Home»Débats»حرب اليــوجينــيين الجــدد

حرب اليــوجينــيين الجــدد

0
Shares
PinterestGoogle+
 

حرب اليــوجينــيين الجــدد

بقلم  : ذ. عبد الفتاح عزاوي

        تعتبر الثورة البيولوجية من أخطر الثورات التي عرفها العالم المعاصر ، وتعد  »اليوجينيا السلبية   » من أهم تطبيقات علم الوراثة التي تهدف إلى التخلص من السلالات البشرية الغير مرغوب فيها . فـماهي مرتكزاتها ،وماهي نتائجها ؟

          ترجع تسمية  » اليوجينيا  » إلى العالم الإنجليزي فرنسيس جالتون (1822-1911) الذي اقترح هذا البرنامج في أواخر القرن التاسع عشر، وقد لقيت  أفكاره إقبالا كبيرا خلال القرن العشرين خاصة في أمريكا وفي العديد من الدول الغربية كانجلترا وألمانيا ، والتي تمحورت حول اليوجينيا الإيجابية التي تهتم بمعالجة وراثة البشر والمشاكل المرتبطة بها ، واليوجينيا السلبية التي تهدف إلى تحسين نوعية السلالة  البشرية بتخليصها من البلهاء والمنحطين والفقراء وباقي الفئات المهمشة  .

       وإذا كانت نتائج اليوجينيا الإيجابية قد أحدثت أثرا إيجابيا في الطب الحديث ، فإن مخاطر اليوجينيا السلبية ماتزال قائمة ،خاصة في ظل التحام البحوث اليوجينية بالسياسات العامة للدول المتقدمة وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية وانجلترا وألمانيا وفنلندا وغيرهم، فالأقوى هو من يسود على الأضعف حتى لايفقد عظمته على حد تعبير زعيم النازيين أدولف هتلر .

       إن الصراع الدائر في العديد من البؤر الملتهبة من هذا العالم ،وبإيعاز من اللوبيات المتحكمة في السياسات الدولية ، يطرح أكثر من علامة استفهام  حول جدوى وغايات هذه الحروب العرقية والطائفية التي تهدف إلى تدمير العديد من السلالات البشرية . كما أن نتائج الحد من تطور عدد السكان في الدول النامية كانت مذهلة في السنين الأخيرة ،وتعتبر الصين من بين الدول التي لازالت تطبق برامج صارمة في هذا الصدد ،كما أن عمليات الإجهاض عرفت ارتفاعا مهولا  خلال الثلاثين سنة الماضية في العديد من الدول .

    ويؤكد خبراء البيولوجيا أن هناك خريطة تدعى خريطة  »هاب ماب » يتجلى دورها في تحديد الفروقات الوراثية بين الشعوب ،الأمر الذي يوحي بوجود تفسيرات عرقية خطيرة ،يمكن أن تساهم في تطوير تقنيات وأسلحة بيولوجية قد تقضي على سلالات معينة إذا ما عرفت خريطة هذه السلالات الجينية . 

     اليوجينيون ، يعدون نسخة طبقة الأصل للفكر المالتوسي الذي كان يرى في المولود الجديد فما جديدا وليس يدين تعملان وتنتجان ، يعتقدون أن خيرات هذا العالم وجدت من أجلهم ،وأن العديد من الشعوب مثل العرب والأفارقة والهنود والصينيين والمتخلفين ، يزاحمونهم ولايستحقون حق الحياة .فهل يستفيق بني يعرب من غفلتهم ويتوجهوا إلى المشاركة في صناعة مستقبلهم المشترك وينبذوا خلافاتهم التي أتت على الأخضر واليابس ؟ أم أنه لاحياة لمن تنادي .

fattahazz@yahoo.fr 

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.