Home»Régional»ما أحوج قطاع التربية الوطنية إلى ترشيد حقيقي

ما أحوج قطاع التربية الوطنية إلى ترشيد حقيقي

0
Shares
PinterestGoogle+

كلمة ترشيد التي يكثر استعمالها في تدبير وتسيير الشأن العام والخاص مشتقة من الرشد بضم الراء وتسكين الشين أو فتح الراء وفتح الشين أو من الرشاد وهو نقيض الغي والضلال ؛ أو هو الهداية.وكثيرا ما تستعمل كلمة ترشيد عندما يحصل الهدر في شيء ؛ أي عندما يبطل الشيء أو يباح بغير وجه حق.
وما أكثر ما يباح قطاع التربية ماديا ومعنويا بالهدر؛ وما أحوجه إلى رشد ورشاد أو ترشيد.
وأخطر هدر يصيب قطاع التربية هو أن يتولى أمر تدبيره أو تسييره من كان دون مستوى المسئولية إما لقلة مروءة أو لضعف كفاءة وعن هذا الهدر تتفرع كل أنواع الهدر. وقد شهدت فترة وزير التربية السابق إسناد مهام التسيير والتدبير على أساس المحسوبية الحزبية لمن ليس أهلا لها لا مروءة ولا كفاءة . وكان هذا أكبر هدر يبتلى به قطاع التربية في بلادنا ؛ وهي بلية قديمة جديدة ذلك أنه كلما آل أمر الوزارة إلى حزب من الأحزاب إلا وقلد أنصاره وأتباعه مسئولية قطاع التربية مركزيا وجهويا وإقليميا ضاربا عرض الحائط الكفاءة والمروءة.
ومعلوم أن فساد المسئول يترتب عنه فساد من وما يقع تحت مسئوليته فيكون فساده أفدح هدر على الإطلاق.ولعله من الحكمة والرشد والرشاد والترشيد قبل التفكير في تنكب الهدر المادي أو المعنوي لقطاع التربية تجنب هذا النوع من الهدر المتمثل في إسناد مسئولية التسيير والتدبير لمن لا أهلية له. وما أحكم الحديث الذي جاء فيه : ( إذا آلت الأمور على غير أهلها فانتظر الساعة ) فساعة زوال كل شيء رهينة بتولي غير المؤهل مسئولية تسييره وتدبيره. ويكاد الإجماع في مجتمعنا بشتى أطيافه يحصل حول بطلان شعار إصلاح المنظومة التربوية بعد مرور سبع سنوات عجاف من عمر عشرية الإصلاح. وساعة زوال قطاع التربية لا ريب فيها لأن أمور تدبيره وتسييره آلت إلى غير أهله بالدليل الواضح الفاضح.
وبعد أخطر هدر وهو سوء اختيار أصحاب المسئوليات مركزيا وجهويا وإقليميا فحدث عن باقي أنواع الهدر ولا حرج. فالهدر المادي قد يتمثل في النفقة الباهظة التي تصرف على قطاع التربية مقابل النتائج الهزيلة المخيبة للآمال. ؛ ومن الهدر المادي الزمن الذي لا يقدر بثمن والذي ينفق فيما لا يسمن ولا يغني.
فجعجعة الوزارة الوصية أكبر من طحنها ؛ فما أكثر اللقاءات والمنتديات ؛ والشراكات والمشاريع الدولية الفرنكوفونية والأنجلوسكسونية وحتى الأسيوية وكلها هدر إذا ما كان واقع التربية يسير من سيء إلى أسوأ. ففي الموسم الفارط لم يتوقف مديرو الأكاديميات و نواب وزارة التربية عن التحرك الدائب من جهة أو مدينة إلى أخرى لحضور مختلف اللقاءات خاصة تلك التي تلامس قطاع التربية من بعيد وهي من النوافل لا من الفرائض ؛ حتى افتقدوا في مقار أعمالهم ؛ وهي في أمس الحاجة إلى وجودهم و تدخلاتهم الملحة ؛ حتى صدق عليهم قول القائل : ( تركته ممدودا وذهبت لتعزية أهل محمود) وهو قول يقال للمرأة تترك زوجها على فراش الموت وتذهب لتعزية من مات. لقد كانت المشاكل بالقنطار والسادة مديرو الأكاديميات النواب في رحلاتهم المكوكية الاستجمامية. وأنا أسأل أهل الرشد إن كانت لهم من باقية في هذه الدنيا: ماذا يفيد سفر مسئولي التربية هنا وهناك إذا كان تلاميذنا مثلا يهدرون وقتا طويلا يوميا في نقل الطاولات من قسم إلى آخر كأنهم النمل الشغال؟ أليس من الهدر أن نصرف مالا على وقود دواب المسئولين رباعية كانت أ و ثنائيته الدفع و على طعامهم وشرابهم وإقامتهم ؛ وحلهم وترحالهم ؛
مع التعويضات على الأتعاب ـ أستغفر الله العظيم على الراحة والاستجمام ـ عوض صرفها على الطاولات والألواح السوداء المدمرة التي لم تعد صالحة لتقادمها وكثرة ما نالها من الجير الذي بيض سحنتها بعد سوادها ؛ولكثرة ما نالها ونال الطاولات من رفس ولكم وتدمير وتكسير من المتعلمين المتهورين بسبب الترشيد المقلوب عند وزارتنا و المتمثل في شطب مهام المعيدين من الوجود ؛ والتقليل من الحراس العامين الذين يحرسون عتاد الدراسة في أوقات الاستراحات ؛ وهي أوقات التدمير بامتياز؟؟؟
أليس من الترشيد ألا تصرف الأموال على موائد المنتديات المجانية؛ وهي من نوافل المهام والكماليات وتصرف على الضرورات والحاجيات وما أكثرها ؟؟
أليس من الترشيد ضبط الساعات الزمنية المهدورة هنا وهناك بسبب حصص و ساعات العمل المتقلصة سنة بعد أخرى بالنسبة لهذه الفئة أو تلك ؟؟ أليس من الترشيد التقليص من الموارد البشرية التي لا ضرورة لوجودها في أقسام ومصالح تعج بالموظفين في حين تنعدم حيث تدعو الضرورة الملحة إليهم ؟
أليس من الترشيد أن تتابع مختلف النفقات بدقة وتركيز لمحاصرة كل الحيل المتبعة لتبرير النفقات المكذوبة حتى بلغ الأمر في بعض الأحيان ببعض المسئولين تبرير النفقات من خلال تعليق مسئوليتها على الطبيعة الجامدة ؛ فرب فيضان مثلا كان شماعة المسئول لتبرير الهدر من النفقات ؛ وكان إنكار ذلك من طرف موظف تابع له يرفض التزوير نقمة كلفته العزل من منصبه بذريعة واهية ؛ والقياس على هذه النازلة وارد في الكثير من الحالات.
لقد صار الترشيد فترة علاج مركز لقطاع يحتضر؛ فهل ستتنبه الوزارة الجديدة إلى حل الترشيد بالسرعة المطلوبة فتنفض أولا عن كراسي المسئولية ما علق بها بسبب المحسوبية المكشوفة ؛ أم ستكرس هذه المحسوبية أو تستبدل ب محسوبية أدهى منها ؟؟؟ الجواب سيحمله المستقبل القريب .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

9 Comments

  1. باحث تربوي / من شمال المغرب
    28/10/2007 at 22:39

    أليس من الترشيد شطب جهاز التفتيش من الوجود ؟ ألا يعتبر هذا الجهاز أكبر هدر في وزارة التربية والتعليم؟ ألا ترى أن الله إذا أراد بقوم سوء أكثر فيهم القيل والقال؟ ألم يصبح أعضاء جهاز التفتيش أهل قيل وقال بامتياز؟ ألم يحن الوقت ليحاسب كل واحد على منجزاته؟ ألا تستفيق الوزارة من غفوتها؟ ألا يعتمد التدبير بالنتائج كوسيلة فعالة للنهوض بالتربية والتعليم؟ الله الله لهذا الوطن.

  2. رجل تعليم
    28/10/2007 at 22:39

    وهل من الترشيد اخي الكريم -اضافة الى ما ذكرت – بناء ادارة جديدة لاعلى هيئة تربوية في الجهة الشرقية مماثلة لاختها التي تقبع جوارها تقريبا بنفس المواصفات ولم يمر على بنائها اكثر من 7 سنوات وهل من الترشيد التفنن في اقتناء السيارات وتنويع الموديلات وهل من الترشيد التغذية في احسن مطاعم السمك على ميزانية الدولة وهل …وهل … اللهم نق جهتنا ومغربنا من امثال هؤلاء المفسدين اكلة حقوق المواطنين وانت مجيب الدعاء آمين

  3. ضيف
    02/11/2007 at 13:44

    إلى الأخ الكريم الباحث التربوي، أليس من الترشيد التشطيب على من يمارس الساعات الإضافية ولا يعمل في القسم؟ أليس من الترشيد شطب من يسلت من العمل، أليس من الترشيد التشطيب على من يسرح المتعلمين في ماي؟ أليس من الترشيد التشطيب على من يتأخر عن عمله؟ أليس من الترشيد التشطيب على برلمان نائم وحكومة نائبة وقس على هذا من التشطيبات، أليس من الترشيد التشطيب على الإنسان الفائض عن الحاجة في هذه الدار التي أمرنا الله بتعميرها ونحن نخربها؟ إن التشطيب تشطيبات وربما ينتابك أنت وأنا كذلك من حيث نعتقد أننا لا نستحقه؟! فالتشطيب على جهاز التفتيش يتطلب البديل في ظل موبقات منظومتنا التربوية والتكوينية التي تعلمها. فما هو بديلك عند التشطيب على هذا الجهاز؟ فأوساخنا لم ينفع معها هذا الجهازوغيره. يجب أخي أن يكون تعليقك موضوعيا لا متحاملا. بالله عليك هل جهاز التفتيش هو الهدر الوحيد في الوزارة على افتراض أنه كذلك؟ فأنا بانتظار جوابك الكريم. والسلام

  4. طاهري ( الناظور)
    02/11/2007 at 13:44

    لقد قضيت بالتعليم 35 سنة ، و تأكت أن الترشيد معناه ببساطة ترك الأمور إلى أهلها و التشطيب – كما ذكر الاخ – على الذين همهم القيل و القال و لا يفعلون شيئا ، مثل بعض المحسوبين على جهاز التفتيش ، و ليس كل المفتشين( حاشا لله) ، وعلى وجه الخصوص أولائك الذين يشبهون كتاب الحروز و الحجوبة .
    اللهم خلصنا منهم.

  5. باحث تربوي / من شمال المغرب
    07/11/2007 at 23:05

    إلى الأخ // رجل تعليم
    / صحيح ما قلته يا أخي
    الترشيد أصبح ضرورة ملحة على جميع الأصعدة

  6. غيور من وجدة
    07/11/2007 at 23:05

    شكرا لصاحب المقال على الصراحة التي قلت في زمن النخاسة. انة الجريمة النكراء في حق ابنائنا المساكين… اعرف الكثيرين ممن كانوا يمتازون بمستوى عالي يا حبذا لو استفاد منه ابناؤنا و لكن للأسف استفاد منه القيل و المقال و المقاهي… متى يستفيق المسؤولون و الآباء و الذين عندهم غيرة عن هذا الوطن الضائع بين ابنائه العاجزين و علمائه المتواطئين.
    متى نستيقظ ايها المغربي أو حتى يفوت الأوان هذه أكبادنا فهل من مستجيب
    اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون و سود عليهم خيرهم آمين

  7. متتبع
    07/11/2007 at 23:05

    من يقول اكثر؟ مفتش لا يعمل حتى اربع (4) ساعات في الشهر و يتقاضى اكثر من 10000 درهم . اليست هذه قمة التبدير؟ سيقول البعض ليس جميع السادة المفتشين من هذه الطينة و هذا صحيح. لكن كم عددهم الحقيقي؟ لو قامت الوزارة ببحث « سري جدا » تتبعت فيه عمل مجموعة من المفتشين بكافة التخصصات (اتدائي -اعدادي- تاهيلي -توجيه-تخطيط -اقتصاد) و تكون لها الجرءة لنشر نتائجه امام الملأ لتم اكتشاف اكبر فضيحة في تاريخ هذه الهيئة التي ما تزال بالمرصاد للاصلاح و هي تتمتع بحرية شبه مطلقة فلا يمكن التفريق بين مفتش و آخر وكيف يعمل ومتى وباية وسائل؟ ولا يفوتني ان احيى و بكل احلال بعض افراد الهيئة الذين يقدرون المسؤولية حق قدرها و يصارعون ضد التيار الجارف الذي يقوده المتعون بحسات الحرية التي اصبحت مكسبا و ويل لمن يقف في طريقهم. ففي بعض النيابات لا تزال المذكرة الاطار وتوابعها حبرا على ورق  » لا تنسيق و لا هياكل و لاهم يحزنون. » فكما جاء في التعليق السابق « ان بعض افراد هذه الهيئة سرطان اصبح ينخر جسد الهيئة وهي في دار غفلون حتى تصل الى مرحلة يستحيل معها اي علاج. فقد حان الوقت لإستأصالها قبل فوات الاوان.

  8. هتم
    07/11/2007 at 23:05

    الاخ الفاضل بتسكين حرف الخاء الم يخطر ببالك انك منذ مدة ليست بالقصيرة اصبحت تتناول الكثير من المواضيع الشيء الذي قد يجعلك تسقط في باب الانى المتضخمة كونك تحاول ان تضهر بجلباب العارف الكامل الجامع لهذا انصحك اخي في الله بالتواضع وتعلم الانصات لانه سينفعك لا محالة

  9. محمد شركي
    07/11/2007 at 23:05

    غريب أمر الباحث التربوي ومن شمال المغرب يا حسرتاه ولا يعرف كعو من بعو عندما يخكم على التفتيش بالزوال فمن سيراقب قطاع التربية با حضرة الباحث المحترم ؟؟؟

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *