Home»Correspondants»إشكالية القيم بمنظومة التربية والتكوين و دورها في بناء الهوية الوطنية

إشكالية القيم بمنظومة التربية والتكوين و دورها في بناء الهوية الوطنية

1
Shares
PinterestGoogle+

فعاليات الدورة التاسعة من المناظرة الوطنية حول أسئلة إصلاح منظومة التربية و التكوين.

« إشكالية القيم بمنظومة التربية والتكوين و دورها في بناء الهوية الوطنية »

بقلم هشام البوجدراوي

 

شهد المركب الثقافي بمدينة خريبكة اختتام فعاليات المناظرة الوطنية التاسعة حول موضوع: إشكالية القيم في منظومة التربية و التكوين و دورها في بناء الهوية والتي نظمها مركز الدراسات و الأبحاث في منظومة التربية و التكوين بشراكة مع الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية يومي   23  و 24 أبريل 2016.

وتتمثل أبرز مخرجات المناظرة في التحسيس بضرورة البحث عن نموذج قيمي مرجعي لإصلاح منظومة التربية والتكوين مبني على التوافق بين مختلف الفرقاء داخل المجتمع المغربي يستوعب التنوع والتعدد، ويحقق السلم الأهلي. وكذلك محاولة إيجاد المقاربات والمضامين والطرائق الكفيلة بالتنزيل الفعال لهذا النموذج قصد بناء الهوية المشتركة لدى الناشئة.   

وتضمنت المناظرة العديد من المشاركات كان أبرزها كلمة المدير الاقليمي لوزارة التربية الوطنية بخريبكة والتي أكد فيها على أن راهنية الموضوع ارتبطت ببروز ظواهر متعددة مثل الغزو المعلوماتي وسوء استخدام تكنولوجيا المعلوماتية والغش والعنف المدرسي…كما أشار إلى أن البحث عن مناهج مؤثثة لقيم إسلامية أصبح ضرورة ملحة للخروج من الأزمة التي تعرفها منظومتنا القيمية باعتبار الفضاء المدرسي مكانا للتنشئة الاجتماعية. لذلك، يضيف السيد المدير الاقليمي، كلفت الوزارة لجنة لدراسة الحوامل الديداكتيكية لتقدم بعد ذلك تقريرا للسيد الوزير رصدت من خلاله مجموعة من الرسوم والصور والنصوص التي تمرر قيما سلبية (مثل تشغيل الأطفال…) قصد معالجتها أو استبدالها بأخرى تستجيب للمعايير القيمية المتوافق حولها داخل منظومتنا التربوية.

كما شارك رئيس فرع الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية بكلمة أبرز فيها على أن لأهمية القيم، وباعتبارها مدخلا من مداخل المنهاج الدراسي المغربي وفي سياق مستجدات الدستور الجديد، وجب انخراط الجميع في مسلسل الاصلاح بكل مسؤولية قصد الخروج من الأزمة التي تعيشها المدرسة المغربية.

ثم أشار ت الدكتورة فاطمة أباش نائبة رئيس مركز الدراسات و الأبحاث في منظومة التربية و التكوين إلى أن مدخل القيم بالمنظومة التربوية ظل مدخلا فضفاضا، فالمدرسة المغربية مازالت تعاني من ضعف في مخرجاتها خصوصا على المستوى القيمي رغم المجهودات المبذولة في هذا الباب، ودعت إلى ضرورة فتح نقاش مجتمعي طالما لم يتم الحسم في القيم المركزية التي يراد تمريرها لهذا الجيل.

وشارك الدكتور سعيد شبار، أستاذ التعليم العالي  بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال، بورقة بحثية أشار فيها إلى أن الصراع المجتمعي هو بالأساس صراع قيمي رغم أن الكثيرين يختزلونه في صراع سياسي أو اقتصادي،  وأضاف إلى أن للقيم في الإسلام منطق اشتغال نسقي تكاملي له أربعة خصائص:

1.                  قيم إنسانية كونية تخدم الجميع دون اعتبار  للخصوصيات الحزبية أو الطائفية؛

2.                  قيم تواصلية، استيعابية، منفتحة على كل الخبرات المجتمعية ما دام فيها خير للإنسانية؛

3.                  قيم نسقية منظومية لها منطق داخلي يحكمها لذلك وجب إدراك الوظيفة التشاركية للقيمة؛

4.                  قيم قياسية معيارية تحاكم القضايا انطلاقا من القيم الدينية.

وأضاف إلى أن القيم الموجودة بالمقررات الدراسية غير كافية وتحتاج إلى نسق واضح يؤسس لقيم مدرسية واضحة تجيب عن القضايا الراهنة.

أما مداخلة الدكتور سعيد العلام رئيس مركز الدراسات و الأبحاث في منظومة التربية و التكوين فقد ابتدأت بطرح  التساؤلات التالية:

لماذا هذا الصراع حول الهوية؟ لماذا لم يحصل التوافق حول الانساق القيمية المتساكنة؟ كيف يمكن أن نبحث عن مفهوم توافقي حول الهوية؟

وأشار إلى أن سبب عدم التوافق يكمن في:

1.       تعميم منظومة قيمية على المجتمع المغربي على أنها كونية؛

2.       وجود طفرة الاستعلاء والتفاضل بين المنظومات فلا يمكن أن نحاكم منظومة بمنظومة أخرى؛

3.       التعصب الأيديولوجي، فالتوافق لا يتواجد إلا في ظل الصراع والصراع الأن حول المنظومة القيمية؛

واقترح في الأخير نموذجا سماه الأنساق القيمية المتساكنة، والذي ينبني على خمس محددات أساسية:

1.       التناقضات المتواجدة تؤدي إلى توثر قيمي لدى التلاميذ؛

2.        الانسجام بين البنيات الاجتماعية (الأسرة، المدرسة، الشارع) يتم من خلال تدبير المشترك على مستوى التعليم العمومي وتدبير المختلف حوله على مستوى التعليم الخاص (الأمازيغية مثلا)

1.       منظومة قيمية ضابطة للعلاقات داخل المنظومة؛

2.       منظومة ترتقي بالمجال العام وتؤسس للمشترك؛

3.       منظومة قيمية تعيد بناء هوية متساكنة تعترف بأن هناك هوية متعددة الجوانب ولا تعارض بينها.

ليختم مداخلته بقوله: لا إكراه في الدين ولا إكراه في الحداثة ولا إكراه في الدمقراطية.

 وقد عرفت هذه الندوة عقد ورشات توزعت على أربعة محاور:

1.       منظومة القيم وإشكالية الهوية؛

2.       المضامين القيمية ضمن المناهج والبرامج التربوية؛

3.       الصيغ المعرفية والمنهجية والمقاربات البيداغوجية المناسبة لبناء وترسيخ القيم داخل منظومتنا التربوية؛

4.       التربية على حقوق الانسان أية مقاربة.

وفي الأخير تمت قراءة توصيات الورشات واستعراض حصيلة وآفاق مركز الدراسات والبحاث في منظومة التربية والتكوين لتختتم فعاليات هذه الدورة في جو تسوده الأخوة والزمالة والإحساس بعظم المسؤولية الملقاة على عاتق أبناء هذا الوطن.

بقلم هشام البوجدراوي

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *