Home»Débats»نحن والجفاف

نحن والجفاف

0
Shares
PinterestGoogle+

يعتبر انحباس المطر ظاهرة طبيعية تختلف نتائجها باختلاف حدتها، وإن كان سكان البوادي والأرياف أكثر الناس معاناة من مخلفاتها.
وعندما يدور الحديث عن المطر ، فإن المرء يجد نفسه تائها بين ما يقره العلم وما توارثه الناس من تفسيرات لتقلبات المناخ تجمع بين ما هو ديني وما هوا أسطوري في نظر- البعض على الأقل-
لقد رسخ في اذهاننا وكما تلقينا ذلك في المدرسة، أن نزول المطر يحتاج الى تفاعل بين البحر وأشعة الشمس وعوامل اخرى لا بد لها من مسار تسلكه قبل أن يصلنا هذا العنصر الذي لا حياة بدونه.
حين يتامل الانسان فيما يقوله العلم وما جاء في القران الكريم، فإنه يتضح له بأن نزول المطر موكول لإرادة الخالق كما قال تعالى:( )،وإلا لماذا ينحبس المكر رغم توفر الشروط التي يحددها العلم؟
هذا موضوع متروك لأهل الاختصاص، أما نحن فحسبنا ان نؤكد بأن الجفاف قد عرف منذ كان الإنسان،ولعل اقرب دليل هو ما ورد في القران الكريم في سورة يوسف عليه السلام حين فك شفرة رؤيا الملك حول البقرات السبع العجاف والسنابل، حيث عاش الناس جفافا دام سبع سنين.
ولم يخل زمن الرسول الكريم من فترات شدة لجأ فيها الى إقامة صلاة الاستسقاء التي ظل المسلمون يحيونها كلما تحزبت الامور.
إن الهروب الى الله عز وجل عند اشتداد الازمات هو امر مطلوب ، حيث ان القران قد جعل الاستغفار شرطا لاستدرار المطر، غير ان طلب السقيا بالأسلوب الذي يتبع الان ربما كان حريا بان يترك لعفوية الناس !
وبالعودة الى سلوك اهلنا في البادية خلال فترات تاخر او انحباس المطر، فإنني لا انكر أنني عايشت طقوسا خلال سنوات الستينات وبداية السبعينات تجعل المرء يصاب ببعض الاندهاش حينما يغيب العلم لتنتصر،، النية،، كما كان الكبار يعللون ما يحصل!
كان مجموعة من الاشخاص الذين يتوسم الناس فيهم خيرا رجالا ونساء واطفالا يحملون الطعام والذبيحة ثم يتوجهون صوب ضريح(سيدي علي بن عبد الرحمان ، وهو من الشرفاء البلغيثيين الكائن بدوار بني معالا على بعد ما يقرب من عشرين كم وسط الغابة).
كان الزوار يصلون مع غروب الشمس، ثم يشرعون في ترديد
الادعية وما يحفظون من اوراد قبل ان ينضم اليه جيران الولي لتناول وجبة العشاء لتستمر الابتهالات حتى الهزيع الاخير من الليل.
من المؤكد ان هؤلاء الناس قد حركهم احساس صادق وعفوي، وكانوا يشكون حالهم للخالق،لذلك كثيرا ما كانت الاستجابة خلال الليلة ذاتها او في اليوم الموالي او في غضون ايام قلائل.
لقد تواترت هذه الا عبر عدة فترات لتصبح من اخبار الماضي التي تثير السخرية في نفوس الشباب المعاصر الذي صارت له مصادره ومرجعياته الخاصة به.
وأمام الوضع المقلق الذي تمر به بلادنا ، فإن ،،كل تميمة تنفع،، إذا كان يعقبها نزول الغيث!
أذكر انني خلال احدى مشاركاتي في رحلة الاستسقاء بضريح الولي المذكور، قد وقع بصري على قطعة ملح حجري محفوظة بمكان خاص لأدرك من افواه الكبار بان هذا الملح قد وضع هناك من طرف اجدادنا بناء على نصيحة احد احفاد الولي الصالح الذي كشف لهم بان هذه المادة هي التي سيفتقدها الناس فيما ياتي من الزمان بسبب قلاقل واهوال كما تنبأ الشريف بذلك!
قيل لي يومئذ بان قطعة الملح كانت ضخمة،لكنها تاكلت مع تعاقب الليل والنهار!
لم يحن وقت خصاص مادة الملح بعد، لكن حاجتنا الى الغيث ماسة وانية، فأكثروا من الدعاء يا سادة يا كرام !

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *