Home»Correspondants»لا مكان في المحيطات إلا للحيتان الكبيرة

لا مكان في المحيطات إلا للحيتان الكبيرة

0
Shares
PinterestGoogle+

تعيش الحيتان baleines    في المحيطات الواسعة (المفتوحة) الكبيرة  و ليس في البحار المغلقة،أو شبه المغلقة. فهي من أنصار أرض الله واسعة . فطولها المفرط ووزنها العظيم يتطلب ،أن تمارس وظيفتها في السباحة في المياه العميقة.وهكذا تشاهد وهي تنقلب يمينا و شمالا  ، ورأسا على عقب، وفي كل الاتجاهات في حركات رشيقة رغم ضخامة طولها ووزنها.

الحيتان تمارس حياتها في المحيطات ، رغم ما يبدو على بعضها من نزعة نحو الانتحار(هكذا فسر الإنسان الأبيض هذا السلوك).وتصر  في بعض الأحيان عليه رغم اعتراض الإنسان الأبيض على هاته العملية التي بقيت بدون تفسير.فهو يدفعها إلى داخل البحر مكانها الطبيعي  ….

لكن هناك حيتان آدمية  مفترسة،لا تعيش في محيط المياه العميقة، بل في محيط السياسة الملتهب…ونحن على أمد قصير من الانتخابات التشريعية و على أبواب فصل جديد من فصول السياسة و تكوين حكومة جديدة بلباس جديد وحقائب وزارية  ، ووجوه جديدة أو (قديمة)…يعيش المشهد السياسي حركات من هذا الأمين لحزب أو ذاك، في هذه المدينة أو تلك ،مغتنمين كل الوسائل الشرعية و غير الشرعية لإلقاء الخطب و إصدار التنبيهات و الإشارات المبطنة و الصريحة  و الشتائم و التهم في حق بعضهم بعضا، وبعضهم يقولها صراحة و يوجه سهامه إلى وزارة الداخلية من أجل أضمان حيادها ،و بعيدة عن طبخ  خريطة سياسية على المقاس…

و في محيط هذا الجو الساخن يتفقد الرؤساء(أمناء) الأحزاب المشاركة في العملية السياسية و الانتخابية، وفي المدن المختلفة، لوائح المرشحين الأوفر حظا،و الذين من المنتظر أن يحصلوا على التزكية من المصوتين، غير متناسين النصائح و الإرشادات و التحذيرات أن يفتحوا أبصارهم و أسماعهم ويطلقوا العنان  لألسنتهم…فالضجيج مهم في هذه المناسبات…

أمناء الأحزاب يوفقون على اللمسات الأخيرة لقائمة المرشحين، التي يجب أن تضم أناسا من العيار الثقيل.فالمراهنة على خيول قوية  يجب أن تكسب. وهي خيول من ميزاتها شحذ اللسان و جيوب عامرة و صحون مليئة بما لذ وطاب للبطون الجائعة.

 و المرشحون كما نسمع من دسائس(أي أسرار) السياسيين والتي تلتقطها أسماع الصحفيين ،هم من العيار الثقيل،ومن الحيتان الكبيرة بالقوة و الفعل.و هي حيتان لا تعطي أية قيمة أو وجود أو اعتبار للأسماك الصغيرة،أو للطحالب البحرية ، بل تمارس عليها الاحتقار و الازدراء و التهكم ، و لا تراها فيها  إلا فئة من العبيد و الخدم التي عليها مهمتان :التصويت و التصفيق.

فلا مكان في محيط السياسة العظيم، إلا للحيتان التي تتميز بالقوة و القدرة على استقطاب الجماهير (وأكل أمخاخهم باية وسيلة :بالاستعطاف و التوسل ،بالمال ،أو بوعود كلام الليل يمحوه النهار ): إنهم أصحاب المال و المقال و الصخب في الأقوال، أو الوظيفة  السياسية  أو الدينية…).

إن من يرشح نفسه للخوض في غمار الانتخابات، ويتقدم للسباحة في محيط السياسة، و الحصول على مناصب في الوزارة و البرلمان، هم أناس مستعدون لكل شيء،و لهم شغف و شبق بالمناصب و الجاه  و المال و الحظوة.ومستعدون للتضحية في سبيل الحصول عليها بكل شيء حتى الكرامة ليس لها معنى إلا في سوق الفقراء.ولهم روح قتالية و تآمرية  أسطورية،وهي مواصفات لا تتوفر في الأسماك الصغيرة من صغار الموظفين أو من العاطلين . فقدر الفقراء أن يمنحوا أصواتهم لصالح الأغنياء الأقوياء،على أن  يبقوا متفرجين على مشهد  الحيتان  وهي تتصارع(على الأقل هذا ما يبدو).

الأغنياء هم الأقوياء بالمال و الكلام و الصخب و الجرأة و الفصاحة اللسانية وخبرة كبيرة في المنازلات ، وهم من  يملأ المقاعد البرلمانية و الوزارية،و هم من لهم أنف له حساسية في شم روائح الغنائم والمكاسب، و الامتيازات  وفي المال العام عن بعد. ومن لهم قدرة على التصرف في المال العام، كما يريدون وكيف يريدون بلا رقيب و لا محاسب،و بلا حياء و لا ندم…و هناك  يفصلون القوانين على مقاسهم،لتخدم مصالحهم…

إنها عقيدة المواطن البسيط في هؤلاء القوم  من السياسيين ،الذين يملئون الدنيا صخبا و عويلا و صراخا في كل مناسبة تمس فيها مصالحهم(التقاعد و الامتيازات) .

هذه هي عقيدة  المواطن البسيط في هؤلاء،و هي عقيدة  لا يشوبها شك أو ظن. إنها عقيدة خبرها في الحياة منذ 60سنة…و أصبحت فلسفته في الحياة..

فهل رأينا برلمانيا أو وزيرا أو كاتبا عاما لوزارة من أسافل القوم ومن أسفل السلم الاجتماعي ؟،أومن المسالمين و المتواضعين و الذين يخافون الله في سرهم و علانيتهم و معروفون بزهدهم في الغنائم و المكاسب و الامتيازات؟ هل من هؤلاء من قدم نفسه للترشح ،و يشهدون على أنفسهم و يقسمون (أمام الخلق و الخالق)أنهم موجودون هنا ،من أجل  كرامة ورفاهية الوطن و المواطن كما يفعل الإنسان في هذه المناسبة و في البلدان الديمقراطية، و الذين ينسحبون عندما يفشلون في تقديم حسنات للمواطن؟….

انتاج :صايم نورالدين


 

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *