Home»Débats»فاتح ماي : قرارات نقابية  » شعبوية  » أمام حكومة غير مبالية

فاتح ماي : قرارات نقابية  » شعبوية  » أمام حكومة غير مبالية

0
Shares
PinterestGoogle+

لم يكن احد من الطبقة العاملة التي اعتادت على الاحتفال بفاتح ماي تعتقد  أن يمر هذا اليوم في صمت رهيب تعبيرا عن الاحتجاج ضد ما أبدته الحكومة من تجاهل لمطالب الشغيلة ، غير ان الموقف الذي اتخذه النقابات طرح علامات استفهام وتعجب حول مدى فاعلية هذا الموقف إن لم تكن له ارتدادات معاكسة ، في سياق الاحتقان الذي اصبح يتعمق بفعل القرارات والاختيارات التي لا تتم الا على حساب المواطن المغربي وعلى راس دلك الطبقة العاملة المستهدفة في قوتها وفي المكاسب حيث هي من سيدفع فاتورة  » الإصلاح  » المفترى عليه من هجوم على مكاسب في مقدمتها التقاعد .ويمكن أن يكون رجال التعليم اهم المتضررين والذين تجري عليهم تعسفات خطيرة ترتبط بما له علاقة بالتقاعد وآخرها المذكرة المشؤومة لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني حول التقاعد النسبي . حيث التزمت النقابات الصمت حول الانتهاك الذي طال حقا من حقوق رجال التعليم واحد المكاسب التي تحققت بنضالهم . ويبدو ان التجريبية والشعبوية هي ما اصبح يخترق الحقلين السياسي والنقابيومن ذلك : الا تعتبر القرارات التي تتخذها النقابات ذات احالة شعبوية وتجريبية ،

فالتجريبية معناها غياب تصورمسبق عن العمل الذي يجري القيام به وتظهر من خلال الاخفاق في صياغة اساليب العمل والمواجهة ، ويظهر هذا من خلال المواقف المعبر عنها من طرف النقابات والتي اصبحت مفاجئة ما يعبر عن نوع من التخبط النقابي امام الاختيارات الحكومية التي انهكت الطبقة العاملة .

في المقابل الشعبوية السياسية التي يصرفها الفاعل السياسي قد لا نفاجأ اذا تحول البرلمان المغربي يوما ما إلى حلبة للملاكمة بعد ان قدم الفاعل السياسي  اتعس صورة عندما اصبح يستورد السفاهات التي تتم خارج هذه القبة الى برلمان كان من المفترض ان تستقيم فيه اجوبة رئيس الحكومة عن الاستفسارات المطروحة عليه وهي استفسارات يطرحها جل المغاربة . ولأن الشعبوية رافقت التجربة الحكومية فلا يمكن ان ينتظر المغاربة اكثر من الذي تابعوه على شاشة التلفزة وتناقلته المنابر الاعلامية الدولية . هذه الشعبوية هي التي تدفع الى الاحباط والى افراغ السياسة من مضامينها النبيلة نحو العبث .فماذا يمكن ان تنتج الرداءة السياسية عندما سيشكل المغرب حالة استثنائية داخل عالم كله سيحتفل بفاتح ماي بينما ستجلس الطبقة العاملة تلهي نفسها في هذا اليوم بالمسلسل الكوميدي الذي يقدمه الفاعل السياسي ، وعوض ان تقدم الحكومة شيء من التقدم لهذا الوطن من خلال حقوق تعطى لهذا الشعب المكافح ستزيد من منسوب الاحباط والاحتقان الذي ربما قد يضر بالسلم الاجتماعي .

 فاتح ماي هو مكسب ويحز في النفس بالنسبة للذين واظبوا على الاحتفال به ان يكون المغرب شاذا بالنسبة للحظة تاريخية لا يمكن التصرف فيها أو مصادرتها بأي حال من الأحوال .ونعتقد ان  هناك حالة من الحيرة والارتباك تظهر جليا من خلال المواقف التي تمارس بالتقسيط من طرف النقابات ليست بمستوى التحدي الضخم أمام التراجعات الجارية فعوض بناء حركة قوية وفاعلة تستجمع القوة الحاضرة في التنسيق والتحالف وتوظيف القوة في الطاقة التي تختزنها الطبقة العاملة ، وهي طاقة إلى حد الأن غير مستغلة من اجل استثمارها في وجه الهجمة التي تتعرض لها . فالنقابات اليوم أمام تحدي يفرض عليها أن تشحذ عزيمتها لمواجهة المهام التي تفرضها عليها المرحلة التاريخية الحالية من انتكاسات مختلفة وعلى رأسها إعادة الاعتبار للعمل النقابي . كان يمكن ان يكون فاتح ماي لحظة بسط إمكانيات النقابة للدور التاريخي المنوط بها  في غمرة التحولات التي تعيشها البلاد والتحديات التي تواجهها .

ومن الطبيعي أمام الارتباك الذي يخترق الحقل النقابي بدأت تلوح في الأفق حالة من التمرد هي في بداياتها وعلى الخصوص داخل الحقل التعليمي للتأسيس لتنسيقيات لمواجهة الهجوم الحكومي  وبالأساس ما يتعلق بالتقاعد ، هذه التنسيقيات التي يمكن ان تصبح خارج السيطرة حيث ستصبح النقابات معزولة بينما ستصبح المواجهة مع الحكومة مواجهة مباشرة إذ يحتفظ رجال التعليم بتجارب سابقة من خلال تنسيقيات ونضالات مريرة اتخذتها فاثمر حقوق ما كان يمكن أن تتحقق في ظل الخذلان الذي واجهت به النقابات مطالب تلك الفئات …

لا يمكن التكهن بما يمكن أن يكون فكل من الشعبوية السياسية والتجربية النقابية ومنسوب الاحتقان المرتفع باب مفتوح نحو المجهول …

 

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

3 Comments

  1. mohamed
    02/05/2015 at 08:03

    نتمنى أن تدرك النقابات هذا الآنزلاق وتقوم بدورها في الحفاظ على مكتسبات اسرة التعليم جملة وتفصيلا ومنها دمع ضحايانظام الترقية خريجو السلم 7و8في محنتهم والظلم الذي لحقهم والذي تسببت فيه النقاباتوالأحزاب اساسية والسياسة اللاشعبية التي نجتها الحومات المتعاقبةبكل أطيافها فهل تفعل ويزيل الجور؟

  2. عبد الله
    02/05/2015 at 09:09

    فاتح ماي هو لحطة للاحتجاج ، وفيه تعبر النقابات عن مطالبها النقابات تتوعد بان تجعل شهر ماي شهرا للاحتجاج ، وكان يمكن ان يكون فاتح ماي هو البداية ومن خلاله يقدم البرنامج النضالي للطبقة العاملة , اعتقد ان النقابات تكذب على العمال لن تفعل شيئا هناك مؤامرة ضد الطبقة العاملة يساهم فيها هؤلاء النقابيين ، وانا مع فكرة ان يبحث رجال التعليم عن بدائل لمواجهة الإصلاحات التي يريد بنكيران فرضها عليهم .

  3. حسن
    03/05/2015 at 10:41

    النقابات حفات لها حتى الاحتجاج ماقدولوش اللهم غن هدا لمنكر غسلنا يدينا منكم كاملين .

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *