Home»Correspondants»ألا لا يجهلن أحد على طُهر الوطن

ألا لا يجهلن أحد على طُهر الوطن

0
Shares
PinterestGoogle+
 

 رمضان مصباح الإدريسي

وهل يفهم الاسمنتيون في البناء النفسي الوطن؟

ديدني أن أتداوى بالتاريخ حينما أستشعر مرضا جهة الجغرافية ؛جغرافية الوطن طبعا.

أنصح كل المواطنين بهذه الوصفة؛التي  تبدو كما لو أن الله تعالى خصنا بها في هذا القلب الكبير الذي يعتلي – متكئا – القارة السمراء؛و الذي سيظل دوما معرضا لشتى الدواهي والتحديات.

لا يمكن  لوطن دائم الاستحمام في الأطلسي والمتوسط؛أن يسلم من  العاديات السابحات ؛المغيرات ،ولو بحمل بعير من سقط الأزبال:

بل هي آلاف الأطنان من عجلات مهترئة،بطاريات،سموم الكيمياء، وحروق الفيزياء..

استفزني بلاغ السيدة وزيرة البيئة – حامية الأوكسجين المغربي – الذي يحمد للإسمنتيين سعيهم ألبراميلي الحارق؛أكثر مما استفزني تصور منظر الحاويات العملاقة ،وهي تعبر إلى شواطئنا بما كرهته الحكومة الايطالية لمواطنيها بنابولي وغيرها.

الجرم البيئي محتمل الوقوع من موتى الوطنية و الضمير –كما يقع في الصومال- لكن أن يصبغه  بلاغ رسمي بلون الصحة والعافية و »ماكاين باس » ؛فهذا منتهى الاستخفاف والإسفاف والإتلاف..

أرض تحتضن  طهارة الفاتيكان، لا يمكن أن تحضن قذارة الطاليان.

كأنها قيلت ، وكأنها لم تدون فقط.

  هي إذن تعرف  – تلك التي خلناها المرأة الخضراء –  وتتواطأ على البيئة المغربية مع إسمنتيين من أثقل خلق الله في قراءة التاريخ المغربي وفهمه.

بدا لحكيمتنا – ربما لضعف تمثلها لتاريخ المغرب ،وفهمها لنفسية المغاربة – أن مجرد بلاغ توضيحي يكفي ليفسحوا ،في صدورهم ، مكانا  لمطارح ايطاليا ؛وكأنها دعوات مباركة من قداسة البابا.

بلاغ ليس بينه وبين المصداقية العلمية ،التي تتأسس على البحث العلمي ،حينما يمتشق صرامته المعروفة،غير الخير والإحسان. بلاغ أفرغ من فؤاد أم موسى.

أقول هذا وأنا أهمس في أذن حكيمتنا أن قدسية الوطن في نفوس المغاربة –ومنذ القديم – لا تحتمل الخدش ،ولو بالماس والذهب.

ألا تعلمين سيدتي – حامية الأوكسجين المغربي – أن مغاربة الجنوب استعْدَوا  ،زمن الفيضانات ،القوات المسلحة الملكية ،لمقارعة بعاع (بعاع الفيضان:مقدمته الهوجاء) الوديان ؛وقد سبق أن فسرتُ هذا بنزعتهم القتالية،حينما يُداهم الوطن ؛ولو تعلق الأمر بكوارث الطبيعة ليس إلا.

وهذا ما أدركه القائد الأعلى ،وهو يعطي تعليماته لتتحرك القوة جنوبا؛حتى يطمئن قلب الوطن.

فكيف نُنكر اليوم على المواطنين نزعتهم القتالية –السلمية والحمد لله – وهم قاب قوسين من أدخنة لا يماري إلا مغرض أو جاهل في سميتها؟

أدخنة تنضاف إلى ما يحدث في القنيطرة من غرائب بيئية دَخَنية؛لا أحد يدري كنهها ومصدرها ،رغم المختبر المتجول الذي أشرفت عليه الوزيرة إياها.

وهل يوجد من ينكر على الفلاحين في سهل أنكاد الغربي – الجهة الشرقية – تضررهم من أدخنة « هولسيم »؟ ألم  تنقرض ، أو تكاد ،تربية النحل بالجوار؟

وبدورها، الحكومة التي تدلي باللحية،المنتصبة للحِجاج ،حينما تدلي الحكومات بالعبقرية والإبداع ،تعرف أن طلائع  أغرب حملة صليبية على وشك ذبح بيئتنا .

 هي لا تحوم فقط حول الحِمى بل تُواقعه؛بشهادة بلاغ رسمي ،له وقع الفضيحة أكثر مما له من مصداقية بيئية علمية.

يدلي البلاغ بقرار إسمنتي  خطير ،حاز حجية الأمر المقضي به ؛دون مستندات عدا « والله صدقوني » .

لا يصح هذا حتى ولو كنت ستنفثين في سماء المغرب أكسجين جبال الهملايا..فكيف والأمر يتعلق بنفايات القوم ،المجهولة المصدر والروح؟

هل مات كل البرلمانيين ، وهلك البيئيون ،وانقرض المؤرخون؟ألم يقف ببابك غير الإسمنتيين بأكياسهم ليفتوا في بناء الوطن بأرخص الأثمان؟

هل فكرت في كون الأمر يتجاوز البناء المادي للوطن إلى البناء النفسي للمواطنين؟

 وهل تدركين أن هذا البناء ابتدأ منذ عشرات القرون ؛ولا يمكن إلا أن يستمر شامخا ،متجاوزا البناء الصخري والأسمنتي ،الذي يتجدد كلما انهد.

شتان بين بناء وبناء ؛والاسمنتيون لا يفكرون سوى في زيادة هامش أرباحهم.

وهل ينسى المغاربة معركة وادي المخازن؟

أنتم يا أصحاب مخازن النفايات.

معركة ارتقت الى الصليبية ،حينما باركها البابا ،وساهم فيها بعساكره ،وعساكر ايطاليا؛وانضمت اليهما جيوش من ألمانيا واسبانيا.   وقد أشعل فتيل كل هذه الحملة التي استهدفت المملكة، اسمنيو ذلك الزمان ؛وعلى رأسهم محمد المعروف بالمسلوخ.هو بدوره فكر في البناء المادي لملكه ولم يفكر في البناء النفسي للمغاربة.

تنادت مملكتا فاس (أحمد المنصور) ،ومملكة مراكش(عبد الملك أبو مروان)؛وتنادى المغاربة من كل الربوع والفجاج :أنِ البدار فقد هوجمت الدار.

فكانت بحق معركة حاسمة غيرت مجرى التاريخ ؛والمجرى الوجودي لهذا العدو الذي داهم  الوطن ،المنشغل بفتن الوقت ،بالحديد والنار ،على حين غرة.

 تماما كما صبحتنا مزابل ايطاليا ،ونحن نخوض معركة « الميكا » ،ونخطط ل »الكوب22″.

ربما القليل من يعرف أن اليهود المغاربة ظلوا يحتفلون بهذا النصر سنويا ،وكأنه من أعيادهم الدينبة.

حق لهم ذلك لِما تناهى إلى علمهم من تهديدات الملك البرتغالي « سبستيان » ؛بعزمه على حرقهم – بعد القضاء على المغاربة المسلمين – إن لم يتنصروا.

أما أفراح المغاربة بهذا النصر والتمكين فلن تنتهي أبدا.

كم يجهل الاسمنتيون التاريخ سيدتي حامية الأوكسجين المغربي..

لكنك وزيرة للبيئة ،فكيف زلت القدم؟   وهل تنوين الاستمرار وقد غدرت برئات الأطفال ؟

ألا لا يجهلن أحد علينا..

Sidizekri.blogvie.com

 

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. قارئ ملتزم بوجدة سيتي
    08/07/2016 at 09:22

    من قال ان الوطن له يفعل به و بانسانه و بارضه ما يحلو له فهو واهم فاذا كن المعمل الموجود بقرية نعيمة قد اتى على الحرث و النسل و لينظر الانسان الى حالة الشجر المترامي على طول الطريق نحو المعمل كيف اصبح كعجوز عاجزة بلا خضرة و بلا اوراق كانه مسرطن، ناهيك عن التسمم الذي ينفثه في الهواء فيدل الى الانوف و الافواه و ينزل الى الماء .فحالات السرطان الغريبة و الكثيرة الا يجلبها هذا المعمل؟ وما حدث بالقنيطرة التي يكافح سكانهاضد موجات الدخان الاسود و بكثافة جعلت سيادة وزير النقل يغير مكان سكناه الى الرباط هربا ،و لكن ان يموت المواطنون فلا باس؟ في فرنس 24 يدافع مسؤول في وزارة البيئة عن قرار الحكومة انها نفايات بلا ضرر هذا ما تقوله المخابر المغربية اما المخابر الغربية فتقول انها نفايات سامة وخطر على الهواء و الماء و التربة و الانسان.اذا كان لكم وطن ايها المسؤولون فاعتنوا به و بانسانه اما اذا كانت لكم اوطان اخرى و اغلبكم يحمل جنسية مزدوجة فلا تنتظروا الحريق حتى يحرق اليابس و الاخضر لتتراجعوا عن قراراتكم قد يكون فات الاوان

  2. محمد بيجمن
    08/07/2016 at 20:25

    نعم التحليل و نعم المقال .
    كفى استحمارا للشعب المغلوب على نفسه ، و كفى استهثارا بصحة الشيب و الشباب و الرضع . إنها نفايات سامة سامة سامة فتاكة قاتلة مدمرة بشهادة البرلمان الإيطالي نفسه .
    نعم قالها عمرو بن كلثوم في معلقته المشهورة و نرددها بصوت واحد:
    ألا لا يجــــــــهلن أحد علينــــــــا==== فنجـــــهل فوق جهل الجــــــاهلينـــــا

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.