Home»Correspondants»« القبح اللي فيك » تمرير لسلوكات شادة و ضرب لبنية و بنيان أخلاق مجتمع مغربي بأكمله

« القبح اللي فيك » تمرير لسلوكات شادة و ضرب لبنية و بنيان أخلاق مجتمع مغربي بأكمله

0
Shares
PinterestGoogle+
 

أثار فيلم  « الزين اللي فيك « لمخرجه نبيل عيوش  ضجة أخلاقية هزت كيان المجتمع المغربي بأكمله وزلزلت أركان بيته التي بنيت على مرجعية إسلامية محافظة ورافضة لكل السلوكيات الشاذة  اثر الصور المنحطة والممارسات الخليعة التي اجتهد المخرج وفريقه  في سردها وتشخيصها دون مراعاة لا لحرمة دين ولا وطن ولا لأجيال في طور التشكيل , ورغم منع الفيلم رسميا من طرف الحكومة إلا أن آليات العولمة وأمواجها التي عصفت بكل الثقافات  نجحت في تمريره عبر القنوات فكان الممنوع فيه مرغوبا وبذلك أصبح أمام الأعين وعلى مسامع شريحة واسعة من المغاربة باختلاف أعمارهم ومراكزهم وتوجهاتهم
إن ثقافة مجتمع مغربي عتيق بتراثه  الذي تعب أجدادنا عربا وأمازيغ على نحته عبر الزمن اختزلت في مكان تفوح منه رائحة الانحطاط الأخلاقي بكل ما تحمله الكلمة من معنى وباسم الفن وتحت ذريعة تمثيل الواقع أي واقع وأي تمثيل، الواقع نعيشه ونتأقلم معه بآلية الضبط والقانون والتربية الدينية ولا نحتاج  لمن يجسده لنا بطريقة حتى محترفي المهنة  الذين اختاروها غصبا أو طوعا يخجلون من ان تكشفهم الأضواء على تلك الشاكلة، كلمات و سلوكات منحطة لا علاقة لها لا باحترام الذات ولا بالإنسانية التي من المفترض أن يتربى ويترعرع في أحضانها جيل بأكمله و تروض آذانه وأعينه على السمو والرقي الأخلاقي، جيل بأكمله سيستلم مشعل بناء المغرب المعاصر بآليات عصرية تحترم الجذور المغربية وأصالة الأجداد . لقد كانت المقتطفات التي تناثرت أشرطتها على » اليوتيب »  ضرب قاتل لبنية مجتمع مغربي أصيل وفضيحة أخلاقية بامتياز تخجل منها الذوات وتقشعر منها الأنفس العفيفة . و باسم الحريات الداعرة التي هاجت أمواجها لتفتت نواة المجتمع وتصيبها بعقم أخلاقي فتتلف النسل الجيد وتأتي بمولود جديد لكن بعاهة أخلاقية  لا عزاء لنا فيه إلا بيت أمير الشعراء أحمد شوقي  » إذا أصيب قوم في أخلاقهم فأقم عليهم مأتما وعويلا  » وكأن قوم  النبي لوط عليه السلام  بعثوا من جديد  فتناثرت الكلمات الساقطة وكان التجسيد المنحط  للأجساد والأفكار .
لقد كانت ردود أفعال الشارع المغربي بكل شرائحه الاجتماعية ردودا تستهجن بكل أسف وخيبة أمل فني هذا الفيلم  وتستنكره ، و كانت صورة هذا الخذلان مثل خيبة أمل الشارع البرازيلي حينما خسر  فريقه كأس العالم مؤخرا ،الكل حزين يبكي مصيبته على فريق طالما لمع نجمه في السماء ,وهذا ما حدث لنا لكن هزيمتنا كانت أعمق وأوجع هزيمة لشرف لبلد إسلامي ذو حضارة قديمة ,أراد المخرج وكاتب السيناريو وفريق العمل أن يلوثوه على السجادة الحمراء لبلد لطالما اعترف التاريخ بثقافته وبعصر أنواره الذي أنجب صفوة الأدباء والشعراء والرسامين والمفكرين والسياسيين ، فعندما نستقبل ضيفا في بيوتنا ندخله إلى أحسن ركن فيه ونقدم له ما لذ وطاب ولن تمثل شقة مومس  أو حانة زنديق  حيا بأكمله وعندما نمثل بلادنا في الخارج نمثلها بأحسن حلة ولا نستعرض أوساخنا التي لم نجد مسحوقا لغسلها.
فعرض الفيلم سيكون اختزالا لثقافة مجتمع بأكمله من نافذة داعرة و بحجة تمثيل الواقع، لم يخطر على بال المخرج وكاتب الكلمات الساقطة  وفريقه  أن هذا الفيلم سيكون بمثابة  تمرير وترويج للسياحة الجنسية بالمغرب وفتح الباب على مصراعيه  لكل منحرفي العقول ليحجوا إلى المغرب بحثا ولهتا وراء العلاقات الشاذة  في مدينة النخيل، و هو في الآن نفسه ضرب لتراث مدينة لازالت آثارها شاهدة على تاريخها الحافل بالأمجاد عبر الدول التي تعاقبت على حكم المغرب ، فبعيدا عن ذريعة تمثيل الواقع ،المخرج لم يراعي كذلك جانب تمرير هذه الصور الشاذة لجيل لازالت نواته الأخلاقية في طور التشكل و لا مناعة لها لمقاومة هذه الصور والرسائل ،فبقدر ما سيمثل الواقع سيشل أفكار قصر ومراهقين وبذلك  سيساهم في نشر الانحلال وتسويقه وشرعتنه وسط أجيال ليصبح الشدود ظاهرة في مجتمعنا ذو الفرشة الإسلامية ،فيفتح الباب على مصراعيه أيضا  للجمعيات التي تهتف بحقوقها الشاذة ، بأسماء تدل وتعكس فاحشتها علنا وبدون خجل أو حياء ، وبتفكير منحل تموقعت كل دهاليز المجون والنجاسة والاعوجاج  الفكري فغادر العقل مكانه ورحل دون عودة لتتوالد الرذيلة و تروج هذه الانحرافات في الأفلام ومن ثمة عبر المسلسلات لتدخل الفاحشة إلى عقر المنازل والبيوت المحافظة دون مراعاة لحرمة العائلة وترابطها الأسري  حتى يتسنى للمشاهد التعامل بشكل طبيعي مع هذه الظاهرة الخطيرة المنحرفة التي أخد ت مكانا لها في الإعلام  فأصبحت الرذيلة تطالب بحقوقها التي لم نعلم بتواجدها سوى بين التستر على بلائها ومعصيتها حتى يأتي العفو من الله تعالى
فما بدأه شواذ وسحا قيا ت  ….. ـ الجماعة المعروفة  ـ وقبلات المراهقين أمام البرلمان المغربي  أتممه هذا الفيلم لعيوش الصغير  الذي أضاف انتكاسة على انتكاسة عيوش الكبير عندما أفتى بإدخال الدارجة المغربية إلى التعليم الأكاديمي  وأراد من وراء فتوته إن يرفع بالتعليم عاليا بحذف اللغة العربية أسمى اللغات كتابة وتعبيرا ليحل مكانها لغة الشارع والبقال والمنزل،على الا قل مقابلته أغنت الحوار وكانت مستملحة استأنس بها الجمهور والحضور وابتسم فيها مفكرنا العظيم الأستاذ عبد الله العروي ، فحسبت له من الحسنات فأين حسنات الابن عندما أراد استعراض واختزال ثقافة وثراث مجتمع باكمله من نافذة داعرة
فالعزاء الوحيد أمام هذه الانتكاسة الفنية هو اعتذار المخرج وكل فريقه من صغيره إلى كبيره  لكل المغاربة على هذا العمل المخدش  للحياء بعد محاكمتهم حتى يكون عبرة لكل من تسول له نفسه ترويج ونشر الرذيلة في مجتمع محافظ له تقاليده وعاداته المبنية على الدين الاسلامي ،وأقصد المغاربة الأحرار الغيورين على وطنهم و على شرف أبناءه  و ليس المناصرين للحريات الشاذة وعديمي المواقف و اللاهثين وراء  أذيال العولمة كلعنة هاجت أمواجها على ثقافات عديدة لتقتلع منها الأخضر واليابس.وللإشارة فأجود الأفلام السينمائية كالأفلام الإيرانية  التي حازت على جوائز عالمية ،وجسدت العمق الإنساني لم تكن بها قبلة واحدة ، الفن الراقي يعالج جسم الظواهر الإنسانية دون أن يصيب الأعضاء الأخرى بأمراض مزمنة لا دواء لها.
وامتثالا لقوله  تعالى في كتابه العزيز  » إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في اللذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون. » صدق الله العظيم
بقلم .آمال حرشيش

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.