Home»Correspondants»video السياسة و لعنة الكراسي

video السياسة و لعنة الكراسي

1
Shares
PinterestGoogle+
 

لطفي بوشناق فنان تونسي ملتزم ، ذو شخصية مُحبَّبة ، بسيط حدَّ التواضع ، صوته شجي و نقي ( النقاء هنا نَقِيض للعهر « الفني ») وبعيد جدا عن التصنع التيكنولوجي .أغلب أغانيه تترجم الوضع أو على الأصح الوجــــــع العربي؛ يؤديها بحماس وصدق كبيرين و إحساس مرهف.يضع الأصبع على على الغصّة و المواجع ليخاطب  عقولنا وضمائرنا و عواطفنا ويجعلنا معنيين بالفواجع  عَنْيًا في هذا الوطن العربي.

عرفت أغانيه نجاحا باهرا خصوصا  » أنا مواطن » الغنية عن التعريف التي بكى فيها بوشناق  و أبْكَى  (أقصد من لا زالت به بقايا عواطف انسانية)،بل أكثر من ذلك أسْمَعَتْ   كلماته مَـنْ بـه صَمَـمُ.كالمتنبي.*

ومن بين أغانيه الناجحة كذلك (في الحقبقة أغانيه ناجحة كلها وإن بدرجة متفاوتة) أقترح أغنية « السياسة والكراسي » من كلمات الشاعر مازن الشريف وهي عبارة عن حوار افتراضي بين أب وابنه .هذا الأخير لا  يعلم أو لا يدري معنى السياسة فحار واختلطت عليه الأمور ، فكان توضيح الأب بأن السياسة (بمفهومها النبيل طبعا ) في عالم الأنوار المتمدن هي مرادف للقيم الجميلة :الحرية ،الأمل… ، تساهم قي بناء الوطن ،و تفتح أبواب التحاور لتكون جسرا للتواصل بين المواطن والرئاسة …لكنها للأسف في بلادنا اتخذت مسارا آخر وانحرفت عن الصراط السّوي وضلّت السبيل فأصبحت غايتها الوصول إلى السلطة والتشبث بالكراسي…:

ابني سألني
يا أبي أسمع كلام عن السياسة
وما دَريت معنى السياسة يا أبي
گالو نظام گالو عالم فيه أضواء وظلام
واختلط في فكري وذهني الكلام
يا أبي خَبِّرني شو معنى السياسة

 

السياسة يا بني في عالم الأنوار حرية و أمل
والسياسة تَعْرف ءتْكوَّن وطن
و ءتْعلّم الناس العمل وتفتح أبواب التحاور
بين أوجاع المواطن والرئاسة

 

والساسة يا بني في أرضنا لعب وكياسة

……..

يا بني منحت عمري وفات عمري وشاب راسي
وأهل الكراسي على الكراسي بلا عقول ولا فراسة
ويدعو فهم السياسة

…..

فعلا ففي بلاد تحول فيها  كثير من الأميين سياسيا إلى محللين وسياسيين وفاعلين … ستُصبح للكراسي جاذبية لا تُقاوَم ، فلها اغرائها وغوايتها وسحرها.فثُلّة عندهم لوعة وعشق للكراسي حدَّ الهيّام ، يستحِلّونها ويستحْلونها.ربما لو كان الفيزيائي نيوتن عربيا أو على الأقل عاش في البلاد العربية لاكتشف قانونا آخر للجذب: قوة انجذاب المؤخرات وتشبثها بالكراسي. والكراسي المقصودة هنا ليست خشبية كتلك التي نجلس عليها نحن البسطاء « تَضْبَرْ » ، بل هي وثيرة وغير ثابتة ،تتحرك ذات اليمين وذات اليسار .هي كبعض الرؤوس تدور ، أوَ لم يقل أجدادنا « الرّاس الّلي ما يْدور كدية »!

فتحية لكل من يواجه القبح بالجمال ، تحية للطفي بوشناق والشاعر مازن الشريف سفيرا آلامنا وآمالنا العربية. وأترككم مع رائعة الكراسي.

وشاني حميد

***********             

أنَا الذي نَظَرَ الأعْمَى إلى أدَبي ***  وَأسْمَعَتْ كَلِماتي مَنْ بهِ صَمَمُ  

أبو الطيب المتنبي

 

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.