Home»Débats»افريقيا التي نصبت العثماني

افريقيا التي نصبت العثماني

3
Shares
PinterestGoogle+
 

رمضان مصباح الادريسي

العثماني،الوجه الدبلوماسي لحزبه:

الدكتور العثماني حاضر في عدد من كتاباتي المنشورة; اذكر هنا ،فقط، بموضوعي  المعنون ب: » هل فتحت بشاشة العثماني الجزائر؟ »
مع كامل الاسف تلاحقت الاحداث لتجيب على التساؤل بالنفي.ليس تقصيرا من الرجل،اذ بادر بقيادة جرافة الثلج صوب قصر المرادية؛وانما لقصور سياسي لدى الجنرالات النافذين هناك،حمر
العيون،الذين يعتبرون كل مبادرة مغربية؛ولو مجرد ابتسامات وزير خارجيتنا تحرشا بنياشينهم ،وارصدتهم  » القتالية ».
ربما،من يدري؟ فقد تنضج بساتين سياسية ،في المستقبل،تغري السيد العثماني؛وهو رئيس للحكومة،بمعاودة الكرة،والرحلة شرقا،صوب جزائر مدنية تفهم في اصول الاخوة،والجوار،ولا تبني المساجد فوق اراضي مغصوبة،لان الصلاة بها لا تجوز؛رغم  انف وشريعة الاتحاد الافريقي،التي تقر الغصب وتحميه ،مستدلة بعنعنات المارشال « ليوطي » وكبار رجلات حديثه.
وذكرت السيد العثماني في معرض اخر ،اذ بدا لي ان هواية بنكيران ان يملا الدنيا، ويشغل الناس،بل خلته يجسد عشرة رؤساء،في وقت نحن فيه بحاجة الى واحد فقط؛على شاكلة الهادئ العثماني. ولعل هذا كان مني توقعا لما هو ات؛لان الرعد ينتهي بالمزن،يروي وينعش .
لماذا القفز على عراك تشكيل الحكومة،الذي يلجه نفساني هادئ، الى عراك الحدود،مع الجيران ومن والاهم؟
لان نسائم افريقية هبت على المغرب،في ركاب الجالس على العرش ،الذي تعلقت به الشعوب
الافريقية ،خصوصا ذات الثراء الروحي القيمي؛حتى خلناها ستبايعه في غفلة من المغاربة الذين شغلهم بنكيران ،صخبا وعجعجة، كما لم يحدث ابدا في تاريخ حكوماتهم.
القيادة المتكافئة للنهضة الاقتصادية الافريقية  ،مابعد  تبعات الانتهازية الكولونيالية التي افقدت القارة الثقة في نفسها ومؤهلاتها،تقتضي فعلا ان يشد كل رؤساء الانبعاث الجادين، الرحال الى بعضهم البعض ؛عساهم يجمعون على خارطة طريق _ جنوب جنوب_ لا رجعة فيها؛تشتغل اقتصاديا،ديموقراطيا،وثقافيا

.
ذهب من تاريخ مضى:
هاهو المغرب يعيد ذهب احمد المنصور الذهبي،بل ويسهر ،عيانا، على اوجه انفاقه،ويقترح نقل تجارب تنموية ،ونموذجا دينيا  متفردا ؛فهل ستكون الاستجابة، في مستوى الطموح الملكي ؛بل والشجاعة الادبية والسياسية التي تجعل ملكا لا يكترث لطول غيابه عن مملكته؛مادام مغامرا في شرف مروم.نعم استعادة الكرامة المهدورة في افريقيا شرف عظيم.و » ياخجل الانسانية » كيف يجوع الافريقي وهو يطا الخصب الطبيعي بقدميه؟
اقولها ولا اتفاداها:كم من متعجب من مملكة ،غير ثرية،اتسعت انشغالاتها،لتشمل فقراء القارة ،حيث هم هناك، و حتى حيث هم هنا،معنا في حاراتنا.
لا املك كل عناصر الرد_ لسكوت الخطاب الرسمي عن التفاصيل- على هذا التعجب المشروع؛وكل ما يمكن قوله الان هو عدم التسرع في الحكم؛لاننا ازاء اداء   ملكي استراتيجي كبير،وبمدى شاسع ،يقتضي تعدد المتدخلين ،وميزانيات ضخمة؛كما يقتضي الصبر في انتظار النتائج،لان زمن التدمير السياسي والاقتصادي للقارة طال كثيرا

.
خطاب دكار الذي اعفى:
لعلنا نتذكر جميعا خطاب دكار بمناسبة عيد المسيرة الخضراء؛ وهو الخطاب المتفرد عن جغرافية كل الخطب الملكية،قديما وحديثا. رغم اهمية كل محاوره فان الحيز الذي خصص لتشكيل الحكومة،استرعى انتباه المتتبعين؛وان كانت اغلب التحليلات التي اطلعت عليها لا تشفي الغليل.
من دكار اكد الملك ان الحقائب الوزارية ليست ريعا لاحد ،يوزعه على هواه .واكد ايضا انه لن يتساهل بخصوص شرط الكفاءة لتولي مسؤولية الوزارة ؛وبكيفية ضمنية،ومن باب اولى، رئاسة الكومة.
اما واسطة العقد في الخطاب ،فكانت رسم مساحة جديدة في خارطة الانشغالات الحكومية المقبلة؛ويتعلق الامر بوجوب الحضور الافريقي في انشطة الحكومة.وهذا من المفردات الاساسية في المشروع الملكي الاستراتيجي.
ان الالزام الملكي يسائل جهلنا جميعا بقارة نحتل فيها موقع الراس من الجسد،ورغم هذا لا نشرئب ،ولا نفكر الا شمالا؛كان الحنين الى مستعمري الامس قدرنا.
يومها ايقنت ان بنكيران لن يكمل مساره في تشكيل الحكومة،لان مؤهلاته،وليس اخلاصه ،ومؤهلات العديد من الاسماء المرشحة_ تداولا وقتها_ للاستوزار دون ما ينتظره الملك ،وهو يقود مشروعا تنمويا ،وانبعاثيا، استراتيجيا.
في حديث « البلوكاج » يتم السكوت عن اسباب وروده ،التي لن تجدوها سوى في « وصف افريقيا » ل  » ليون الفريقي ».
كل عناصر، وسمات الحكومة المقبلة كانت برفقة الملك في تغريبته،ولم يتبق لبنكيران غير مفاوضين ،ومتقمصين ، من درجات اقل.  في هذا احرق خمسة اشهر ،دون ان ينتبه ،من كثرة صخبه، ان الوفود الملكية العابرة للقارة لا تتضمن ولو رجلا من رجاله الرسميين.
كيف لرئيس حكومة مقبلة الا يعلم  بخطط وشراكات مهمة ،واستراتيجيات دولية، سترهن مستقبل حكومات مغربية  مقبلة ،وليس حكومته فقط.
وبعد هذا اتساءل: هل الرجل كان كفء لها؟ لحكومة ينتظر منها الملك ان تكون في مستوى الطموح القاري الملكي،والدولي في بعض اوجهه.
كان الرجل ينتظر عودة رجال ،لم يعرف حتى في ماذا  غابوا.
ثم اصبح ينتظر الملك ،وهو بمنزله لا علم له بما يجري هناك بعيدا. الم يكن كل هذا كافيا ليعرف ان
الامر لا يتعلق بما سماه « لبلوكاج »بل بعدم اهليته السياسية والديبلوماسية،لتدبير الطموح الملكي القاري.
كل المؤشرات تؤكد بزوع عصر جديد،اخذ منذ الان في الحلول محل الاقتتال والتشرذم ،وكل المصائب وابواب جهنم التي فتحها التشدد الديني ،الذي يريد العودة بالانسانية الى الكهوف الغابرة.
ان لم يكن الامر هكذا،وبيد السياسيين والاقتصاديين العالميين ،والمبدعين والمغامرين الشجعان
فلم يتبق لنا الا انتظار الانبياء ،وكل الحروب التي جاءت في ركابهم ،منذ ان قتل قابيل هابيل..
ان المغرب يعتبر نفسه،ويعتبره عقلاء هذا العالم ،حامل نموذج تنموي وروحي،يمكن ،اذا توفر له السند الدولي، ان يجتث الكراهية العابرة للقارات،التي يزرعها التطرف ويسقيها.الى متى ستتواصل هجرات الشعوب المنكوبة،فقرا وحروبا؟ هل ستصمد الجدران والحدود لزحف الفقر والتطرف؟ واذا صمددت فهل ستصد الاوبئة،وجريان الحقد انهرا؟

هل يستجيب العثماني لشرط التعيين؟
قد لا يكون الرجل استمع الى شروط ملكية،ورغم هذا فخطاب دكار لا يترك له ما يحاجج به .
كل شيء واضح ،وثقل السمع عند بنكيران يجب الا يتكرر؛حتى لا تضيع شهور اخرى في انتظار »غودو ».
شرط الكفاءة ،حيثما وجدت ، » ولو في الصين « كما يقول الحديث الشريف ،مقدم على مجرد الحزبية .اقول هذا وانا احبذها تكنوقراطية مقتدرة،تستفز الاحزاب حتى تنتفض من عبثيتها الحالية.
يعلم المتتبعون ان جلالة الملك يوجد الان بين رئيسين من حزب واحد،وهذا ما يصعب مهمة العثماني؛لان حمل الجميع على نسيان بنكيران،اصعب من تشكيل حكومة،محددة المهام ملكيا

.
ان الحالة نفسية،ومن لها غير طبيب نفساني؟
لطالما كتبت في انتقاد بنكيران حتى ظن البعض انني اخدم اجندة اخرين؛فوالله ما اخدم ولن اخدم غير الوطن ،الذي طالبت له ،سابقا، بحقيبة وزارية،حينما تاكد لدي ان بنكيران لا يفكر فيه.
اليوم اطالب ابن سوس العالمة بكل الحقائب للوطن ،بكل شساعته الافريقية.
ولو انصف بنكيران نفسه وحزبه لوظف ،مستقبلا، طاقته الهائلة في الدفاع عن حدودنا الجنوبية .
sidizekri.blogvie.com

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.