Home»Débats»VIDEO حكايا استاذ متقاعد : من وحي العاصفة

VIDEO حكايا استاذ متقاعد : من وحي العاصفة

4
Shares
PinterestGoogle+

كانت المنطقة الشرقية يوم امس على موعد مع عاصفة هوجاء في وقت اعتدنا أن نتملى فيه باولى طلائع الرببع.
لقد حكم علينا أن نعود النفس على تقبل المفارقات اللامنتهية في هذا الوطن العزيز بالرغم من كل شيء.
وهكذا، وفي الوقت الذي ارتوت مناطق من بلادنا الى حد التخمة، فان جزءا اخر كان عليه أن يستقبل رياحا سافية نقلت معها أصنافا من الأتربة التي أبت الا أن تعبث بترتيبات ربات البيوت!
ليس لنا أن نبدي كبير استغراب، لأن المغرب موطن المفارقات بامتياز: فغير بعيد عن الأحراش المقفرة ، تفاجئك الثلوج على قمم الجبال، وبمحاذاة الفيلات الرومانسية تصدمك أحياء الصفيح، والى جانب السيارات الفارهة، تتبختر العربات التي تجرها دواب عجفاء وهكذا..
عندما كان الغبار المصفى يتسلل الى حنجرتي قسرا ويمنعني ضجيج النوافذ من النوم، تذكرت ظاهرتين طبيعتين حدثتا قبل عقود وانا مازلت بالطور الابتدائي .
في منتصف الستينات، فوجئنا بعاصفية ثلجية لم يسبق لها مثيل بشهادة كل المسنين انذاك.
استمر تساقط الثلوج لعدة ايام حتى بلغ سمكه عدة امتار خاصة في الاودية، ثم مالبث أن اختتم المشهد بطبقة من الجليد الى ان تحولت الأرض الى ملعب فسيح للتزلج الفني بدون عشاق!
عانى السكان الامرين ولا سيما الذين نفذ طعامهم ناهيك عن معاناة القطيع الذي تأثر الى حد كبير.
غير أن السلطات وفي خطوة لافتة وغير منتظرة، عملت على ارسال مساعدات غذائية واغطية عبر الطائرة التي استهدفت التجمعات السكانية، وفي مقدمتها ،، لمقام،،.
كان للعاصفة الثلجية بعض الضحايا الذين اصيبوا بالشلل، في غياب الأحذية والملابس المطلوبة في مثل هذه الحالات، لكن المخلفات كانت ايجابية، ذلك أن ذوبان الثلوج قد جعل الأرض تجود بكل أصناف الخيرات، بل لقد تفجرت الينابيع في كل مكانشحلال .
تحولت العاصفة الثلجية الى معلم يؤرخ به الأهالي للأحداث المواكبة واللاحقة لا سيما فيما يهم المواليد والمناسبات  التي تحتاج ألى التوثيق.
كانت سنة ست وستين وتسعمائة وألف فاصلا بين حدثين مناخيين هامين: فهذه السنة ميزها جفاف حاد اتى على الأخضر واليابس، وتميزت بظاهرة غريبة تمثلت في نفوق الدواب الكبرى دون غيرها، اعني الخيل والبغال!
ومن تداعيات تلك السنة الشحيحة، أن كثيرا من الأهالي قد اضطروا الى الهجرة خاصة نحو منجم جرادة في انتظار تحسن الأحوال، لكن القدر كان له رأي اخر!
في بداية سنة سبع وستين وتسعمائة وألف، كانت بلدتنا ــــ سيدي لحسن ـــ  بانتظار ظاهرة طبيعية أخرى لا تقل في تميزها عن العاصفة الثلجية.
لقد عشت الحدث الثاني كباقي السكان، لكني أ ود أن اسوقه مرتبطا بسياق يحمل على بعض الذهول!
كان المرحوم،، الفقير حمو،، وهو من ،، اعشاين،، ومعروف بورعه وامداحه النبوية يقيم بالمعدن، وكان شيخ اخر يدعى بدوره ،، حمو بن عبدالله،، يعيش وحيدا غير بعيد عن،، الفقير حمو،، الذي يروي أنه طالما دعا هذا الجار لمشاطرته افطار رمضان، لكنه ظل يعتذر.
قبل انصرام الشهر المبارك، استجاب الشيخ المنعزل للدعوة فقضى الليل في ضيافة،، الفقير حمو،، وعندما مر الهزيع الأول من الأول ، وفي غمرة الحديث الشيق ، أسر الضيف لمضيفه بأن البلدة ستشهد في الايام القليلة الموالية حدثا طبيعيا سيهتز له الناس،، اما السبب، فيتمثل في انفضاض اجتماع روحاني كانت فيه الغلبة للأشرار هذه المرة!
يروي،، الفقير حمو،، انه تلقى هذه المكاشفة باندهاش وظل تحت وقع الهواجس.
لم تمض الا ايام معدودة حتى تفاجأ الأهالي بعاصفة قوية دامت أزيد من يومين نجمت عنها مخلفات كثيرة، حيث اجتثت أشجار عظيمة ، لاسيما أشجار البلوط، وهذا دون الحديث عن سقوط الخيام والبيوت المتواضعة.
انضافت هذه العاصفة التاريخية الى سجل الأحداث الكبرى التي سهلت تأريخ وقائع أخرى لم تسجلها الاقلام فنابت الطبيعة!
لعل احد ابرز الشواهد على قوة الغضبة الطبيعية التي فجرها،، الأشرار،، كما افاد الراوي رحمه الله، هو تلاعب الرياح بتجهيزات المنجم القديم، حيث شاهدت بام عيني تناثر قطع الزنك وانا عائد من المعدن الى ملكونة لاستئناف الدراسة، كما تحسرت كثيرا لفقدان شجرة بلوط،، حلو،، اقتلعتها الرياح بعد معركة غير متكافئة.
الى احداث أخرى بحول الله.
تحياتي

====

الفيديو من ارشيف وجدة سيتي .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *