Home»Correspondants»ماذا تفعل لو كنت رئيس الحكومة؟

ماذا تفعل لو كنت رئيس الحكومة؟

0
Shares
PinterestGoogle+
 

في برنامج تلفزيوني على القناة الأولى كان الضيف الأمين العام لحزب الأصالة و المعاصرة، وكان من الطبيعي أن يتكلم المسئول الحزبي عن ما ينوي فعله لو كان رئيسا للحكومة.

من ما قاله لإخراج البلاد من الأزمة هو محاولة البحث عن مستثمرين من خارج البلاد و الزيادة في الضرائب كإحدى القنوات لملأ الخزينة .

 ما يعرفه بعض المغاربة أن الحكومة الحالية أو الحكومة التي تحل محلها كيفما كان لونها السياسي لن تفعل أي شيء، فهي مكبلة بقروض دولية و بقروض داخلية وصلت حدا لا يطاق، بل نحن في دائرة الخطر (هذا ما يؤكده علماء الاقتصاد الأكاديميون المغاربة و الأجانب).

و الأمر الخطير أن الأمور لن تتغير، ما دام  الحزب البديل للعدالة و التنمية لا يضع في برنامجه تفعيل  قانون ربط المسؤولية بالمحاسبة  في جميع المؤسسات و على جميع المسؤوليات ، ومادام الأمر كذلك فلن يتغير أي شيء.فلا حصانة لمن تعدى على المال العام…

و الحزب البديل  و الذي يرى نفسه المنقذ لم يتكلم عن سيادة القانون فوق الجميع لا فرق بين خدام الدولة و بين المواطن من أيها الناس .فقد قرأ كثير من الناس و اطلع على لائحة المستفيدين(خدام الدولة) من كعكعة الدولة وخيراتها الكثيرة ،  أنها تشمل المستفيدين من أراضي الأملاك المخزنية التي شملت خدام الدولة من المحيطين بالملك ومن وزراء في أحزاب إدارية ومسئولون في أحزاب تقول عن نفسها أنها وطنية من الوسط و اشتراكية، وتضم أشخاصا آخرين يبدو أن لهم الظلال…وأناس من خارج الوطن(خليجيون)…

هذه الفضيحة الأخلاقية التي جعلت المغاربة  ينقسمون في نظر الرأي العام المغربي ،إلى فئات متنوعة ،الفئة  الأولى  تتكون من خدام العرش و خدام الدولة و المقربين منهم ،والفئة  الثانية تتكون من المواطنين العاديين الذين لا ظل يظلهم وهم يشكلون القاعدة العريضة من المجتمع و التي هي جماعة من المتفرجين على الفئة المحظوظة وهي (تهرف) في كل شيء يمكن (هرفه)، وفئة ثالثة تتكون من  أشباه المواطنين: من المتسولين و المهمشين و المشردين الذين  ليس لهم رقم و لا اعتبار و لا مكانة و لا وجود  و لا اعتراف بإنسانيتهم،أناس  لا يملكون أوراقا ثبوتية تبين هويتهم ،فهم لا يملكون لا بطاقة وطنية و لا كناشا للحالة المدنية و لا شهادة ازدياد، و لا شهادة إقامة و لا منزل و لا عقد زواج و لا أية وثيقة رسمية تسلمها إدارات الدولة لهؤلاء…أناس يأكلون من القمامة و يفترشون الأرض…

الحكومة الحالية ليست كسابقاتها التي وجدت مؤسسات الدولة  قابلة للبيع فباعت  للخواص بأثمان نعرفها جيدا( شركة لا سامير لتكرير البترول على سبيل المثال)  وقبضت الحكومات السابقة  في زمن الخوصصة الثمن، وبه تخلت عن دورها كمحرك للاقتصاد الوطني و منحته للخواص…

الحكومة الحالية لم تجد  شيئا تبيعه  فرأت أنه لابد  من الاستدانة، بعد أن باعت الحكومات السابقة كل شيء(البر و البحر) و لم يبق أي شيء سوى الموارد البشرية  التي لم تجد عملا وتتمنى الهجرة إلى بلدان الاستقبال، لو مكنت من ذلك أو فتحت لها الفرص و أبواب المغادرة…و لكنها أبواب لحد الآن موصدة….

 و في هذه الحالة ،إن السؤال المطروح وعلينا  الإجابة عنه هو :من هي بلدان العالم  الراقية و المتقدمة ،التي تريد شراء أو حتى استقبال  بشر مجانا، كان عاطلا في بلده الأصلي ، و ما أكثره؟

لو أعلنت الدول المستقبلة  من بلدان الشمال الراقية و المصنعة ،فتح طريق الهجرة، لا أظن أن تجد مغربيا أو مغربية هنا في البلد، من الصغار و الكبار و النساء… و لبقي الوزراء و خدام الدولة الأوفياء وحدهم و لا أحد معهم …

في أحد البرامج  الفرنسية(فرانس 24) المتعلقة بهذا الموضوع  شاهدت باستغراب كبير  مشاهد لمتسولين من المغرب هناك في  ديار المهجر(فرنسا…) بألبستهم المتسخة (لباس المهنة) وهم يتسولون بالطريقة المغربية و باللهجة  المغربية…و تساءلت  باستغراب كذلك :كيف حصلوا على الفيزا؟ومن صدرهم إلى هناك؟

و الخلاصة  و بلا ديماغوجية سياسية ،أننا نعرف أن أي حزب  من الأحزاب التي مرت بالحكم سابقا لم تفعل أي شيء سوى البحث عن الغنائم(لائحة المحظوظين من مالكي أراضي الملك العمومي و المأذونيات و المقالع و الصيد في أعالي البحار … تبين ذلك)، و نعرف أيضا – رغم بساطة تفكيرنا – أن الحزب  الجديد في الولادة و النشأة يقدم نفسه للمغاربة على أنه  المنقذ من الضلال و الأزمة،وهو البديل للحزب  الذي تبنى ثقافة دينية و الذي كسر رقاب المغاربة الفقراء بقراراته الجائرة و أفرغ جيوبهم وجعل أبناءهم يتسكعون في الطرقات، نعرف أنه الحزب الجديد الذي يرفع الآن  شعار العلمانية و الحداثة. ويعلم المغاربة أن الحزب الجديد المنقذ من الضلال و الأزمة  الاقتصادية الخانق،  حزب إداري بامتياز  بحكم من أسسه، و من ينتمي له، و بحكم العناصر التي استقطبها من الرأسماليين والمقاولين، و بعض اليساريين،  و رجال الأعمال و في صفوفه بعض من الفاسدين الناهبين للمال العام  و المبذرين له والذين مروا كوزراء  وفي قطاعات حيوية اجتماعية و كانوا ينتمون لأحزاب أخرى، وتركوا بصمات و سجلا حافلا في النهب و السرقة للمال العام و تبذيره …

فقد كان حريا بهذا الحزب المنقذ من الضلال ، أن يطهر نفسه:

 أولا من الجراثيم التي أساءت إلى الوطن و المواطنين .

 و ثانيا  ماذا باستطاعة المنتسبين له،  فعله بعد أن استوطن المرض في الإدارة و في كل القطاعات (التعليم و الصحة و العمل) والقطاعات الاجتماعية الأخرى؟و استوطن اليأس في قلوب و صدور و عقول المواطنين من انتظار غد أفضل بعد سلسلة التجارب الفاشلة للحكومات السابقة… التي مرت وجعلت حياتنا مرة كطعم العلقم؟

  فهل يستطيع العطار الشيخ أن يصلح بعطوره التي فقدت فعاليتها و صلاحيتها ما أفسده الدهر؟

يقينا أن هؤلاء المنقذين الجدد- حتى لو كانت لهم الإرادة و المصداقية و حب الخير للناس و للمواطنين المرهقين  – ماذا يمكن أن يصلحوا بعد أن دمر الوطن المدمرون الذين لا يفكرون إلا في مصالحهم الخاصة؟ وخربه المخربون الذين أتوا على الحرث و النسل؟

بدون شك(و أتمنى لو أكون على خطأ) أنهم جاءوا كغيرهم ليحكموا فقط وليأخذوا نصيبهم كالسابقين…ثم ينصرفون كالسابقين أيضا محملين بالغنائم…و يبقى الوطن يتسع للجميع…

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. قارئ ملتزم بوجدة سيتي
    29/07/2016 at 07:37

    الحزب الذي يجعل نفسه منقذا من الضلال هو حزب الاصالة و المعاصرة و الذي كان امينه العام ضيفا على قناة الاولى و كان يحاوره الصحافي (التيجيني). و يبدو فيه الامين العام مستفيدا من اخطاء رئيس الحكومة حاليا بحيث كا ن هادئا و ليس مستفزا و كان يكيل الضربات الموجعة لغريمه رئيس الحكومة . وقال فيه انه مستعد لاعادة النظر في كل القرارات التي اتخذها رئيس الحكومة الحالي بما فيه قرار التقاعد و اعادة النظر في التعليم و اتاحة الفرصة للتصنيع.هل هي حملة انتخابية قبل الاوان ؟انها كذلك ، وبين انه مستعد للتحالف مع الاتحاد الاشتراكي (رغم ان بعض عناصره متورطة في ارض خدام الدولة : ادريس لشكر و الحبيب المالكي) فكيف للمواطن ان يثق في احزاب لم تجر الا الويلات على المواطنين.حزب الجرار و حزب المصباح ولادتهما من رحم الادارة .الجرار وظف ضد المصباح ، و المصباح وظف لضرب اليساريين .انها لعبة تتكرر كلما كان ميزان الاحزاب مختلا فيعاد التوازن اليه بخلق حزب مضاد؟انها لعبة الديموقراطية عندنا و الكرة هي الشعب الذي يتم التلاعب به

  2. jamal
    29/07/2016 at 22:56

    اعطوني المسؤلية سوف نرد البﻻد المغرب احسن من المانيا. نحارب الجهل ونحارب السكن غير اﻻئق ونحارب المحسووبية في الصحة ونحارب المعلمين اشباح لي ووصلو الى الوظيفة التعليم بالرشوة

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.