Home»Correspondants»عند ما رفعت شهرزاد شعار: الفقير للفقيرة.والوزير للوزيرة.

عند ما رفعت شهرزاد شعار: الفقير للفقيرة.والوزير للوزيرة.

0
Shares
PinterestGoogle+

و عندما أتى الليل ليرخي بسواده على  المدينة،جلست شهرزاد الملكة مع الملك شهريار في ليلة شاعرية ككل الليالي. جاءت في أبهى زينتها من اللباس و الحلي و التزين و أشياء أخرى تعرفها النساء وحدهن…

قصة شهريار و شهرزاد بالمناسبة هي قصة إيرانية أو فارسية .و لكن وقتها( في العصر العباسي) لم تكن الحكاية تشكل خطرا على المستمع كما هو الآن. فكل شيء من بلاد فارس الآن فهو إما شيعي أو مجوسي أو رافضي  أو صفوي….  كما يصنف عند بعض من فقهاء السنة و الجماعات السلفية، في القنوات الدينية…    مع العلم أن سكان بلاد  فارس  استبدلوا اسم:بلاد فارس بإيران كبرهان على إسلامهم. و انتمائهم للعالم الإسلامي…

تعودت شهرزاد الملكة أن تحكي حكاية  أو نصفها للملك شهريار،وتعده بإكمالها في الليلة المقبلة ،ذلك كان شرطها للسرد و الحكي مستفيدة من تجارب النساء قبلها اللواتي فتك بهن الملك  الشرير المستبد الظالم. الذي كان ينتقم لشرفه من كل امرأة يتزوجها ثم يقتلها.يعتقد أن كل النساء خائنات.

كان باردا  في عواطفه كصفائح الثلج.انه الوجه الذي يقدمه سلاطين زمان و الرؤساء الديكتاتوريون الآن لمن يلتفون حولهم.انه الغطاء للقسوة و الشدة،و البطش الرهيب،لكل ما يتخيله الديكتاتوري انه عدوه.

و لكن…شهرزاد لمن لا يعرفها هي السلطة اللينة و القوة الناعمة.إنها لا تحمل سيفا أو خنجرا أو مسدسا لتقتل به…إنما سما قاتلا ،تقدمه بلطف و إغراء لعدوها اللدود الذي لا يعرف انه عدوها…كل التاريخ يشهد أن هذا  هو أسلوب المرأة في الانتقام …فويل للرجل من انتقام امرأة تكرهه…

و لكن يبدو أن شهريار الرجل رغم بطشه سقط في المصيدة و نسي ما تفعله النساء بالرجال…و بدأ يتخلى عن كل أسلحته الذكورية بما فيها القسوة و الغلظة و الجفاء و الاستعلاء و الازدراء و البطش و القتل .أليس هو الملك و السلطان؟و هي شهرزاد المرأة و الأنثى الناعمة. و كل أنثى لها من الأسلحة العاطفية و الجسدية ،ما تغلب به على الشيطان نفسه. إلا الأنثى البليدة أو المجنونة ،طبعا.

كلما نزع الملك شهريار سلاحا من أسلحته الذكورية بما فيها غضبه وعقله و تفكيره وحذره، كانت هي  على العكس من ذلك، تستعمل كل أسلحتها  الأنثوية ابتداء من اللباس إلى الابتسامة إلى الضحكة إلى الإغراء.أليس كل الشعر العربي و الغربي مخصص للولع  و الوله و الهيام و الغرام بالمرأة؟؟ و من العشق ما قتل .. كل القصائد و الدواوين الشعرية الغزلية العمودية و الحرة، إلا و فيها أريج من نسيم الولع ، و ندى من عطر المرأة و شعرها و قدها و قامتها و عقدها و مشيتها .ألم يفقد قيس الملوح عقله من أجل ليلاه العامرية هو، حتى سمي « مجنون ليلى »؟

و أمام الإغراء ،فان أعظم الرجال و أقوى الأبطال في الرياضة على أنواعها المختلفة، بما في ذلك الرياضة القتالية، أو الحروب قديمها خاصة،حتى لو كان « جنكيز خان » و » الاسكندر الأكبر » المقدوني أو عنترة بن شداد العبسي-باستثناء الرسل أصحاب الرسالات السماوية بسبب العناية الإلهية- ينزعون أسلحتهم الواحدة وراء الأخرى و يسيل لعابهم و مخاط أنفهم، و تسقط كرامتهم أمام النساء.أنظر إلى ما يبذله الخليجيون للنساء الراقصات و النديمات من أموال خيالية… و لكن لن يتصدق بهذا على المعدمين؟كل البخلاء يتحولون بمعجزة الجمال إلى كرماء أمام امرأة فاتنة.

الم تفعل دليلة   » ب شمشون الجبار » في الأساطير الإسرائيلية الأفاعيل…بأنوثتها و إغرائها تعرفت على أسرار قوته. و بهذا الإغراء نفسه، نزعت عنه أسباب قوته.و تركته ضعيفا ذليلا محتقرا أمام الرجال، سجينا مثقلا بالسلاسل و الأغلال…فعمل أعداؤه على فقأ عينيه بآلة حديدية ساخنة ففقد البصر . و ظل هكذا إلى أن نما شعره سر جبروته ،فاستعاد قوته و جبروته. و طبق المبدأ « علي و على أعدائي »،فدمر القصر بما فيه،ومات مع من كان في القصر…

أسطورة شمشون ودليلة ،تشير في جانب مهم يلجأ له اليهود أمام أعدائهم( وهي المكيدة و الخديعة و استعمال المرأة كطعم). إنهم يستعملون المرأة كوسيلة لإسقاط الرجال المهمين من العلماء و السياسيين و العسكريين…

 الدولة الصهيونية تجند أجمل الجميلات للعمل في جهاز الموساد،للتجسس. كانت « تسيفي ليفني »tzipi livni واحدة من هؤلاء التي جندت للقتل و الاغتيال للعلماء  الفيزيائيين العرب(من العراق و سوريا) و كذلك بعض الثوار الفلسطينيين. وتستعمل وسيلتين إما التصفية الجسدية أو الإغراء الجنسي ليبدأ مسلسل الابتزاز السياسي:فإذا لم يرضخ من وقع في الفخ: يهدد بنشر صوره الفاضحة.فلا يبقى أمام  المطاح به إلا أن يكون عميلا يمدها بالمعلومات المهمة.

أوقعت في شراكها كثيرا من أعضاء الحكومة في السلطة الفلسطينية.إنها صرحت أنها تفعل ذلك من اجل إسرائيل الكبرى، حلم كل من يحمل فكرا صهيونيا.و كل حاخاماتهم يعتقدون أن هذا العمل واجب ديني  على كل جميلة صهيونية أن تقوم به.

كان أبوها « ايتيان » رهيبا في معاملته للقرويين الفلسطينيين. كان يبطش بهم و يقتلهم بلا رحمة.وعمل مع « ميناحيم بيجن » رئيس الوزراء سابقا، قبل 1948في المنظمة الإرهابية « أتسل ». و شارك في مذبحة دير ياسين .أما والدتها فقد عملت في المنظمة الإرهابية « الاراغون » المتخصصة في السطو المسلح و القتل…

شهرزاد حكت لشهريار عن محنة شباب اليوم، المغربي. و المحنة مرتبطة بالباءة كما حددها المعلم الأول عليه الصلاة و السلام ،عندما قال قولته المشهورة : »يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ».

على أسوار المدينة كتبت الشعارات التالية : » المسكين للمسكينة ، وتهنا المدينة » و الفقير للفقيرة،و الطبيب للطبيبة و الممرض للممرضة، و المدرس للمدرسة. وفي ذلك درجات،و في ذلك فليتنافس المتنافسون.

 الزواج اجتماعيا  رتب و مراتب: من الابتدائي إلى الجامعي،و الوزير للوزيرة،و الأمير للأميرة،و الملك للملكة (حالة الملك سليمان و الملكة بلقيس،أو مارك انطونيو و كليو باترا…).السلم الاجتماعي ينبغي احترامه:فلا يصح أن يتزوج الأمير بالفقيرة، كما تروج له بعض  الأفلام و القصص و الحكايات:مثلا السندريلاcendrillon و الأمير فارس الأحلام.وعندنا نحن العرب: مصباح علاء الدين.بواسطته تزوج الأميرة بنت السلطان، وهو من فئة الفقراء ( الكحيانين).

هذا يجعلنا نشير و نتساءل: أليس في مجتمعنا و الحالة كذلك ،نظام اجتماعي يشبه النظام الهندي الفئوي؟ ،حيث كل شخص من فئة المنبوذين لا يسمح له بالزواج إلا بمنبوذة مثله؟.

أليس عندنا أولاد الناس (الفئة من علياء القوم) لا يتزوجون إلا من بنات الناس مثلهم؟و الفقراء من أسافل الناس لا يتزوجون الا بالفقيرات مثلهم،و المساكين للمسكينات،و المتسولون للمتسولات و المتسكعون للمتسكعات،و الخدم للخادمات …وهكذا… ؟

أليس كل شخص يختار نصفه الآخر من نفس الطينة الاجتماعية التي منها أصله وتكوينه.و لا ينبغي أن يتعدى على طين أناس آخرين.و إلا لن يكون النجاح و الفلاح في صالحه. الم يصرح علماء الاجتماع الغربي طبعا،أن الزواج الناجح و المنسجم، هو عندما يكون الزوجان من مستوى متقارب ماليا و ثقافيا  و اجتماعيا و حضاريا؟؟؟ و  عندما لا يكون كذلك ،سيتهدد الأسرة التفكك والطلاق ؟

المجتمع المغربي لا يسمح بالتسلق الطبقي،و إلا حدث زلزال و رعب في الطبقة العليا.وهذا (ضد الاستقرار الاجتماعي الذي بناه الأعيان و النبلاء و البهوات و الباشاوات و الطبقة الارستقراطية):كل واحد ينبغي أن لا يتجاوز وضعه الطبقي؟

 أليس هذا  يشير إلى أننا مجتمع مغلق و منغلق على فئة محظوظة من البشر، ولدت وفي فمها ملاعق من ذهب/و أما الآخرون من الغوغاء، فولدوا وعلى ظهرهم عصا من خشب؟؟؟

وعندما لاح الصباح و صاح الديك الفارسي »كوكوعو » أمسكت شهرزاد عن الكلام المباح.

ماتت شهرزاد و تركت الحكمة ل « فقر زاد » المغربية التي تسكن في كوخ في إحدى القرى من جبال الأطلس المتوسط،و حافظت على سلطة الحكي و لكن عن الفقراء و الفقيرات  و المساكين و المسكينات و المعطلين و المعطلات و المتسكعين و المتسكعات و المخدرين… .

فإذا  كانت شهرزاد الفارسية، قد ملأت لياليها بحكايات الحب و الغرام والعشق المسموح و الممنوع،(ومن العشق ما قتل)فان « فقرزاد »  المغربية، ملأت لياليها بحكايات عن الفقر و الفقراء و البؤس و البؤساء (ومن البؤس ما قتل) …

أما »فقر يار » المغربي فظل يبحث عن عمل نهارا، و يستمع إلى حكايات « فقر زاد »  ليلا ،إلى أن يصيح الديك البدوي فجرا و صباحا « أصبح و لله الحمد ..أصبح و الحمد لله رب العالمين ».

انجاز: صايم نورالدين

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *