Home»Débats»VIDEO التهميش يتسبب في وفاة الفقراء أبناء سيدي بوبكر

VIDEO التهميش يتسبب في وفاة الفقراء أبناء سيدي بوبكر

0
Shares
PinterestGoogle+

باتت أرواح الناس تزهق بشكل مؤسف ومأساوي في الآونة الأخيرة بربوع الوطن بأسره، في أحداث وحوادث تنم عن خطورة التهاون واللامبالاة التي تسم العديد من المسؤولين على مختلف الأصعدة والقطاعات، هنا، نسجل بألم وأسا بالغ الحادثة المؤلمة والتي صدحت صراخا بها حناجر ساكنة الجماعة القروية سيدي بوبكر التابعة لإقليم جرادة وذلك يوم 20 و 21 من الشهر الجاري، جراء وفاة 3 أشخاص من عائلة واحدة، وهم أخوان وإبن عم لهم، فيما نجا إبن العم الرابع بأعجوبة، متضررا بكسور خطيرة.

المرحوم البكاي الخميسي 47 سنة متزوج وأب لأربعة أطفال والمرحوم حميد خميسي 26 سنة متزوج، والمرحوم ادرسي الخميسي خاطب ومقبل على الزواج، والسيد عبد الله خميسي والذي تعرض لكسور، ماهم إلا نموذج مصغر عن مجتمع يتألف من 2700 شخص من ساكنة سيدي بوبكر، والذين يعانون الأمرين لكسب لقمة العيش، خصوصا بعدما ضيق الخناق على المنطقة الحدودية وتشديد المراقبة عليها، وانعدام حلول بديلة ومتنفس اقتصادي تستطيع الساكنة من خلاله الهروب من الأزمة الخانقة، وضمان العيش الكريم، الشيء الذي اضطرهم إلى المغامرة بحياتهم بولوج مداخل منجم زليجة وهي عبارة عن أنفاق ترابية تفتقر إلى أدنى وسائل السلامة كالدعامات الخشبية والحديدية اللازمة، وبكرات النزول والصعود وأدوات التنفس وغيرها، وذلك كله لاستخراج معدن الرصاص الذي لا يتعدى ثمن بيعه 60 أو 70 درهما يوميا، ناهيك عن تعريض الحياة للخطر الوشيك في أي لحظة، الأمر الذي تم بالفعل، حيث قضى ثلاثة أشخاص من نفس العائلة حتفهم، وتعرض رابع لكسور خطيرة، الأمر الذي دفع بالسيد عبد النبي بعوي بالمسارعة إلى الوقوف بجانب عائلات الضحايا وهو في حالة نفسية مهزوزة من هول ما وقع، خصوصا وأن الجثث انتشلت بصعوبة كبيرة في حالة من تحطم الأجساد وتهشمها لثقل الأسقف والصخور التي وقعت على الضحايا.

هذا، ولم يجد السيد عبد النبي بعوي بدا من مد يد العون لعائلات الأشخاص الأربعة، كنائب عن الشرائح الاجتماعية  الفقيرة ولو انتمت لرقعة جغرافية وترابية خارج دائرته، إحساسا منه بالواجب الملقى على عاتقه كفاعل سياسي وجمعوي وخيري، بل و كإنسان في آخر المطاف، فالقضية و الحادثة  إنسانية  بجميع المقاييس، وليست مجالا لأي نوع من التصنيف والمزايدة، فقد لمسنا فيه تأثره البالغ و الشديد بهذه الحادثة لدرجة الانهيار النفسي بعدما علم أن أحد المتوفين حديث عهد بالزواج وخلف ورائه إمرأة حبلى، موصيا إياها بالاعتناء بنفسها على أساس أنها آخر مرة يدخل فيها النفق وبعدها سيبحث عن عمل آخر وفعلا كانت آخر مرة، إلا أنه انتقل بعدها إلى الرفيق الأعلى.

كما قامت مؤسسة بسمة للأعمال الخيرية، والتي يترأسها بشكل شرفي السيد عبد النبي بعيوي، بتوفير واجب العزاء ووجبته وفق العرف الإنساني المعهود، بهدف التخفيف عن عائلات الضحايا ومواساتهم ومساعدتهم في تقبل تعازي الوافدين الكثر الذين حضروا في مشهد مهيب وعميق الأسى والحزن الذي خيم على الجميع.

نشير هنا، إلى أن الجماعة القروية سيدي بوبكر، بل وإقليم جرادة بأسره، قدم الكثير للوطن في الفترة السابقة، والتي كانت تزخر بمنتوج المناجم، والتي بعدما أهملت بالشكل التي هي عليه اليوم، تسببت في قطع أرزاق الناس وتأزيم أحوالهم، وتضييق الخناق عليهم. أولا تستحق هذه المنطقة المعزولة رد الاعتبار، والالتفاتة اللائقة بها وبأهلها، وبالدعم الاقتصادي والسياحي اللازم والذي من شأنه أن يفك العزلة عنها ويخفف من مآسي أهلها الذين يطالبون بالبدائل عوض فتح الحدود، كالمنشآت الصناعية اللازمة والكفيلة بتوفير العيش الكريم لامتصاص البطالة.

كما أننا نسجل بدهشة، ما يعانيه ساكنة سيدي بوبكر التابعة لإقليم جرادة، والذين يقدمون لمدينة وجدة بشكل مستمر، عبر مسار 28 كيلومتر ذهابا وإيابا، إضافة إلى الطريق التي يقطعونها من مقارهم جوار إقليم جرادة رغم التبعية الجغرافية والترابية للإقليم، إلا أنهم يضطرون للقدوم إلى وجدة لاستخلاص معاملاتهم الإدارية لغياب طريق موصولة بشكل مباشر بين سيدي بوبكر وجرادة.

من هذا المنطلق، أخد السيد عبد النبي بعوي على عاتقه مهمة إيصال صوت المتضررين إلى المسؤولين بشتى الوسائل الممكنة، والعمل على تفعيل مطالبهم وملفهم على النحو الواجب بروح المسؤولية والإنسانية التي تفرض علينا الاصطفاف حول الحق والعدالة والكرامة، بحرقة إبن البلد وما هيمن عليه من حزن وأسى جراء ما رأى بأم عينيه ولمسه بشكل مباشر إثر هذه الفاجعة المؤلمة التي اهتزت لها أركان قلوبنا أجمعين.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *