Home»Débats»الدكتور مصطفى بنحمزة : من الخطأ دراسة الإرهاب دون معرفة فكر المنتمين اليه VIDEO

الدكتور مصطفى بنحمزة : من الخطأ دراسة الإرهاب دون معرفة فكر المنتمين اليه VIDEO

0
Shares
PinterestGoogle+

خلال الندوة التي نظمتها جامعة محمد الأول بوجدة يوم الخميس  14 ابريل الحالي حول موضوع  الإرهاب  بين  الجذور الاجتماعية و المعالجة الدولية

تناول الكلمة رئيس المجلس العلمي المحلي بوجدة  العلامة الدكتور مصطفى بنحمزة

معتبرا انه اذا كان هناك اليوم أي موضوع هو في حاجة الى المعالجة فانه موضوع الإرهاب الذي تعاني منه العديد من الدول الإسلامية ،  ونظرا لتنامي الوعي في هذا الجانب فقد كان مهما للجامعة ان تتناول هذا الموضوع بالمناقشة والتحليل ، وهو الموضوع  تم تداوله عبر ازمة مختلفة وخاض فيه العديد من الباحثين والدارسين والمهتمين وفق مقاربات مختلفة بل ومتباينة ، غير ان الجامعة حينما تتناول هذا الموضوع فهذا يعني انه يجب تناوله وفق مقاربة علمية دقيقة ستند على منهجية منطقية في البحث والدراسة  بعيدا عن  الصراعات الأيديولوجية والفلسفية

وأضاف العلامة الدكتور مصطفي بنحمزة ان مقاربته  لهذا الموضوع لها صلة بالمتدينين ، خصوصا وان الإرهاب اصبح الآن ظاهرة عالمية لم تسلم منه اية جهة من جهات الأرض ، سواء تعلق الأمر بالعالم الإسلامي وغير الإسلامي ، غير انه يسكت عن بعضه  مثلما يحدث في  ميانمار من تقتيل وحرق للمسلمين  وابادتهم  بشكل  فضيع امام مرأى ومسمع من العالم ككل  حيث ان ما يرتكب في حق مسلمي ميانمار  من إبادة جماعية هي من ابشع أنواع الإرهاب ، ثم ان  ما  يحدث في إسرائيل ضد الفلسطينيين  العزل هو أيضا إرهاب ، وهناك اعمالا إرهابية ترتكب في العديد من بقاع العالم غير الإسلامي غير انه يكست عنها  …

وبما اننا ننتمي الى العالم الإسلامي فسنحاول دراسة  الظاهرة  من  خلال أسبابها وعواملها انطلاقا من الواقع العربي الإسلامي

وقال الدكتور مصطفى بنحمزة انه من الخطأ الحديث عن الإرهاب دون معرفة فكره ، أي كيف يفكر الذين يمارسون الإرهاب ، لأن  ذلك سيبين لنا  ان ربط الإرهاب بالعوامل الاجتماعية والاقتصادية مثل الفقر والتهميش عوامل لا تفسر الظاهرة تفسيرا عميقا وشموليا ، لأن الإرهاب ليس شيئا يفعله دائما المهمشون والفقراء ، فالممارسات الإرهابية تكون أيضا من طرف اشخاص ينتمون الى طبقات اجتماعية  ثرية ، ومن فئات مثقفة ، مما يعني ان تفسير الإرهاب بالفقر والتهميش والبطالة ليس له قوة تفسيرية شاملة ومقنعة

فحينما نتحدث عن الإرهاب لا ينبغي ان نتحدث عن الإرهاب كما نفترضه   ، او نلجأ الى حديث معمم ، لفهم الإرهاب لا بد ان نغوص في فهم ادبيات هؤلاء الذين ينتمون الى الإرهاب من خلال قراءة أدبياتهم ، من خلال معرفة  كيف يفكرون ، انطلاقا  مما توفر من كتب المراجعات  وهي كتب أناس تورطوا في الإرهاب  وبعد تبرؤهم من الاعمال الإرهابية كتبوا كتبا عديدة يتحدثون فيها عن الفكر الإرهابي ومنطقه ، حيث تبين من خلال اعترافاتهم انهم اخطأوا وان اخطاءهم كانت معرفية  قبل ان يتبرؤوا من ذلك الماضي …

وخلاصة القول يمكن التنبيه ان هناك ازمة هي ازمة التكفير ، والتكفير الذي يتحدث عنه هؤلاء هو خطأ في التصور ، تصورا كان محكما بوجود العلماء ، ولكن حينما ازيح العلماء تكلم االجهلة في العلم بما لا يعرفونه ، وما لا يعلمونه  ، فصار الكل مفتيا ، والكل مفسرا ، والكل محدثا ، وهنا مكمن الخطر حينما يتكلم الجهلاء ويسكت العلماء

كما يمكن الإشارة  بخصوص ظاهرة الإرهاب ان الامر كله يتعلق بمفهوم الايمان ، والايمان عند السنة هو اعتقاد بالجنان ونطق باللسان وعمل بالاركان ، وعلماء السنة يقولون ان الايمان أساسا هو الاعتقاد ،  اما الايمان نطقا باللسان قهو من اجل الاندماج في جماعة الإسلام ، واما الايمان كعمل بالاركان فهو كمال  ، غير انه برجوعنا الى  تاريخ الإسلام فاننا نجد  ان جماعتين تعتبران ان العمل جزءا من الاعتقاد وهما المعتزلة والخوارج ،  وهذه الأخيرة تقول ان العمل بالجوارح اهم ومن لم يعمل وفق اعتقاده كمن لا اعتقاد له ،لذلك تعتبر فرقة الخوارج اول فرقة تكفيرية واكثر   دموية …

ثم بعد ذلك  اعتبر الدكتور مصطفى بنحمزة أن المسلم اذا كان في أي بلد يمارس اركانه الدينية  بيسر ، ودون عوائق  ودون أي اضطهاد  فهو في دار الإسلام وان لم يكن الحاكم مسلما ,,,ولذلك فان الاشكال هو بالدرجة الأولى اشكالا معرفيا ,,,

ولذلك فان امير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس  حينما دعى الى مراجعة البرامج الدينية  فانه قد وضع الاصبع على هذا الاشكال المعرفي ، لأن هؤلاء الذين يستقطبون للارهاب ليسوا لا من طلبة العلوم الشرعية ولا من الفقهاء ولا من حفظة القرآن ، بل الذين يتم استقطابهم و يمارسون الإرهاب قد ينتسبون الى مؤسسات تقنية عالية  ، وعلى معرفة بالعديد من اللغات ، وهذا ما يعني اننا في حاجة الى تعميم الثقافة الدينية  الصحيحة على الجميع  من اجل وقاية الجميع  ، فليس المراد هو المواجهة وانما المراد هو تحصين الأمة بنشر المعرفة الشرعية  الصحيحة  ، واننا في المغرب كبلد سني مالكي ، نقر ونؤكد أن المالكية كانت دائما وعلى مر العصور صمام امام للمسلمين  بصفة عامة ، واستقرار المغرب والمغاربة بصفة خاصة ،  لذلك لا بد من تحصين الناس بالفقه المالكي ، غير انه لا ينبغي ان يتكلم في الفقه المالكي من لا يعرفه لأن هناك تشويشات كثيرة عن الفقه المالكي خصوصا من الذين لا يعرفون  هذا الفقه   …ولهذا على الجامعة ان تهتم بهذه العناصر فالشباب في حاجة الى تلقي دروسا في هذا الشأن  على الأقل من اجل التحصين والتمنيع ضد أي استقطاب او استيلاب مغلوط يمكن ان يجره الى المهالك من حيث لا يعلم

ليختم الدكتور مصطفى بنحمزة  مداخلته  قائلا ان النموذج المغربي في التدين نموذج قوي مؤسس  ، وليس من مصلحة المغاربة ان يسمحوا لأي جهة من الجهات وكيفما كانت  سواء من المشرق او المغرب ان تخترق هذا النموذج  خصوصا وان بلدنا كان دائما بلدا ينتج العلم والعلماء …لهذا على المغاربة ان يقفوا ضد الإرهاب صفا واحدا لأن الله تبارك وتعالى حبا  بلدنا بالأمن والاستقرار حتى انه صار متفردا في هذا المجال ، لأن المذهب المالكي يعتبر حصنا منيعا ويمثل حصانة  ومناعة  للمغرب

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *