Home»Correspondants»الاعراض عن السفيه تحقير له

الاعراض عن السفيه تحقير له

0
Shares
PinterestGoogle+

ان الاعراض عن السفيه فضيلة بالنسبة للمعرض,وتحقير للمعرض عنه,هكذا قال الاسلاف الكرام,وما علينا الا ان نسير على نهجهم,ونحذو حذوهم,ونأخذ بتجاربهم.

ولعل السفاهة,خصلة ذميمة يكتسبها المرء,اما لكونه نهل من ضرع وسط مليئ بها ابا عن جد,قد تسربل برداء الرذيلة,او تملكته بفعل اوامر نفسه المريضة بالكبر والغرور والخسة.وغيرته الجامحة ممن يتفوقون عليه معرفة وعلما وخلقا.

وفي اعتقادي المتواضع,ان السفاهة ,ان اصابت صاحبها,لا تقتصر على تجريح الاخرين فحسب ,بل هي داء ينخر نفس صاحبها كما ينخر حرمات الاخرين,فتجده يعتدي على نفسه ,ويقودها نحو الرذائل دونما شعور,ولا يهمه في ذلك لومة لائم,لانه اصلا ذو نفس لا تهتم بالمكارم,والمكارم والرذائل لديها سيان

واذا كان العقلاء قد صوروا مفاهيم السفاهة,على انها طيش,وسرعة في التجريح والقذف والسب,فهم على حق,ما داموا يربطون هذا الطيش والتسرع بقلة العقل وخفته ونقصانه,وبالتالي فالاعراض عن السفيه هو الدواء,ولا يمكن لعاقل ان يختلط بطائش,وحليم بسفيه.

ورحم الله الامام الشافعي حين قال:

يخاطبني السفيه بكل قبح//فاكره ان اكون له مجيبا

يزيد سفاهة فازيد حلما //كعود زاده الاحراق طيبا.

يظن السفيه,انه قد انتصر لنفسه,ونيله من الاخرين شفاء لدائه الجاثم عليها,ولم يخطر بباله انه يقودها نحو عالم الكراهية والمقت,حتى يجد نفسه ممقوتا,تشير له الاصابع بالخبث والنفاق والضغينة,فلا يجد صاحبا حالما اصابه ضر,ولا صديقا كلما اصابه غبن,وقد ارتمى بفعاله في حضن الانزواء والوحدانية.وصدق فيه قول:ولكنهم في النائبات قليل.

واذا كانت السفاهة بمفاهيمها المتشعبة,تلتقي في كونها اذاية للاخرين,فان اخطرها حين تختلط بالنفاق,والسفيه الذي يظهر سفاهته قولا وفعلا,اقل خطرا من السفيه الذي يخفي سفاهته بقناع النفاق,لان النفاق أمر يستحيل كشفه بسرعة,والكل يعلم ان النفاق هو اظهار البشاشة,والحلم,والعمل الطيب,واخفاء الحسد والضغينة والغدر,والانسان بطبيعة الحال يتولى الظواهر,والله يتولى السرائر.

ان مفاهيم السفاهة بحر ,لا يمكن شرحها,لانها تخفي في امواج هذا البحر,صفات لا تعد ولا تحصى,تخفي الجهالة المقيتة,والحسد,والغدر والضغينة,والتشفي باذاية الناس,وما ينقي هذه الامواج من رذائلها سوى التشبع بحب الاخرين في الله,والتشبث بالايمان السوي الذي ينقي النفس المريضة من داء الاعتداء بدون وجه حق,والتمسك بالحلم,وحب الخير للانسانية بعيدا عن الانانية العمياء..

 

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. المهدي م
    30/06/2016 at 20:41

    أحسنت الأخ الجميري.. وما اكثر السفهاء في زماننا هدا ، حيث اصبجوا يتنطعون هنا وهناك ، ويتصيدون فلزلات او الهفوات عند هدا او داك ، يظنون انهم يحسنون فعلا وقولا ، وإنهم والله ليؤكدون على تفاتهم وعلى خستهم .. فلنقل لهم وهم يعرفون انفسهم  » موتوا بغيظم وقالفلة التنوير والتحرير ستواصل طريقها بثبات، ولن تنالوا سوى النباح و الصياح
    والله غالب على امــره ولو كره السفهاء التافهون
    فحلق عاليا ايها النسر الأبي ، ودع المنحدر للمنحدرين
    م المهدي ــ تاوريرت

  2. الطائر الاحمر
    30/06/2016 at 22:11

    والله لاكاد اجزم انه في زماننا هذا,لا يوجد صديق وفي,ولا رفيق صافي السريرة يحب الخير للغير اكثر من نفسه,,فالصديق اليوم يتقرب منك,ويبدي لك الصدق,والحب والود,ولكن في اي لحظة قد يلدغك بسم الغدر ان راى مصلحة في عداوتك,قد يقول القارئ ان هذا نوع من التشاؤم,ولكنني ااكد لكل من ينوي ذلك انه بفعل التجارب لدغنا من الاصدقاء,ومرضنا من هذا الغدر ليس بسببه بل بسبب الندم على الثقة التي اعطيتها لمن اعتبرته صديقا,وهو افعى في صفة بني البشر.
    واني اوافق السيد المهدي في امر,وهو ان يبقى الانسان شامخا,وان يعتبر غدر السفهاء زوبعة جاءت من اشخاص لا ضمير لهم ولا خلاق لهم,وانا اعرف السيد المهدي رغم انه لا يعرفني,اعرفه انسانا مثقفا,كاتبا مفلقا,صافي السريرة والجنان,يحب من احبه ويكره من كرهه,ولذلك اذكره بقول جبران
    وفي الغربان جبن وهي طائرة//وفي البيزان شموخ وهي تحتضر

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *