Home»Régional»نسيت أن نفسي ألد أعدائي

نسيت أن نفسي ألد أعدائي

0
Shares
PinterestGoogle+

كثير ما نطلق مصطح الروح, أو القلب ،أو الفؤاد، او العقل،أو الضمير،أو النفس أو الروح ،على الجانب الغامض منا، والغير محسوس فينا .محاولين بذلك تقريب هذه المفاهيم وتوضيحها إلى الذهن . خصوصا وأنها تمثل الجانب الخفي، في الإنسان، والمسؤول عن كل تصرفاته، سواء منها الإرادية :كالتفكير، والتذكر، والفهم ،والتحليل، والتعميم، والتركيب … أو الغير إرادية كالأمور العاطفية: من كره، وحب، وخوف، وهواجس، ووساوس… هذا الجانب الغير محسوس في الإنسان، هو الجانب المهم ، والمحدد لمصير الإنسان في الدنيا والآخر .الإنسان ذو طبيعة مزدوجة فهو طين، ونفخة روح { وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين } (سورة ص آية 71-72) فطبيعة تكونه إذن، تفرض أن تكون له استعدادات خيرة، وأخرى شريرة ،وقدرة فطرية ،غريزية كامنة في ذاته, بواسطتها يميز الهدي من الضلال، والقبيح من الحسن.وهي تلك القوى الواعية المدركة التي تملك زمام الإنسان،والمتمثلة فيما يمكن أن نصطلح على تسميته بالشعور، أو الوعي والتي بإمكانها توجيه النفس البشرية نحو الطهارة والنقاوة، إن هي تشبعت بالإيمان، بخالقها، واتبعت رسالاته. وإلا هبطت بها إلى دركات جهنم ،واقتادتها إلى الويل والثبور، والظلم والظلام ، {ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها }(سورة الشمس 7-10 ) {و هديناه النجدين إما شاكرا وإما كفورا } سورة البلد آية 10 ) {إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا }( سورة الإنسان آية 2)

لكن ما هي حقيقة النفس؟ وهل هي واحدة أم متعددة؟ أي هل لكل مخلوق نفسا خاصة به ،لا تصلح لغيره ؟ أم هناك نفس واحدة منتشرة في الكون على غرار النور والهواء، تحل في كل الذوات والأجساد في نفس الوقت.

كثيرا ما يقع الخلط بين النفس، والروح.ويبدو لي أنهما مختلفان تماما:فحقيقة الروح غير معروفة، ولا يمكن للإنسان أن يعرف ماهيتها على الإطلاق،ولا سبيل له إلى معرفتها . لأنه لا يملك أصلا الأدوات اللازمة لمعرفتها.وما يملكه من أدوات معرفية، كالعقل والقلب، والحس، والتجربة، والحدس…قد تكون صالحة لإدراك الجانب المادي في الإنسان, وربما حتى الآثار التي تتركها الروح على الجسد. أما معرفة الروح في ذاتها، وكنهها , وعلى حقيقتها , فذاك أمر مستبعد ومستحيل { يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا .}. الروح نفحة، أو نفخة ربانية, تعمل على ربط جزيئات قبضة الطين، وتجعلها تتفاعل مع بعضها البعض، باعثة فيها الحرارة,و الحياة ،والقدرة على الحركة ،والفعل . وهي أقدم من الجسد، بدليل قوله تعالى :{ وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون .} (سورة الأعراف 172) وهي جوهر قائم بذاته ، قد تستغني عن الجسد ،كما هو الشأن في حالة النوم .{ وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه ليقضى أجل مسمى ثم إليه مرجعكم… }( الأنعام 6) أو في حالة الموت .{ الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها…(الزمر 42) ولكن الجسد لا يستغني عنها بل يفسد ويتحلل بمجرد ما تفارقه الروح بصفة نهائية. أما النفس في تقديري فهي تلك العلاقة الناتجة، عن تفاعل الروح مع الجسد. فهي شبيهة بالدلالة التي هي عبارة عن علاقة الدال بالمدلول. أي العلاقة التي تربط بين الكلمة، ومعناها، وهي علاقة حتمية وضرورية. بحيث لا يمكن أن نتصور الكلمة، بدون معنى، ولا المعنى يمكنه أن يستقيم بدون كلمة.وكذلك النفس، لا تستغني عن الجسد ،ولا الجسد بإمكانه الاستغناء عن النفس . فبينهما علاقة جدلية حتمية.

إن موضوع النفس، شغل الإنسان منذ أن تحداه الكون بأسراره، وظواهره، وأعجزه لغز أصل العالم، ونشأة الحياة الأولى،و مسألة الموت ،والبعث …ففكر في محاولة إدراك نفسه أولا, باعتبارها أقرب إليه من الوجود, وظواهره.علها تكون مفتاحا لمعرفة الكون، وخالقه، والإنسان ومصيره.وهذا ما جعل سقراط يدعوا إلى معرفة النفس قائلا :(أيها الإنسان أعرف نفسك بنفسك.) محاولا تعريفها بكونها :( جوهر الإنسان الحقيقي وروحه، وهي قائمة بذاتها، في موتها خلاصها وحريتها، وما الجسم إلا آلة لها ).أما أفلاطون فكان يرى: أن النفس خالدة غير قابلة للفناء.لأنها لو لم تكن كذلك، لما نال الظالم جزاءه،و لكان الظلم أمرا عاديا . وفي رأي فلاسفة الإسلام أن النفس:(جوهر روحي لا يفنى بفناء البدن).فهذا ابن رشد( اعتبر أن النفس جوهر عاقل ،أو عقل فعال ،وأن وظائفها الأخرى، لم تنشأ إلا بسبب اتصالها بالبدن. ) .وهي خاضعة لمدبر أسمى منها هو صاحبها وسيدها.والمسئول عنها، وهو في تقديري العقل المشار إليه

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. مطلع
    17/01/2008 at 21:24

    الله اعلم

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *