبابي ومالي وراحتي في سبيلكم أيها الجاحدون..

    كان علي أن أترككم تواجهون مصاصي دمائكم..

    وليتني فعلت..

    فلو فعلت حينها، لكنتم الآن هزالا وغثاء.. ولما استطعتم النباح، ولا ملكتم القوة للاحتجاج..

    تكفرون بالجميل، تنسون ضحكاتي، وصدقاتي، وقفشاتي..

    تنسون تاريخي وحاضري النضالي..

    تنسون تقرير الخمسينية، والمشروع الحداثي الديمقراطي، ووقوفي في وجه « المد المحافظ » الذي يتهددكم.

    تنسون كل شيء أيها العلوج..

   لقد ندمت على كل ما أسديته إليكم من خدمات،

   لكن جحودكم أيقظني من سباتي،

   زادني تحديا..

   غدا سترون اسم مقربي في إعلان نتيجة المباراة، لا.. لا..، لن أكتفي باسمه فقط، سأضع صورته عريسا يمتطي عمارية.. وسأنظم حفلا بمقر رئاستي، بمتعهد حفلات، وأجواق موسيقية..

   أما أنتم أيها الرعاع، فسأطاردكم أينما حللتم وارتحلتم.. زنكة زنكة.. جامعة جامعة.. كلية كلية.. شعبة شعبة.. مسلكا مسلكا..

   سأوصي الرؤساء أمثالي بمحاربتكم.

   لن تدخلوا الجامعة. فنحن من يحكم، وسنظل في سدة الحكم إلى الأبد.

   نحن خالدون لا نموت.

   موتوا بغيضكم إذن أيها الرعاع؟

(يتبع)

نور الهدى الزايدي (صحفية متدربة- المعهد العالي للإعلام والاتصال)

تنبيه مهم جدا: هذا نص من وحي الخيال، لذلك فإن أي تشابه مع واقع أو شخصيات حقيقة هو محض صدفة لا غير.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. لا احد
    23/01/2018 at 16:36

    ههههه.ملفات بوليسية

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.