Home»Correspondants»عندما كانت السياسة تعني الاحتيال و الايقاع بالخصم(العدو)

عندما كانت السياسة تعني الاحتيال و الايقاع بالخصم(العدو)

0
Shares
PinterestGoogle+

اول الاسئلة التي نطرحها :هل السياسة تعني الاحتيال و اللعب بعقول الناس و التنصل من العهود و المواثيق و الكذب عليهم ؟هل من حق السياسي ان يكون من هذه الفصيلة(منافقا)؟ ام من واجب السياسي ان يكون له كرامة لا يحب ان يمسها الاخرون بالخدش؟ ام من اخلاقه ان تتميز بنظافة القلب و اليد و الفكر و حب الخير للناس اولا و اخيرا؟ام من شيمه ان لا ينام مرتاح البال و هو يضمر الشر لمعارضيه و كيف ينال منهم؟ ام من تجري خدمة الاخرين  كالدم في عروقه و كالهواء الذي يتنفسه؟

والحقيقة الاولى التي أثبتها و انا المواطن من عامة الناس و بسطائهم، انني من القراءالذين يكنون احتراما لا نظير له للكاتب و الناقد و المترجم و الروائي الاديب و المفكر المرحوم طه حسين،و لي متمنيات خاصة  أن اعثر أو أجد واحدا من المغاربة المهمين الذين يتولون شؤون الوزارة  له نفس الايمان القوي بان يفعل ما فعله طه حسينلبني وطنه،انه صاحب القولة المشهورة و هو وزير للمعارف (أي وزيرا للتعليم و التربية في بلادي):العلم ضروري للحياة كالماء و الهواء.وعمل على نشر و تعميم التعليم في اوساط المصريين،لا عتقاده ان لا وجود لنهضة اجتماعية و علمية و حضارية بلا وجود لمواطنين متعلمين تعليما جيدا…

 الحقيقة الثانية التي اجد ضيقا في كتابتها و  هي نقل وسائل الاعلام و قول المشاهدين الذين لاحظوا رئيس الحكومة الحالي للمملكة المغربية يستعمل سيارة الدولة(نوع مرسيدس فاخرة) في تنقلاته لممارسة حملته الانتخابية في المدن التي زارها.وهذا من وجهة نظر كثير من المغاربة، و انا واحد منهم، عمل مشين و وضيع ،و لا يجوز ان يستغل مواطن من الوجوه العامة و هو رئيس الحكومة الملتحية،و يدعي تطبيق الاسلام في منهجه و برنامجه الحزبي السياسي ان يفعل ذلك . لانه بكل البساطة المتعارف عليها،ان يقدم المثال و القدوة و النموذج المحتذى به في  تجنب الشبهات و الاقاويل، و الابتعاد مسافات بعيدة عن المال العام، حتى لو كان ركوب سيارة الدولة (الشعب هو الذي دفع ثمنها من قوته اليومي).فالمال العام بدون وجود من يحرسونه من الفضلاء و النزهاء و اولياء الله(يعلم لسفهاء المجتمع السرقة).هكذا يقول المغاربة المتنورون.لو فعل ذلك سياسي اخر لا يجعل الدين شعارا له، قد يقبل ذلك منه،لانه جاهل باصول و مبادئ و جوهر الدين.فالدين لم يكن وسيلة للسيطرة على الناس و استغلالهم.و لعل المفكر الالماني (كارل ماركس) كان محقا عندما راى استغلال رجال الكنيسة للناس  استغلالا بشعا،و قال قولته المشهورة » الدين أفيون الشعوب ».وهو يعني الدين الذي يمارسه بعض الناس كاستغلال و تعدي على كرامتهم و حقوقهم و انسانيتهم…

 و علق بعض انصار رئيس الحكومة قائلا: انه من حق السيد رئيس ان يستعمل سيارة الدولة لانها سيارة ضد الرصاص و يخاف من اعتداء الناس عليه،او اغتياله… و عليه ان يركب السيارة و يستفيد من الحراسة الشخصية… و ردنا ان المغاربة ليس شعبا قتالا  و لا معتديا و لا ارهابيا و التاريخ يشهد على ذلك،و لو احس سيادته و ايقن انه محبوب من الجماهير ما كان الخوف يستوطنه وهو وسط الناس، بل ليقينه انه أضر ضررا كبيرا المغاربة البسطاء.فهل كان يفعل ذلك خلفاء رسول الله مع الناس(خاصة ابو بكر و عمر و علي رضي الله عنهم أجمعين؟ فهل عاش هؤلاء في بروج مشيدة بعيدين بقوت يومهم و سكنهم و لباسهم عن عامة الناس و التعدي على اموال المسلمين؟)

 ان من يفعل الخير للناس لا يخاف منهم و لا يحذر منهم، بل هم من يحرسونه و يحمونه من كل أذى….و لكنه المال و الجاه و السلطة و السلطان  تفعل بصاحبها الافاعيل (هامان و الفرعون الذي طغى

انها السياسة شعارها:(تمسكن حتى تتمكن).و » اليد التي لا تسطيع ان تقطعها قبلها ».نعم انها السياسة في بلد العم « اسلام » و ليس »سام »،التي قال عنها الاولون « فن الايقاع بالخصم  » او فن الحيل و التحايل ».وقد كان معاوية بن ابي سفيان من دهاة العرب (اكثر شطارة منهم) يعرف من اين تؤكل كتف المعارضين او المشكوك في ولائهم له أو الموالون له من كبار القوم.و جعل الدين وسيلة للخروج على خليفة المسلمين الشرعيعلي بن ابي طالب و على الجماعة، بدون وجه حق(الا الطموح السياسي و النزعة الى التسلط المرضية و التي كان يخفيها بغطاء ديني)، و عرف كيف يكيد لخصومه بالدين  و يؤلب مسلمين ضد آخرين باستغلال الدين دائما…و ينشر الفتنة في اوساط المسلمين باستغلال الدين و المال ليستولي على السلطة و السلطان و الجاه . و تمكن و اقتلع خصومه و اصدقاءه الواحد تلو الاخر ،بالسيف او بالعسل.(بالمفهوم الجديد العصا و الجزرة).و له حكاية مع العسل في تصفية معارضيه و مناصريه و معاونيه،حتى يبدو الموت طبيعيا بقدرة القادر…و  المؤرخون المنتبهون لم تفتهم سعي هذا الانسان المتعطش للسلطة و الدماء الى اعدام اصدقائه المقربين  و اعدائه على السواء(بالسيف او بالعسل).و مع كل ذلك يصر بعض الفقهاء ان يصرحوا انه من المبشرين بالجنة ،و عندما يذكر اسمه يتبع بالقولة « رضي الله عنه ». مع كل العلم ان حياة الشخص مع الرسول تختلف عن حياته بعده…فهذا الرجل اكثر من الاوساخ الدنيوية.

انها السياسة في العالم العربي الاسلامي،و خير مثال على ذلك ما نشهده على الحملة الانتخابية التي نمر بها.انها تشبه ذلك التلميذ الذي يجتاز الباكلوريا و له اليقين و التصميم على النجاح باي ثمن،فيضع فوق الطاولة كل الادوات من الاقلام و الدفاتر و الخنجر.و على كل حارس ان يفهم،فتلك لغة هذا الصنف من البشر…

انها السياسة في بلادي،عندما تتحول الى سب و شتم و قذف و نعوت حقيرة للاخر.و تصدر من افواه من يتحكمون في مصائر البلاد و العباد.فلا قول لهم عن البرامج العقلانية البراجماتية القابلة للتحقيق.و لااحد اقسم امام الله و الوطن و المواطنين  ان يكونوا شهودا عليه يوم القيامة، ان هو  اهمل شؤون الناس أو تقاعس في السعي لخيرهم من سكن كريم يليق بالبشر ،و من تعليم عام واحد لكل الناس (لا فرق بين الغني و الفقير و القضاء على المدارس الخاصة لأنها تزكي الطبقية و الفوارق الاجتماعية )، و من الاستفادة من التغطية الصحية للجميع بنفس الدرجة و المنفعة،و ان يكون العمل حقا من حقوق المواطن لا منة و لا منحة خيرية منهم،و ان يعيش المغربي كبقية البشر في الضفة الشمالية من البحر الابيض المتوسط،او الجهة الغربية الشمالية للمحيط الاطلسي.

و اخير ،لنا اليقين نحن المغاربة و لنا الايمان اننا لا ننتظر خيرا من ابناء الوطن الذين يمارسون السياسة باعتبارها فن الحيل و الايقاع بالخصم و العدو، و التحايل و الكذب على الناس و التملق و الاتطاول على حقوق الناس واموالهم…و لا ننتظر منهم خيرا يرجى، لنا و لا لاولادنا  و الله يشهد علينا اننا نؤمن بذلك في الدنيا و الاخرة كايماننا بان « كل نفس ذائقة الموت ». و لقد صدق من قال ان الاسلام بروحه و جوهره هرب من العرب و المسلمين و استقر ببلاد الغرب كاخلاق و سلوك و ممارسة و ليس كعقيدة،ونحن لم يبق في الاسلام الا العقيدة نمارسها في المسجد فقط،و الذي اصبح عندنا الرمز الوحيد للدين ،اما السلوك و الاخلاق و التصرف  فقد دفناها و الى الابد، ومنذ مدة طويلة… 

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. Passager
    05/09/2015 at 03:05

    لا شك أن لرئيس الحكومة دوافعه ومبرراته لاستعمال سيارة الدولة٠ أما قولك أن الشعب ليس بإرهابي ولا يمارس القتل هذا صحيح لكن هناك الكثيرون من أبناءه من يمارسون التشرميل الي هو ابتكار مغربي لهذا من حق رئيس الحكومة أن يحمي نفسه. باستعمال سيارة الدولة، فهو لم يستعملها للتسوق أوأخذ زوجته إلى الحمام. بالأمس القريب الوزير بن عبدالله تلقى ضربة بحجر في رأسه… وفي هذا اليوم قبل غلق مكاتب التصويت قرأنا عن اعتداءاتعلى ناخبين ومنتخبين. الاحياط لازم.
    ملحوظةة. أنا لا أنتمي إلى حزب البجدي

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *