تداعى أدعياء الفصل 19 من الدستور يومه الثلاثاء مساء أمام البرلمان  للوقوف ضد السيد رئيس الحكومة لموقفه من المرأة الداعي حسب زعمهم إلى عودتها للبيت لتهتم بالطبخ و نظافة البيت و تربية أبنائها و الاستجابة لرغبات زوجها عند عودته للبيت .
تفحص الوجوه التي حضرت للوقفة تجعلني أعود مرة أخرى لأستشهد بالمثل العربي المعروف  » عند الامتحان يعز المرء أو يهان  » ، لكن قبل ذلك لا بد من الإشارة إلى ما يلي :
1 ـ المرأة تكرم بالأفعال لا بالأقوال .
2 ـ حضرت في الوقفة وجوه برلمانية نسائية و رجالية تعد على رؤوس الأصابع مما يدل على أن حضورهم لا يعني فرقهم و إنما أشخاصهم بحيث لا يمثلون سوى أقل من 2 في المائة من عدد البرلمانيين .
3 ـ الحجم الإجمالي الضعيف للحضور ، و نوعية الحاضرين تدل بأنها فئة معزولة لا يلقي المجتمع لنداءاتها بالا ، لأنه خبرها عن قرب و جربها في مواقعها المختلفة فأصدر حكمه عليها .
4 ـ حضرت وجوه تحمل إيديولوجيات متناقضة لا يجمعها سوى عداءها للسيد رئيس الحكومة و للحزب الذي يقوده .
و الآن أعود لامتحان الدفاع عن المرأة الذي يزعمونه :
استماتتهم للدفاع عن الفصل 19 في وسائل الإعلام تحول في امتحان التطبيق إلى نكوص ، ففصيل منهم اختار عدم تمثيليته بامرأة في مكتب مجلس النواب ضدا على النظام الداخلي لمجلس النواب ،كما أن رئيس فريقهم قمع زميلته و  منعها من التدخل في جلسة عامة أمام أنظار جميع المغاربة ليستئثر هو بالكلام .
أما فصيلان آخران فاختار جناحاهما النقابيين في مجلس المستشارين رجلين بدل رجل و امرأة  لتمثيلهما في المجلس الأعلى للتربية و التكوين و البحث العلمي كما تم الاتفاق مع الحكومة أثناء مناقشة القانون ، و هو الأمر الذي رفضته الحكومة ليرضخا بعد ذلك مكرهين .
و فعلا صدق المثل العربي  » عند الامتحان يعز المرء أو يهان  » .
النائب محمد العثماني