Home»Correspondants»ألا يوجد مفتش واحد في المنطقة الشرقية يصلح لمنصب نائب ؟؟

ألا يوجد مفتش واحد في المنطقة الشرقية يصلح لمنصب نائب ؟؟

0
Shares
PinterestGoogle+

بعد اطلاعي على حركة تعيين نواب وزارة التربية الوطنية الجدد والذين بلغ عددهم 21 نائبا لاحظت غياب مفتشي الجهة الشرقية في هذه الحركة مما يثير الأسئلة الآتية :

ما هو السر في غياب ترشيح مفتشي الجهة الشرقية لمناصب نواب الوزارة ؟ وهل تنعدم الكفاءة في كل مفتشي المنطقة الشرقية للتدبير النيابي؟ وهل تغييب مفتشي الجهة الشرقية من الترشيح لهذا المنصب هو إجراء براء وبدون خلفيات؟ إن هذا التغييب فوق احتمال الصدفة ، وهو أقرب إلى الفعل العمد منه إلى فعل الصدفة لأن جهة ما تصفي حسابات سابقة مع هيئة التفتيش في الجهة الشرقية لأنها ليست بالهيئة الهينة التي يسهل هضمها بل هي مستعصية على كل تدبير مختل يلحق الضرر بالمنظومة التربوية ، لهذا ليس من مصلحة أصحاب التدبير المختل الذي هو دون المستوى أن يشاركهم فيه من يكشف سوءاتهم ، ويميط القناع عن هفواتهم ، كما أنه ليس من مصلحتهم أن يوجد من يقول لهم : لا لسوء التدبير ، ولا لسوء المعاملة ؟ لقد دأب البعض على تدبير الشأن التربوي تدبير صاحب ضيعة يعمل فيها أقنان . ومما زاد سوء التدبير فسادا وجود ثلة من المتملقين الذين يزينون لصاحب عقلية تسيير الضيعة بتملقهم سوء تدبيره فيزداد غرورا وتماديا في المسار الفاسد دون أن يردعه ضمير أو قانون . وعندما يواجه صاحب عقلية تسيير الضيعة بصراحة تجرح غروره من طرف الثلة الثابتة على مبادئها الساهرة على سلامة المنظومة التربوية والمصلحة العامة يتخذ منها عدوا يحذره كل الحذر ، ويستهدفها كلما عنت له فرصة و بحقد دفين أسود. وما أشد بلادة صاحب عقلية تسيير الضيعة يعتمد ويعول على هيئة التأطير والمراقبة في كل دقيقة وجليلة إذ لو علقت الهيئة عملها لانكشفت سوءاته الفاحشة في التدبير ،ومع ذلك يتظاهر غرورا بأنه زاهد في خدمتها ،ويخشى أن تشاركه التدبير مخافة الوقوف على الزلات ، لهذا يحرص كل الحرص على إقصائها من فرص الترشح لتدبير شؤون المنظومة ، وفي المقابل يعمل ما في وسعه لتقريب من يسلس له القياد من المتزلفين لاتخاذهم بطانة يستتر وراءها ، ويستر بها سوء تدبيره بما لعبارة سوء من دلالة . قد يظن البعض أنني كتبت هذا المقال رغبة في التعبير عن رغبتي في منصب النيابة ، والحقيقة أنني ـ ويشهد الله ـ لا أرغب في هذا المنصب ولا في غيره من المناصب بل أعتز وأفخر كل الفخر بأنني أمارس مهمتي الأساسية وهي حراسة وصيانة المنظومة التربوية .

وقد وقفت بنفسي على المحسوبية الصارخة في انتقاء نواب الوزارة عندما كانت مسرحية الإعلان عن الترشح لهذا المنصب ، وقبل أن يسدل عليها الستار لتصير التعينات بالهواتف الخلوية. ولا أنسى أنني استدعيت لما يسمى بالمقابلة لمناقشة ما يسمى ـ يا حسرتاه ـ مشروعا ، وقد استدعتني موظفة تقف على باب قاعة المقابلة ، وقد كشفت عن سرتها والمؤذن يرفع عقيرته بآذان صلاة العصر يوم جمعة ، فلبيت دعوة الله عز وجل قبل أن أدخل قاعة المقابلة ، فأجد أعضاء اللجنة يدخنون سجائرهم ويحتسون قهوتهم ، و يدفعون قيظ صيف حار بقنينات المياه المعدنية الباردة ، ويتملون باستراق النظرات إلى سرة الموظفة البوابة ، وقد جلسوا من المرشحين لمنصب النيابة مجلس القضاة من المتهمين . وما كدت أدخل عليهم قبل أن تعاتبني صاحبة السرة المكشوفة لأنني لبيت نداء الله قبل نداء اللجنة ، وما كادت اللجنة ترى سحنتي وقد كست وجهي لحيتي حتى اكتحلوا بالعمى كما يقول المثل المغربي ، وقد رأيت الاشمئزاز على وجوههم ، وكادوا يضعون أصابعهم على أنوفهم وقد فاحت مني رائحة صلاة العصر في يوم جمعة . ولشد ما كان عجبي عندما بادرني أحدهم بالسؤال عن حزبي ونقابتي ، فلما أخبرته أن وطنيتي تغنيني عن الحزب وعن النقابة اشمأز من جوابي ، وسألني ثانية ما إذا كان لي موقف من الانتماء الحزبي والنقابي، فكررت جوابي إن الوطنية في نظري فوق الحزب والنقابة . وانتهت المقابلة ههنا ، وقد عرفت نتيجتي سلفا لهذا عندما سألني أحد الزملاء بعد خروجي من القاعة عن المقابلة أجبته مازحا لقد فزت بمنصب في نيابة للا مغنية بالتراب الجزائري.

لقد كنت على علم بالمحسوبية الحزبوية والنقابية ولكنني فضلت أن أعمل بالمثل العامي القائل : لا بد من إيصال الكذاب إلى الباب. وبالفعل أوصلت الكذاب إلى الباب عندما علمت أن أحد الزملاء أنكر أنه حضر أصلا للمقابلة مع أنه شوهد في مركز التكوين المستمر لمقابلة صورية ليعين بإحدى النيابات ولما يمض على تعيينه بأحد المراكز التربوية الجهوية 6 أشهر و ليصير بعد سنة واحدة في النيابة مدير أكاديمية ، وقد أقسم بمحرجات الأيمان أمامي أن يصير وزيرا في يوم من الأيام ، وأسأل الله تعالى أن يبر بقسمه ويحقق حلمه.
لقد كتبت مقالي هذا أسفا على تعطيل كفاءات عالية لدى بعض رجال هيئة المراقبة التربوية في الجهة الشرقية لمجرد رجولتهم وأنفتهم واستعصائهم على عقلية تسيير الضيعة واعتبار من في المنظومة التربوية مجرد أقنان.

إن المنظومة التربوية تدفع اليوم الثمن باهظا بسبب اعتماد المحسوبية عوض الكفاءة ولن يجديها نفعا إصلاح عشرية ، ولا خطط استعجالية ، فالحل يكمن في استئصال أورام المحسوبية التي تنخر جسم المنظومة والتي أوكلت تدبيرها إلى النابتة على حد تعبير الجاحظ ، مقابل تغييب الكفاءة والأهلية . وإن منظومتنا ليصدق عليها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :  » إذا أسندت الأمور إلى غير أهلها فانتظر الساعة  » أجل لقد حانت ساعة منظومة دخلت مستعجلات الإنعاش منذ إعلان الخطة الاستعجالية ، ونسأل الله أن يقيض لها من ينقذها من مصير محتوم .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. wadi
    28/08/2009 at 15:48

    من المسؤول في نظر السادة المفتشين في تسيير هذه الاكادمية : »ضيعة سي المدير » اليس انتم اسي المفتش تكلموا مع مسنده الغليض بالعاصمة الا تعرفونه ربما قرصه من اذنه ليجعل لكم اعتبارا ولكن اذا كنتم تحبون النوم فذلك منى صاحبكم وجدها خ—–الية

  2. مهتم
    28/08/2009 at 15:50

    نعم الأخ الشركي إن مثل المفتشين و بعض القائمين على الشأن التربوي في الجهة الشرقية كمثل عنترة و عمه إذا ضاقت بهم السبل في تدبير الملفات عمدوا إلى هيئة التفتيش – و ليس هيئة المراقبة التربوية كما يحلو للبعض تسميتها لأن المراقبة مهمة فقط من بين المهام التي يقوم بها المفتش – و أشبعوها مدحا و تبجيلا و ذكروها بكل ما لذ و طاب من صفات كاحتلالها لقمة الهرم على مستوى الوزارة و غيرها من النعوت ، و إذا قضوا حاجاتهم و بلغو ا أهدافهم انقلبوا على أعقابهم و قالوا لهم ابقوا مكانكم لا شان لكم بالمناصب النيابية و لا بغيرها فانتم لا تجيدون إلا السر و الفر . و أنا أتساءل أبهذه الذهنية و بهذه القرارات و بهذه التعيينات سنستطيع تحقيق الاصلاحات المطلوبة و التأسيس لمدرسة النجاح ؟ ؟

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *