Home»Enseignement»جولة في كتاب  » المفاهيم الإجرائية للنقد المسرحي في المغرب للأستاذ لحسن قناني

جولة في كتاب  » المفاهيم الإجرائية للنقد المسرحي في المغرب للأستاذ لحسن قناني

1
Shares
PinterestGoogle+

يتميز المشهد المسرحي النقدي بالمغرب بحركية متنامية تسعى إلى ترشيد الحقل المسرحي من خلال إصدارات متتالية لمسرحيين ومفكرين  وباحثين ونقاد مغاربة كالدكتور مصطفى رمضاني، والأستاذ لحسن قناني المنشغل بالمسرح قراءة ودراسة وتأليفا وتمثيلا وإخراجاً ، ألف كتاب : المفاهيم الإجرائية للنقد المسرحي في المغرب.. حيثُ رصد فيه الممارسة المسرحية إ بداعاً وتنظيرا وهو أحد رهاناتنا المسرحية استقبالا  سواء على  المستوى الجهوي أو الوطني في التأسيس لمسرح أكثر ثقافة وجمالا وحضورا يقوم بالدور المنوط به ،بفضل سلسلة إبداعاته المتنوعة في مجال الفن المسرحي .

ولما كانت الممارسة المسرحية المغربية متنوعة ، كالمسرح الهاوي ومسرح الاحتراف ، وما تعتري هذه الممارسة إبان المهرجانات من شوائبَ مرتبطةٍ بالعمل المسرحي وبالنصوص المسرحية إلى درجة أن بعض الفاعلين في ميدان المسرح، اعتبر أن المسرح بالمغرب يعيش أزمة حقيقية على المستوى الفكري والفلسفي بعد تدني الرصيد الفني والثقافي لمجموعة  من الفرق الممارسة لهذا لفن الجميل ، كان لزاما أن يواكب هذا الإبداع حوار أو نقد أو آراء يتم تداولها بين المعنيين بالأمر ،بغية تطويره والارتقاء به ورصد مصادره الفكرية والفنية وتطوراته داخل وخارج الوطن والإجابة بصدق عن سؤال المسرح المغربي بكل تجلياته.
ورغم محايثة النقد للممارسة المسرحية منذ بدايتها ،لازال النقد المغربي لم يحظ بالاهتمام اللازم من قبل نقاد المسرح العرب رغم تراكماته وتعدد قضاياه ومجالات تدخلاته ،ورغم اتهام البعض له بانسحابه من السجالات الفكرية ومساهمته في خلق فرجة بدون هوية . إلا أنه لا بد أن نشير إلى أن الأسباب التي أدت إلى انخفاض المستوى الفني للعرض المسرحي كثيرة ومتنوعة ومتشعبة المصادر بعضها مرتبط بالجمهور وبعضها بالفرقة  الممارسة وبعضها بالإبداع النصي وطبيعة رؤية صاحبه للإنسان والواقع فضلا عن الإخراج كما أن بعضها أي الأسباب خارج عن إرادة الفرق المسرحية…
إذا ما قورن النقد بمفهومه العلمي والأكاديمي بما يدور في الساحة المغربية من عروض متنوعة الأشكال والأحجام والمضامين ،لا زال متأخرا عن ركب فن المسرح ،ولازال الإبداع المسرحي  مستمرا خارج المدارس والمذاهب المسرحية الفلسفية كالطبيعية والواقعية والرمزية والسريالية والوجودية ومسرح العبث وغيرها إلا النزر اليسير، لذلك أخذ المثقفون والمفكرون على عاتقهم خارج المؤسسات الثقافية وضع خريطة طريق جديدة لترتيب البيت الداخلي للمسرح المغربي وتوفير الأدوات اللازمة للممارسين على الركح أو المهتمين به للإرتقاء بأدائهم وسلوكياتهم واتجاهاتهم وتطويرمهاراتهم وتمكينهم من المساهمة في تحريك عجلة الثقافة والتنمية في المجتمع ،إيمانا منهم  بما قاله المخرج البولندي المشهور جوزيف شاينا: (من الممكن تدمير الفنان المبدع, لكن لا يمكن أبدا تدمير الفن, وقد يبدو هذا صعب الملاحظة أحيانا, إلا أنه يدفع الإنسانية إلى الأمام…
المفاهيم الاجرائية للنقد المسرحي في المغرب  عنوان لكتاب صادر عن مطبعة الجسور بوجدة عدد صفحاته 244.
وعن إخراج الكتاب في حلته النهائية نشير إلى أن الغلاف الأساسي و الخلفي للكتاب مكملان لبعضهما البعض ،حيثُ الإخراج متسم بالشفافية والوضوح، كما أن الألوان الزاهية تكسوشجرة المسرح المكتسحة لفضاء الغلاف و الحاملة للمفاهيم الإجرائية المعلن عنها في العنوان المتصدر للغلاف بصفة مباشرة لا لبس فيها في إشارة إلى تعدد ألوان المسرح وتنوع أشكاله وقضاياه فالشجرة وارفة الظلال ضاربة بأعماقها في عمق تاريخ المسرح متعددة الفروع والأغصان تنمو وتتعانق مزهرة في جميع الفصول ، معطاء ولود  يسقيها ناقد متمرس بجداول أفكاره وخبراته وتجاربه، لتلد ثمارا حلوة يقبل عليها كل من خبر طعمها وحلاوتها …إنه الأستاذ لحسن قناني كما ورد في أسفل الصفحة وأن عمله صادر في إطار سلسلة الكوميديا الصادمة  في سنة 2012.
، في حين أن الغلاف الثاني يوضح ويفسر هذه المفاهيم كماأن النص المختار لهذا العرض الموجود بالغلاف الأخير ،مأخوذ من صفحة 9 و10 وبذلك يكون الإخراج مكتملا مستوفيا للشروط المطلوبة في الاصدار فنيا وفكريا.
فالمفهوم تصور عقلي لشيء ما و نشاط تصنيفي يقوم على التمييز ، والتعميم، ومما جاء في موسوعة ويكيبيديا في تعريف المفهوم ما يلي :
المفهوم (بالإنجليزية: Concept) تصور ذهني عام ومجرد عن أشياء الواقع. ويعتبر بعض الفلاسفة المفهوم في علاقته الأساسية بالوجود أو بالموجودات، سواء أكانت تصورات في الذهن أم أعيانا في الواقع الخارجي، مما يجعله مرتبطا بمشكلات المعنى والدلالة والإحالة.
وعلى هذا الأساس تناول ذ.لحسن قناني المفاهيم الاجرائية للنقد المسرح في كتابه وهي على الشكل التالي مفهوم المسرح ، مفهوم الجمهور،مفهوم التأصيل مفهوم التجريب ،مفهوم التراث الشعبي ،مفهوم الاقتباس، مفهوم الإعداد ، مفهوم المونودراما ن مفهوم الدعم. فضلا عن تناوله بعض القضايا كخصوصية التراث الشعبي بالمنطقة الشرقية وتناوله بالدرس والتحليل لبعض المسرحيات كمسرحية البحث عن شهرزاد للمسكيني الصغيرولمسيح في بغداد لجمعية المسرح الطلائعي.
كتاب بالغ الأهمية للمسرحي أولا وللجمهورعلى اختلاف درجاته ثانيا فخبرة الأستاذ لحسن قناني في مجال فن المسرح وما أثاره من قضايا نظرية وتطبيقية جعلت من الكتاب  مرجعا مهما ومصدرا غنيا وإضافة نوعية للمكتبة المسرحية والنقد المسرحي سواء في الداخل أو الخارج .
فالتنظيروالممارسة يصدران عن سراج واحد  أضاء بنوره عتمات النقد الحدسي والمعياري في آن واحد تفسيرا وتأويلا .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. بنيحي علي عزاوي
    21/11/2013 at 15:44

    هذا المنبر الثقافي المشرق الزاهي هو أرضية خصبة للنتاج الفكري المتنور الذي يبحر كل مبدع(ة)بخياله مع الكلمة/الجمال الأجمل/ التي عند مبدعها حية ترزق… للفنان المسرحي المهووس /المجنون/الذي أسهم بابداعا ت بحثه في تأسيس الحركة المسرحية المغاربية التي أصبحت تزخر بفعاليات لها استبصارها الخاص على مستوى الفعل الدرامي بشتى أنواعه وأشكاله, وشئ طبيعي زرع/بذور الدراؤو/ الدراماتورجيون العالميون فأكلنا بعد طهي تطبيقي شاق ومتعب ولا زلنا نزرع البذور الأنفعالية وطقوسيتها للفعل المسرحي المتميز الأنساني الخالي من المحلية التي روجت لها عقول شوفينية من خلال بما سمي بالتراث والهوية..لكي تحصرنا في الأنغلاق والتهميش , لكن المخضرمين المغاربيين والعرب الواعون تصدوا منذ الوهلة الأولى وأدركوا أن الفنون هي ثقافة انسانية((لاشرقية ولا غربية ولا جنوبية ولا شمالية)..الفن المسرحي /العلم/له عشاقوه ومحبوه ، يستبصرون في تجليات الطقس الكثارسيسي من العالم السحري /الديونيزوسي/…أجل وألف بلى !!!الفعل /الدراؤو/تنجلي في طقوسية عروضه جمالية /الميمزيس/ والأيحاء الذي يحفر في سجايا « فعل التعرف » الجاد ثم الرخيص ثم الجيد وأخيرا الرديئ,..هذا الفعل المسرحي بثالوثه السيكولوجي(( الفعل الأرادي والفعل النفسي والفعل اللاارادي)) يمشي في خطوط مزركشة الألوان والأشكال والمضامين لأفكار البشر وسجاياهم….من هذا المنطلق أقول قول صولة الحكيم : » أن جيلي أسس للمسرح العلمي العالمي ولم يبالي((بالجمهور عايز كدة)) بل تأسيسنا كان يطمح ولا زال الى مخاطبة الأنسان الكوني الذي نحلم بحضوره في الفضاء المغاربي والعربي الكبير و الأصيل ب:((امازيغه وعربه وقوميات أخرى افريقية وأروبية))..المغاربيون منذ الأزل كانوا يتفاعلون مع جميع الحضارات ,وتأثر سكانه الأولون بالقادمين كما تأثر الفاتحون بهم ….أعتز بمغاربيتي وانسانيتي المتواجدة في كل القارات حاضرة ناظرة في الثقافة الأنسانية مستبصرة ناضرة …..تعلمنا من الغربيين الشئ الكثير..الادارة بسلطاتها الثلاث وثقافة شاملة العلوم الأنسانية ومن بينها » المسرح » طبعا الذي عشقناه الى حد الغرام للهيام الروحي المغرم غراما مبينا..طبعا انفجرت ينابيع المعرفة المسرحية مع « اندري فوازان »سنة1953.في المغرب..بعض النقاد بين نقسين يقولون كان المسرح مع سيدي الكتفي وفي جامع لفنا ووو ..كل الشعوب كان عندها الحكواتي بطريقتها الخاصة والحلقة بطريقتها المثلى ،لكن ليس مسرحا بمعني « المسرح » الذي هو التيأترو » المكان المقدس لدى الدثرامبوس واحتفالهم بديونزوس…تدرج هذا الطقس السحري الجميل مع أول كاتب درامي »آريون الكورنيثي » الذي نظم وصاغ النشيد الأحتفالي لجوقة الديثراموس…الكل يعرف على مستوى علم التاريخ أن أول ولادة درامية كانت للشاعر الملهم »اسخيلوس ابن يورفيون »الذي قرر الكتابة/ الصراع/ من اذن الأله « ديونيزوس » كما أكد ذلك »باوسانياس »المقدوني …ومن ابداعات »اسخلوس »((خلق الصراع)) وابداعات سوفكليس الذي أضاف الشخصية الثالثة ثم اكتشف التشويق والجدل…, سن الرجل الفيلسوف العظيم « ارسطو طاليس » قاموسا دقيقا سماه « فن الشعر » هذا الكتاب الجليل الذي ترجمه ترجمة دقيقة الفيلسوف الوجودي العربي ( عبدالرحمن بدوي)) أعتبره هو السلم الموسيقي المسرحي وأسسه وقوانينه اللينة المطاطية والميادة في النسيج العام والخاص للتراجيديا والملحمة والمسرحية وكذلك الساطورية التي لازلت لم تنفجر ينابيعها الا من خلال لمسات مبدعين فرنسيين أسموها « الفودفيل »…ومن خلال المبدعين اليونانيين نما وترعرع المسرح وسرح في فضاء الكرة الأرضية…وأقول صدقا حسب تجربتي ودراسي على مستوى التطبيق أن كتاب »فن الشعر » سيبقى الى أن يرث الله الأرض ومن عليها في الأضافة لا التجاوز كما روج لهذه الفكرة الجاهلة من جهلاء عالم الركح وفضائه العجائبي ..وللتذكير فان »برتلولد بريشت » وغيره من الدراماتورجيين العالميين قد أضافوا للمحاكاة والكثارسيس والأيحاء.وخاصة عنصر »فعل التعرف »…. »ابريشت » أضاف الديليكتيك الذي كان جدلا انسانيا فأصبح جدلا سياسيا اقتصاديا من خلال التعمق في فلسفة (( الأغتراب)) وآخرون بلوروا الأشكال وآخرون ألغوا النص والكلمة لكنهم لم يخرجوا على الكاثارسيس والأيحاء والمحاكاة.. »المحاكاة بمعناها الحفر والتنقيب » وهي فعل قائم الذات…كل هذا التراكم الأنساني الفكري كنا نحن جيل الستينات والسبعينات نشتغل بجد ونجرب على مستوى التطبيق ثم نقارن ونناقش ونجادل ونغضب ونحزن ونسعد ثم ندون ونتصفح الدراسات تصفحا تطبيقيا لا هدرا في الجامعات(باحتراماتي للأساتذة الواعين بأن المسرح تطبيق ليس هدرا وسردا تاريخي يحكى..!!بل المسرح خلق من فوق الخشبة ومع الخشبة وعلى أرضية الخشبة لا كلاما مباحا..بل المسرح خلق مع الأحتفال بافراحه وأحزانه وأتراحه وهو حفل فلسفي روحاني سماه « أرسطو »(( الكثارسيس))….. سافرنا في كل جزء من المغرب العظيم وبلدان أخرى عالمية،تنقلنا من مدينة تلوى مدينة، نشتغل بحب وعشق مع الشباب..مرات نتخاصم معهم ومرات نتعانق وأخرى نصبر على ايصال البلاغ الفكري المراد تصحيحه للطلبة الجامعين وآخرين موظفين وعمال مغتربين…..وبمعاناتنا وعنادنا واسرارنا على نشر الثقافة المسرحية صبرنا صبرا مبينا لا مثيل له ولا زلنا نطالب بابسط الحقوق (( العيش الكريم للرجل للفنان عموما والمسرحي خاصة صاحب التنبؤات)) الفنون ياسادة ياكرام هي رافد من روافد الثقافة التكنولوجية في عصر القرن الواحد والعشرين.وهذا شئ معروف لدى السياسيين..جاء الوقت أن يكون التصالح ما بين الفنان والسياسي على أساس الحوار والنقد البناء…أ……أتسأل :متى نأسس ثقافة حداثية في مدارسنا وجامعاتنا؟ لكي نربي العين المدركة في الأنسان المغاربي المستقبل ؟ الجواب عندك أيها الرجل السياسي في ليبيا وتونس والجزائر ومريطانيا والمغرب والعالم العربي أجمع…حتمية تاريخية مسؤولة لتفعيل الفضاء الأقتصادي المغاربي والا!!!!!؟؟؟؟ثم خلق مناخ اقتصادي من المحيط الى الخلج والا!!!!!!… تحية »كثارسيسية » للمسرحيين الشرفاء وأهل المعرفة والعلم النبلاء تحية « ديونيزوسية » احتفالية من صانع العرض الى مبدع خلاق أتشرف بمعرفته…لي كامل الشرف أن تتوطد الصداقة بيننا عل وعسى نجد رابطا درامية نشتغل على مستواه..من خلال:عنصر »الكثارسيس » المحمل بجدل قفزات التطور ثم جمال عنصر »الإيحاء « الذي أصبح متواجدا في الكلمة واللون والصوت والحركة وتشكيلاتها السيميولوجية والصورة المتحركة والثابتة ورموز أخرى تعرفها السنوغرافية الحديثة….ما أجمل وأروع عندما يجد »الباخوسي » من يحاكي معه حكاية « الهيام » العذري المتواجد فقط في الفن!! هكذا قالوا و يقولون : أما أنا أقول بالأضافة أن « الهيام » متواجد على مستوى الروح وهو يسري في القلوب الطيبة كسريان الدم في الشرايين!!! الأرواح تلتقي في هذا الكون الشاسع العظيم وتبحث عن بعضها البعض في هذه الدنيا الجميلة والكثيرة الخيرات شكلا ومضمونا تسر الناظرين والنفس اللوامة والموسوسة وكذلك المطمئنة الراجعة الى ربها يوما « ما »راضية مرضية…لكن النفوس الشريرة من خلائق الرحمن خلقت اديولوجيات متنوعة تستغلها لصالحها ولملذاتها شذى شهوتها فقط…لأنها سادية النبتة وبرجماتية في معرفة علم « المصالح ».. العالم أصبح قرية على مستوى ديمومة الزمان مثله كمثل « الضوء » ولكن العقل البشري لازال لم يرقى بعد, إلى درجة الرقي المطلوب وخاصة من علماء « الصاخة الكبرى » المدوية كالبركان المهول الذي يتنبأ بالإنسان الكوني..؟؟؟.لكن لنكن واقعيين ومتفائلين على أن حركة التطور تمشي بسرعة في زمننا هذا …ولا يتلمس ويتحسس إيقاعاته/الزمان/ إلا من المصطافين وذوي الأبصاروالأستبصار ..أجل الحب وصنوه الهيام موجود ومتواجد يجب البحث عنه في كل مكان وزمان…بلى الحب جميل مع من يعرف القيمة الحقيقية للزمان ثم يستطيع بفضائل وأخلاق راقية يغزو العواطف الجياشة للإنسان/أنثى أو ذكر/..ما أجمل الحرث المحروث مع توأم الروح.. الناقد المسرحي المغربي الدراماتورج: بنيحيى علي عزاوي

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *