Home»Débats»الكاتب العام لوزارة التربية الوطنية و »تحدي القراءة العربي » .. وجدتي الحاجة رقية وفرويد وكارل يونغ .. والليبيدو .. و Pavlov .. وأشياء أخرى ..

الكاتب العام لوزارة التربية الوطنية و »تحدي القراءة العربي » .. وجدتي الحاجة رقية وفرويد وكارل يونغ .. والليبيدو .. و Pavlov .. وأشياء أخرى ..

1
Shares
PinterestGoogle+

أعتقد أنه يمكن اختبار درجة الخبث عند أحدهم من خلال وضعه وسط الأطفال، سوف ينفرون منه بغريزة البراءة لديهم، فجدتي رقية بنت خرباش، التي ماتت عن سن 105 عاما وخلفت من الأبناء 15 بطنا، وحجت مكة 4، وهي التي عرفت بحكمتها وشموخها وانتسابها للقائد المريني الكبير بن خرباش، تضرب لكل قول مثلا، فتقول لي بلسانها الريفي القوي، لاحظ أن الطفل يقبل بعفوية على شخص ما وينفر من الثاني لسبب جوهري هو أنه يقبل على الأول لطيبة قلبه وينفر من الثاني لخبثه، فإحساس الطفل قوي وفراسته أقوى وهو صادق في أقواله وأفعاله .. فوجدت نفسي مع مرور الزمن، وفي كل محطة تجمعني بالأطفال أحمد الله أن جعلني مقربا منهم، وأنا لا أزكي نفسي، وجعل لي رزقا على يدهم إذ اخترت مهنة التدريس والتي بدورها وجهتني نحو المجال التعاوني والمخيمات الصيفية والعمل الجمعوي والابتلاء بحب الأطفال، وأسأل الله أن أكون قد نلت حبهم … وكانت مناسبة المسابقة العربية لتحدي القراءة العربي التي تنظمها دولة الإمارات العربية المتحدة في دورتها الثانية، فرصة للوقوف على سلوك شخص الكاتب العام لوزارة التعليم والذي نفر واستشاط غيظا حين التقاط صورة مع وفد جهة الشرق تجمع الوزير وممثل سفارة الإمارات بالمغرب والأمينة العامة للتحدي .. وفد يضم تلميذات وتلاميذ جهة الشرق وعددهم 8 إضافة إلى المنسق الجهوي لمشروع التحدي، أي عبد ربه الفقير لرحمته، وهي عملية بروتوكولية تم تحضيرها مسبقا من طرف القيمين على الحفل الختامي الذي ستعلن خلاله نتائج التحدي وطنيا بمركز التكوينات بالرباط العامرة … ما علينا، انطلق وفد الشرق ووفد جهة مراكش نحو الخشبة مردوفوين بالمنسقين، منسق مراكش وعبد ربه، لنفاجأ بالكاتب العام لوزارة التعليم المغربية وقد أخذ مكانا هناك فوق الخشبة ليس معدا له، ولم يفسح مجالا لمشاركات ومشاركي جهة الشرق لأخد الصورة البروتوكولية، وشرع يستفزني بكلام لم أبالي به لأنني أعرف عقدة هذا الشخص تجاهي أنا الذي كتبت عنه كلمات في سياق الحديث عن مذكرة الدخول المدرسي 2017/2018، وتساءلت عن أي دور للكاتب العام ما دام للمؤسسة التنفيذية وزيرا محسوبا على هيئة سياسية؟ وأكثر من هذا أن عددا من الوزراء تعاقبوا على وزارة التربية الوطنية والكاتب العام جاثم على صدر الوزارة لا يتغير ولا يتبدل ، مستحضرا كلام النائب البرلماني السيد عبد السلام اللبار وبافلوف وحديثا يطول … الشيء الذي يبدو أنه خلف لديه حقدا تجاهي، والواقع أنه لا تهمني عقده بقدر ما استرعى انتباهي ذاك السلوك الأرعن وأنا وسط الأطفال،  لأنني أكبر من ذلك، ولله الحمد، يشفع لي انتمائي لعالم الطفولة، وأحمد الله ثانيا لأن الإنسانية جادت علينا بعلم يسمى التحليل النفسي على يد سيجموند فرويد وطوره عدد من تلاميذه أمثال يونغ، فاكتشفوا المناطق المعتمة في لاوعي البشر، فالبشري في حاجة لسبر نفسيته والوقوف عند دقائق خباياها، لأنه كان أكثر شيء جدلا، لهذا، ولا أخفيكم سرا أنني من المولعين بالمنهج النفسي، خاصة عند تحليل المادة الحكائية، فوجدت نفسي أنظر للكاتب العام وكأني أتناول شخصية داخل حكاية أو حجاية، « ثاحجايث »، كما هي في التراث الأمازيغي، شخصية الشرير الذي يتجلى عبر عدد من الوقائع والأحداث تجمع بين الكيد والمكر والخديعة والدسيسة، مثل « الذئب والهدهد » و »الصياد والأسد » و »إمخارن » و »سالف لونجا » وثامزا » وغريها من الحجايات .. كلها يتمثل فيه الشر على شكل هيئة شخص أنيق جميل ببذلة كالتي يرتديهاAlain Delon   وربطة عنق، شعره ملطخ بسائل Gel … لكن بمجرد أن يختلي بنفسه وينظر إلى المرآة سوف تصدمه صورته الحقيقية بعيدا عن النرجسية، سيكتشف بشاعة صورته وحقيقة تخطف الأطفال منه … فالمنهج النفسي، ولا شك، شكل قيمة مضافة لما جاء به الشكلانيون الروس من منهج بنيوي يتحرك داخل بينة النص بعيدا عن المؤثرات الخارجية، لهذا يمكن تطبيق المنهج النفسي على الذات بكل ما تحمله من أنا، وهو ما يطرحه سيجموند فرويد، إذ يرى أن الغلو في الثقة بالنفس إنما هو غلو وانحراف عن العقلانية على مستوى السلوك والتواصل والمبادرة والإنجاز، والأنا هي حالة اعتدال الشخص بين الهو والأنا العليا، لأن للإنسان ميولات مشينة قد لا يتحكم فيها الأنا، فتكون لها تداعيات سلبية ينتج عنها أن يعيش صاحبها الوهم ووقائع لا أثر لها في الواقع، تفرز سلوكات من قبيل الغرور والأنانية والفخر والاعتزاز بالذات بشكل مرضي (بفتح الميم والراء)، تنافي شروط ما هو واقعي وموضوعي، الشيء الذي سيجعل الذات بعيدة عن الواقع، فيقع في الإخفاقات المتتالية في اتجاه المجهول، لاعتقاده أنه دوما على صواب، فينحو نحو التدمير الذاتي على مستوى التفكير والسلوك … هكذا يوضح سيجموند فرويد خطورة الأنا المرضية (بفتح الميم والراء) أو المتوحشة… لهذا نجد عددا من مسؤولينا بقطاعات مختلفة يتبدل وتنتفخ أوداجه ويبتعد عن الناس وعن همومهم بمجرد وضع مؤخرته على كرسي المسؤولية، ليصبح معنى المسؤولية معلقا بالكرسي بدل الشعب، ويتمر هذا التعلق بكرسي المسؤولية مدى الحياة، لأنه حتى وإن انتهت فترة المسؤولية سوف تستمر الامتيازات وحياة الترف …
وعليه، فكل مشروع إصلاح لا يأخذ بعين الاعتبار المقاربة النفسية للمسؤول عن تنزيل محاور هذا الإصلاح، لن يحقق النتائج المتوخاة منه، وبالتالي فمنظومة التعليم أقرب لهذا الطرح لأنه، وكما أسلفت في مناسبات سابقة، يعتبر العنصر البشري رقما أساسا في هذه المعادلة، لأن العلاقة القائمة موجهة نحو الأطفال وطلاب المدراس، أي لشريحة يتم من خلالها استشراف مستقبل بلد ما … ومن خلال انخراطي في تجربة مشروع « تحدي القراءة العربي » أثار انتباهي عدد من الملاحظات، أهمها أن المشروع لقي إقبالا تلاميذيا نسبيا، جاوز هذه السنة 220 ألف مشاركة ومشاركا(وهو رقم أحصته مديرية المناهج المغربية)، والأجمل في المشروع هو التشجيع على القراءة، حيث أقبل طلاب المدارس المشاركة في التحدي على قراءة كم هائل من الكتب جاوز الخمسين كتابا ووضع ملخصات لها، وهو أمر محمود تستحق عليه دول الإمارات كل الثناء، وثانيها الظروف السيئة للإقامة والتغذية بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين والتي لا تليق بأطفالنا وبنا كمنسقين … ثم الحفل الختامي وإعلان النتائج الذي تأكد من خلاله غياب ذلك العمق التربوي للقراءة، فبدا أن المشاركين يقرؤون لأجل الظفر ب »الهدية »، وكأن الأمر لا يختلف عن مسابقات الأغاني والطبخ وغيرها من المسابقات التي طالت ثقافتنا، لأنه متى كانت القراءة والمعرفة تتوخيان الجوائز، لأن مثل هذا المنحى يفرغ القراءة من محتواها الجميل وهدفها النبيل، ومع ذلك يمكن القول بالتحفيزات والتشجيع ووو لكن أن يبكي المشاركون لعدم فوزهم ويأسون ويتعلقون بالجائزة وينقلب حب القراءة لديهم إلى إحباط وحب للجائزة، وهذا ما لاحظته عند فئة عريضة منهم إن لم أقل جميعهم، فهذا الأمر لا يحقق الغرض من القراءة … لماذا لا تقوم مؤسساتنا التعليمية بتحبيب القراءة والمطالعة للأطفال بعيدا عن « المقابل المالي »؟ لماذا لا بتم إيلاء العناية الكبرى للحياة المدرسية؟ لأن « الجائزة » مفعولها مؤقت، فهل سيزول مفعول القراءة بزوال الجائزة؟ هل « الجائزة » تحقق الهدفين، المعرفي والفكري، من القراءة؟ طبعا لا أعتقد ذلك، لأن القراءة لا تكون بالمقالب، أو بمعنى آخر إن الجائزة » تفقد القراءة قيمتها، لأنها، أي الجائزة، ستفتح الباب أمام شتى أنواع الجشع والطمع، وقد رأيت الأطفال والكبار يسعون وراء الجائزة سعيا. ألا يمكن أن نقرأ للقراءة فقط؟ ألا يمكن تحقيق متعة القراءة بدافع المعرفة؟ ثم إنه قد يتوهم البعض أن منسق مشروع تحدي القراءة العربي والمحكمين يتلقون تعويضات خيالية، والواقع أن المنسق الجهوي يتلقى مبلغا مقدرا في 2600 درهم مغربي، والمحكم يتلقى تعويضا قدره 1500 درهم مغربي، والمشرف على الطالب الفائز مبلغ 1000 درهم مغربي، وهي مبالغ زهيدة اعتبارا للمجهود الذي استمر منذ بداية الموسم الدراسي من خلال التواصل والتتبع وغيرهما من العمليات، لهذا كان حريا بالجهات المعنية عدم تقديم أي تعويض مالي حتى تبقى العملية تطوعية من صلب الاهتمام بالحياة المدرسية، وأعتقد أن هذه المبادئ هي التي ستحقق المصالحة مع الكتاب … وما سلوك الكاتب العام إلا ضرب من هذا الانحراف عن القيمة الحقيقية للقراءة … والحمد لله « الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى »(الآية).
د. محمد حماس

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *