Home»Correspondants»حلل و ناقش

حلل و ناقش

3
Shares
PinterestGoogle+

كانت المواضيع التقليدية في مادة الفلسفة بعد السؤال أو القولة أو النص الفلسفي تنتهي بالعبارة السحرية (حلل و ناقش) و لازالت إلى يومنا هذا يطلب من التلاميذ هذا المطلب رغم أن الدرس الفلسفي تغير كثيرا من السبعينات من القرن الماضي إلى يومنا هذا، من درس بمنشورات طويلة إلى نصوص مبتورة.

 و أصبحت الإجابات المطلوبة مقننة بمعايير تقويمية عوض الحكم العام الذي كان ساريا في المدرسة التقليدية و الذي جنى على كثير من التلاميذ في ذلك الوقت.

 الحقيقة أني استعرت تلك الأسئلة السحرية في  الموضوع والإنشاء الفلسفي و التي تنتهي دائما  بالعبارة المفتاح لكل الألغاز: حلل و ناقش

 اطرح اليوم موضوعا للمناقشة ليس بالمطلب الفلسفي.

تتكون المسألة اللغز من عنصرين:

1)الأول المتعلق بالزيادة المرتقبة في غاز البوطان

2) الثاني  يتعلق بالزيادة المرتقبة في ثمن السكر

في الحالة الأولى تبرر الحكومة أن  إقرار الزيادة في أثمان في غاز البوطان يرجع إلى الفئة المستفيدة، الذين هم أصحاب الضيعات الكبرى و المقاهي و المخبزات و صناعة الحلويات و المطاعم… الخ وهم أصحاب التجارة و الإنتاج  و الثروات و يستفيدون من كرم الوزارة على حساب الشعب الذي في أغلب الحالات يستعمل واحدة من الحجم  الصغير(4كلج) أواحدة من الحجم الكبير (12 كلج) في الشهر…

في الحالة الثانية يبرر وزراء الحكومة (وزير الاقتصاد و المالية) ان دعم السكر لا يتوجه إلى الفئات المعوزة بل يتوجه إلى   أصحاب المقاهي والمقشدات و المعامل و المصانع التي تصنع ما تنتجه من هذه المادة  من الحلويات و أصناف الطرطات و أصناف (الكاطو المعلب )الموجه إلى الأطفال بصفة عامة… أي أن الفئات الفقيرة لا تستفيد من دعم الحكومة لهذه المادة…

ملحوظة: كل المواد التي زيد في أثمانها تعود في نهاية الأمر إلى المواطن الذي يستهلكها، وكل زيادة في الضريبة على القيمة المضافة فإنها ترجع في نهاية المطاف إلى المواطن المستهلك وهو من يؤديها.

فهل تعتقد على سبيل المثال أن صاحب المقهى إذا زادت الحكومة في ثمن كلج من السكر (20 سنتم) مثلا فهل يبقي ثمن الاستهلاك كما كان أم انه سيزيد  وكم؟ في ثمن كل استهلاك مثلا (قهوة أو قهوة بالحليب أو شاي أو موناندا أو خبز (مقرمش)أو هلالية؟ كم يزيد صاحب المقشدة في كل استهلاك  يطلبه الزبون؟؟؟…..

في الأخير أليس الأثرياء أصحاب المشروعات الموجهة إلى استهلاك المواطن هم من يستفيد من كل زيادة تقرها الحكومة على مادة من المواد الاستهلاكية؟ أليس هم(الأثرياء) من  ينتظر فرصا  مثل هذه، للزيادة في ثرواتهم عن طريق زيادة في أثمان  المنتجات الاستهلاكية التي يقدمونها إلى سوق الاستهلاك ؟

أليس كل زيادة و لو كانت ضئيلة فإنها تولد لدى هذه الفئة ثروة هائلة، وان من  تقع على عاتقه في تأديتها هو المواطن في نهاية المطاف؟

حلل وناقش :إذن هل مبررات الحكومة(أي حكومة كيفما كان لونها السياسي) منطقية و يمكن الوثوق بها_عندما تبرر أن الزيادة موجهة إلى الفئة الغنية- أم أنها تضحك على عقول المغفلين؟

صايم نورالدين

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

3 Comments

  1. محمد بيجمن
    10/01/2016 at 16:09

    أنا من جيل باكالوريا منتصف سبعينيات القرن السالف ، و لا زلت أتذكر موضوع الفلسفة الذي امتحنت فيه مع أقراني و الذي يقول بالحرف :  » الذكاء بين الفطرة و الاكتساب . حلل و ناقش  » هذا لتأكيد ما جاء في توطئة الأستاذ نور الدين صايم أما بالنسبة للب موضوع المقال فأضن أن أجدادنا تركوا لنا ميراثا ثقافيا شعبياغنيا و صادقا حول مواقف مثيلة لما طرح في الموضوع . فلقد قالوا – و أكررها قولهم صدق – : » زيد الشحمة في … » أعزكم الله .و قالوا أيضا :  » من لحيتو بخر ليه « 

  2. صايم نورالدجين
    11/01/2016 at 07:36

    شكرا السيد محمد حياك الله و الف تحية لجيل منتصف السبعينات الذين تقاعدوا او هم في طريق التقاعد و الذين يرون الامور كما هي بدون غربال و لا نفاق، و الذين يرون كم هي سحرية تلك اللحية التي تستعمل في البخور لتمويه الناس عن الحقيقة الساطعة

  3. محمد بيجمن
    12/01/2016 at 02:29

    بدوري لا يسعني إلا أن أشكر السيد نور الدين عن المقالات النيرة التي ينشرها على موقع وجدة سيتي . و بكل صدق ، و بدون مجاملة فإنني حينما أتصفح الجريدة أبحث عن مقالات فطاحلة كتابها و أخص بالذكر السادة نور الدين صايم و رمضان مصباح الإدريسي و إسماعيل الحلوتي. فما تخطه أقلامهم هو تبر خالص .

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *